تليغراف: «متشرد» ساعد فتاة بثلاثة جنيهات استرلينية فأعادتها له 21 ألفا

الاثنين 29 ديسمبر 2014 09:12 ص

عام 2000 ظهر فيلم أمريكي اسمه «Pay It Forward» أو  (مررها لغيرك)، وهو فيلم مقتبس من كتاب يحمل نفس العنوان للكاتبة «كاثرين ريان هايد»، تدور قصته حول طفل صغير يطلب منه أستاذه – في الفصل - أن يقترح، مع زملائه، فكرة لإنقاذ العالم، فيقترح الطالب ما أسماه « Pay It Forward »، بمعني أن يخدم أحدا وينقذ حياته، ثم تطلب منه أن يرد المعروف بخدمته  ثلاثة أشخاص آخرين يحتاجون للعون.

وهكذا لو ساعد شخص واحد شخص أخر، فسوف يساعد هذا الشخص الواحد ثلاثة آخرين، وهؤلاء الثلاثة سيساعدون تسعة، سيساعدون بدورهم 27، ثم تمتد الخدمات تدريجيا إلي 81 ثم 243 .. وهكذا لتصل للمئات ثم الآلاف والملايين فيساعد العالم بعضه بعضها.

هذه الفكرة طبقها هذا الأسبوع شخص متشرد بلا مأوي في شوارع مدينة «بريستون» في بريطانيا يدعي «روبي»، عندما وجد الطالبة البريطانية «دومينيك هاريسون» تسير هائمة علي وجهها في البرد وغير قادرة علي العودة لمنزلها بعدما سرق أحدهم محفظتها الشخصية، ومع أنه (المتشرد) لا يمتلك سوي 3 جنيهات استرلينية، فقد طلب من الفتاة أن تأخذها وتركب بها تاكسي لتعود لمنزلها لأنه يعلم قسوة الحياة في الشارع والبرد لأنه يعيش فيه ولا يريد لها أن تعاني من نفس ما يعانيه.

ورغم أنها لم تستطع أخد أمواله، قررت الطالبة «هاريسون»، 22 عاما، حسب صحيفة «ديلي تليغراف»، رد الجميل إلى الرجل المتشرد «روبي»، عبر إطلاقها حملة لتجميع أموال له ومساعدته على شراء منزل وعيش حياة جيدة علي طريقة فيلم Pay It Forward.

وبعد يومين فقط من إطلاقها الحملة، نجحت هاريسون في جمع 21 ألف جنيه إسترليني لصالح المتشرد روبي، حيث قررت النوم في الشارع وتوقيف الناس في الشوارع لإخبارهم بالقصة كاملة، كما أطلقت موقعا إلكترونيا لمن يريد مساعدة ذلك الرجل، وحظي تصرف المتشرد «روبي» بتعاطف الكثير من سكان بريطانيا والعالم، وجاءت ردود فعل قوية من جميع أنحاء العالم، وتلقت الطالبة تبرعات من الخارج.

ورغم أنها قضت ليلة واحدة تحاول النوم في شوارع «بريستون» في بريطانيا القارصة البرودة لكي تختبر إحساس المتشردين في شوارعها ولم تستطع النوم تلك الليلة، فقد أعربت الطالبة «هاريسون» عن سعادتها بالدعم الذي تلقته وقررت الذهاب إلى مكان المتشرد «روبي» وقضاء بعض الوقت معه لتخبره بما تفعله لأجله، ولم يكن لدى روبي أي شئ يفعله سوء الشكر وشعوره بالمفاجأة بكمية الدعم الذي تلقاه.

وتقول «هاريسون» بحسب تقرير صحيفة تليجراف بعنوان «إغراق متشرد بالمال بعدما جمعت له طالبة ألاف الجنيهات»: « لقد قضيت 4 أيام أحاول البحث عن روبي بعد أن حاول مساعدتي بعد سرقتي، ولم أجده، فقررت نشر القصة على فيسبوك وتويتر في محاولة للعثور عليه، لأكتشف أنني لست الوحيدة التي ساعدها وأنه ساعد آخرين في إيجاد ممتلكاتهم وأيضا في إعطائهم كوفيات تحميهم من البرد».

وذكرت أن كل ما كانت تأمله هو جمع 500 جنيه إسترليني فقط كإيجار لشقة يعيش فيها هذا الشخص الذي ساعدها، ولكن الموقع الذي أطلقته تدفقت عليه الأموال من كل حدب وصوب بمجرد الإعلان عن الحملة، حتى وصل مجموع ما جمعته له حتي الآن 21 ألف جنيه إسترليني.

فكرة طفل تغير العالم

وتم عرض فيلم « Pay It Forward » للمرة الأولى بالسينما الأمريكية عام 2000؛ ويعد فيلما دراميا أمريكيا مأخوذا عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة «كاثرين ريان هايد»، وتدور حبكة الفيلم حول واجب مدرسي بمادة الدراسات الاجتماعية، يطلب فيه المدرس اقتراح فكرة لمساعدة العالم، فيحصل علي اقتراح يؤدي إلى حدوث تغيرات اجتماعية تنتشر من مدينة إلى أخرى.

يقوم الطفل - بطل الفيلم - بابتكار فكرة ما من أجل صالح البشرية ومساعدة العالم، ، وتقوم فكرته علي أنه إذا تمكن من أن يسدي صنيعا إلى ثلاثة أشخاص؛ ويقوم كل من هؤلاء الثلاثة، بدورهم، برد الجميل إلى 3 أشخاص آخرين، بدلا من رده إليه، ويستمر الحال هكذا، يمكن أن تحدث تغيرات إيجابية بالمجتمع.

تحقق الفكرة نجاحا هائلا، لم يتم إدراكه في الحال، إلا حين يرصدها صحفي محب للأعمال الخيرية، ويقوم بتعقب آثار هذا النجاح الذي يكتشفه بالصدفة وهو يغطي حادثة إطلاق نار داخل احدي المستشفيات.

حيث يكتشف (الصحفي) أن من أطلق النار في المستشفي كان شخصا عاديا يطلب العلاج السريع، ولكنه شاهد فتاة مصابه بالربو تقف مع أبيها وهي غير قادرة علي التنفس وطبيبة المستشفي تطلب منها أن تنتظر دورها، فيجن جنونه ويتعاطف مع الفتاة ويطلب من طبيبة المستشفي سرعة علاجها، وعندما ترفض يطلق النار في الهواء من مسدس كان يحمله، ليهددها ويجبرها علي سرعة التدخل لتوفير أنبوبة أكسجين للفتاة المصابة بالربو، معرضاً لنفسه لإلقاء القبض عليه.

ينتقل الصحفي للشاب الذي أطلق النار داخل السجن، ليسأله لماذا فعل هذا؟، فيخبره بالفكرة وأن سيدة ساعدته وطلبت منه أن يرد الجميل بمساعدة ثلاثة آخرين، فيبحث عن هذه السيدة، فيكتشف أنها متشردة أيضا تعيش في الشارع، ثم يكتشف منها، أنها أخذت الفكرة عن متشرد أخر.

ثم يظهر أن هذا المتشرد المدمن للمخدرات ساعده هذا الطفل ( صاحب الفكرة الأساسية)، وأواه في منزله ووفر له طعاما ومكانا ينام فيه – بدون علم أمه – في جراج السيارة، فتتغير حياته ويتوقف عن الإدمان ويتسلم وظيفة جديدة ويجد سكنا ويساعد فتاة أخري كانت تقف أعلي سور كوبري تبكي وتستعد للانتحار ويقنعها بعدم الانتحار.

وخلال الفيلم يحاول الطفل منع أمه المدمنة علي الخمور من تناولها، كما يحاول مساعدة طالب زميل له في الفصل يتعرض بصفة دائمة لمضايقات نظرائه من الطلاب، ما يجعلهم يتحينون الفرصة للانتقام منه.

وبينما تؤدي جهود الطفل من أجل إنجاح فكرته إلى ثورة عارمة في حياته الشخصية وحياة أمه وعدد لا حصر له من الأِشخاص، وينجح الصحفي في تصوير قصتة تلفزيونيا ، يقوم بعض الطلاب "الحاسدين" بطعن الطفل في قلبه وهو يدافع في أحد المرات عن صديقه الذي يتعرض للأذي دوما علي يد أيديهم فيموت في نفس يوم عرض قصته الرائعة عن مساعدة البشرية علي التلفزيون، ويتداعى أهل بلدته علي منزله وهم يحملون الشموع لتطييب ذكراه، وسط دموع أمه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مررها لغيرك فيلم أمريكي متشرد