استنكرت جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا مشاركة «إبراهيم منير»، الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، ومعه أعضاء آخرين من الجماعة بمصر، في مؤتمر انعقد بالعاصمة البريطانية لندن، الشهر الماضي، وقالت إن إيران «تموله».

واعتبرت الجماعة أن مشاركة «منير» والإخوة المصريين في المؤتمر، الذي حمل اسم «منتدى الوحدة الإسلامية»، تعتبر «خيانة لدماء الشهداء المسفوحة من قبل الميليشيات الإيرانية في كل مكان»، مطالبين قيادة الجماعة باتخاذ «موقف مناسب» إزاء هذا الأمر.

وقال «علي صدر الدين البيانوني»، رئيس مجلس شورى  جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا، عبر بيان وصل «الخليج الجديد» نسخة منه: «علمت أن الأخ الأستاذ إبراهيم منير، ومعه بعض الإخوة المصريين، شاركوا في المؤتمر العاشر للمنتدى المسمّى (منتدى الوحدة الإسلامية) في لندن، والذي تشرف عليه وتوجّهه وتموّله إيران، التي كشفت خلال السنوات الأخيرة عن وجهها الدموي الكالح وعدائها السافر للعرب والمسلمين وجماعة الإخوان المسلمين».

وأضاف: «إذا كان بعض الإخوان يغضّون الطرف في الماضي عن مثل هذه المشاركات لبعض الاعتبارات، فإن المشاركة في هذا المؤتمر، في ظل مواقف إيران المعلنة المعادية للأمة، تعتبر خيانة لدماء الشهداء المسفوحة من قبل الميليشيات الإيرانية في كل مكان، وخروجاً على مواقف جماعة الإخوان المسلمين وسياساتهم المعتمدة».

وتابع: «لما كان الأستاذ إبراهيم منير لا يمثل نفسه في مثل هذه المؤتمرات، وإنما يمثل الجماعة التي يتبوأ فيها موقعاً قيادياً، فإني أعلن استنكاري وبراءتي من هذه المشاركة التي لا تمثلني، وأدعو الإخوة في قيادة الجماعة إلى اتخاذ الموقف المناسب».

وانعقد المؤتمر العاشر لـ«منتدى الوحدة الإسلامية» في لندن، خلال الفترة ما بين 21 و23 يوليو/تموز الماضي تحت شعار «الإسلام وحملات التشويه».

تعقيب قيادي بـ«إخوان مصر»

ولم يصدر حتى الساعة 21:00 توقيت غرينتش تعقيب من «منير» على بيان «البيانوني»، بينما أكد القيادي في جماعة الإخوان بمصر، «محمد سودان»، في تصريحات صحفية، مؤخرا، مشاركة الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة في «منتدى الوحدة الإسلامية».

لكن «سودان» نفى ما تردد من أنباء صحفية بشأن انعقاد لقاء خاص بين وفد من الإخوان على رأسهم «منير»، وأمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، رجل الدين الإيراني «محسن الأراكي».

وأكد أنه لم تكن هناك اجتماعات أو لقاءات خاصة على الإطلاق بين قادة الإخوان و«الأراكي».

ولفت إلى أن «اللقاء الذي أشار إليه البعض جرى على هامش منتدى الوحدة الإسلامية لمناقشة ما يتعرض له دين الله من محاولات دؤوبة للتشويش على رسالته السمحة وإنسانيته المتميزة، ولمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب».

وأوضح «سودان» أن المؤتمر المشار إليه حضره العديد من علماء المسلمين والقيادات الإسلامية في العالم، فضلا عن مجموعة من المفكرين وأساتذة الجامعات والباحثين، وكذلك العديد من القساوسة وعلماء الدين المسيحي، مؤكدا أن هذا المؤتمر يعقد بشكل سنوي.

وردا على الصورة المتداولة التي تجمع «منير» و«الأراكي»، قال «سودان» إن «هذه الصورة التي استغلها المغرضون كانت جلسة على هامش المؤتمر مع الأراكي، وتناول الحوار بعض مشاكل الأمة وتحالف قوى الشر مع الغرب لإسقاط الربيع العربي، والأزمات التي يعيشها العرب والمسلمون في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا»، لافتا إلى أن هذه الجلسة كانت أمام جميع الحضور.