في هذا الموعد كل 4 سنوات، وقبل عام واحد على انطلاق بطولة «كأس العالم لكرة القدم 2018» والمقرر إقامتها في «روسيا» يتجدد الجدل الذي لا ينتهي، وهو «التشجيع وقوفاً»، حيث لا يسمح بوجود مدرجات للمشجعين وقوفا خلال مباريات «المونديال»، وهو الحال أيضاً في كأس «أمم أوروبا» و«دوري أبطال أوروبا تشامبيونز ليغ» و«الدوري الأوروبي يوربا ليغ».

ودشن عدد من جماهير كرة القدم حول العالم وبالتحديد داخل قارة «أوروبا» حملة لمطالبة الاتحاد الدولي «فيفا» ونظيره الأوروبي «يويفا» لإعادة مدرجات المشجعين الواقفين، على أن تستمر حتى موعد انطلاق «كأس العالم لكرة القدم 2018».

وحظيت الحملة  التي انطلقت بداية الشهر الجاري، بدعم كبير من قبل روابط الأندية وعلى رأسها «سبيريت أوف شانكلي» الخاصة بنادي «ليفربول» الإنجليزي.

وساند رئيس نادي «سانت جالن» السويسري، «بيني بوركارت»، وغرد على حسابه الشخصي على «تويتر»، قائلاً: «هذا ليس مسرحاً بل كرة قدم.. من المهم وجود مثل هذه المشاعر، والوقوف في حد ذاته ليس خطيرا، الخطورة من الناس التي لا تتبع التعليمات».

كما أصدرت رابطة المشجعين في الدوري «الفرنسي» بياناً لشرح سبب دعم عودة مدرجات المشجعين من وضع الوقوف.

وقالت: «سيؤدي ذلك إلى أجواء أفضل في الملاعب ويسمح بوجود تذاكر أرخص ويقلص من تكاليف صيانة المقاعد ويمنع المشجعين من إصابة أنفسهم وذلك عن طريق الوقوف في ظروف مناسبة».

وفي «إنجلترا»، تخالف جماهير كرة القدم تعليمات «رابطة الدوري الإنجليزي» التي لا تسمح بالوقوف، ويقول أحد المشجعين: «واحدة من المشكلات التي نعاني منها في الوقت الحالي هي وقوف المشجعين في أماكن المقاعد وتضطر بالتالي الجماهير الموجودة خلفهم للوقوف أيضا».

وأضاف: «من الأفضل وجود أماكن مصممة للوقوف بدلا من وجود أماكن يقف فيها البعض ولا يقف فيها آخرون، تستحق الجماهير أماكن مناسبة وآمنة».

وبدورها رابطة الدوري «النمساوي» أنها لا تتفق مع أن التشجيع وقوفا يزيد من خطر أعمال الشغب، مشيرة إلى أن هناك مجموعة كبيرة من المعايير لضمان سلامة المشجعين منها السلالم الواسعة وحواجز التصادم وكاميرات المراقبة.

وتشترط السلطات «البريطانية» سواء «الحكومية» أو «الكروية» أن تكون ملاعب أندية «الدوري الممتاز» و«دوري الدرجة الأولى»، مزودة بمقاعد لكافة المشجعين، وذلك منذ كارثة «هيلسبره» عام 1989م والتي شهدت مصرع 96 مشجعاً.

ومن جانبه، قطع الاتحاد الدولي «فيفا»، كافة الطرق على المشجعين الحالمين بعودة التشجيع وقوفاً، بإصدار بيان أكد فيه أنه لن يغير لوائحه، مشدد على وجوب إقامة كل مسابقاته، بما في ذلك تصفيات كأس العالم، في ملاعب كل مدرجاتها تضم مقاعد.

وأوضح «فيفا» على لسان المتحدث الرسمي، قائلاً: «سلامة المشجعين في المباريات هي أولوية لنا ونحن لا نفكر في أي تغيير في موقفنا بخصوص الشكل المناسب لحضور المشجعين».

جدير بالذكر أن التشجيع وقوفاً ممنوع في العديد من دول «أوروبا» على رأسها «إنجلترا»، بينما دول مثل «ألمانيا» و«سويسرا» و«النمسا» وغيرها لم يتم منع مدرجات الوقوف بينما تم إعادة تصميم الأماكن المتاحة حتى تصبح أكثر أماناً وفي الوقت ذاته السماح للمشجعين بالاستمتاع بالأجواء الصاخبة.

وهناك العديد من التصميمات لمدرجات آمنة للوقوف حيث يمكن تحويل «مصاطب المدرجات» سريعا إلى مقاعد من أجل مسابقات «الأندية الأوروبية» الخاضعة لقوانين «يويفا»، وتتضمن الخيارات الأخرى «مقاعد متحركة» حيث تحتوي المصاطب على مشابك معدنية يمكن ربط المقاعد بها أو إزالتها أو مقاعد قابلة للطي تحت درجات من الألمونيوم.