روايتان سعوديتان لأحداث «العوامية» وتقارير غربية عن عمليات تهجير

الأربعاء 9 أغسطس 2017 08:08 ص

تسيطر حالة من التعتيم على الوضع الميداني في مدينة «العوامية»، بمحافظة «القطيف»، شرقي السعودية، وسط تقارير عن عمليات تهجير للسكان العزل، ومواجهات دامية بين القوات السعودية ومسلحين يتحصنون داخل المدينة، التي يسكنها شيعة.

وتظهر فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء، سيطرة قوات الجيش والأمن السعوديين على حي المسورة في مدينة «العوامية»، لكن صورا أخرى تظهر المدينة وقد تحولت إلى ساحة حرب، وآثار القذائف والرصاص والدمار بادية في الأزقة والشوارع وعلى الجدران.

ونقلت وكالة «رويترز»، قبل يومين عن سكان قولهم إن ما يصل إلى 12 شخصاً قتلوا على مدى الأسبوع المنصرم بينهم ثلاثة من رجال الشرطة وتسعة مدنيين.

وتفرض السلطات السعودية، تعتيما كبيرا على العمليات الجارية في المدينة، منذ أسابيع، لاسيما مع استخدام القوات الخاصة سلاح المدفعية، لقصف مواقع، داخل حي «المسورة» بالمدينة، الذي يتحصن به عشرات المسلحين، ويعتقد امتلاكهم قذائف صاروخية من طرز «RPG»، وعبوات ناسفة وألغام أرضية، وفق وسائل إعلام سعودية.

ويؤكد شاهد عيان، خرج من «العوامية» قبل حوالي الشهر، في حديث خاص لـ«DWعربية»، ظهور المسلحين في السنتين الأخيرتين، بيّد أنه يلقي باللائمة على الدولة؛ إذ أنها هي من جرتهم لذلك، مبرراً ذلك بأن «كثر الضغط يولد الانفجار».

ويضيف شاهد العيان، الذي يحمل شهادة بكالوريس جامعية، وتقدم للسلطات الألمانية بطلب للجوء: «كان بإمكان السلطات حل الأمر بطريقة أكثر سلمية وبدون تعقيده وتكبيره»، مشيرا إلى حدوث عمليا «تهجير واستهداف للناس العزل».

لكن شاهد العيان، عاد وأقر بـ«وجود مجموعات قليلة مرتبطة بإيران وحزب الله»، وفق ما أوردته الإذاعة الألمانية.

وقبل الأحداث الأخيرة كان حوالي 30 ألف من السعوديين الشيعة يقطنون في العوامية. ويقدر سكان أن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا لبلدات وقرى أكثر أمناً قرب المنطقة. هذا في حين يقول شاهد العيان، البالغ من العمر 28 عاماً، إن 85% من سكان العوامية أضحوا «مهجرين». ويتابع أن العمليات لم تقتصر على حي «المسورة»، بل امتدت شمالاً ومن ثم إلى حي «الجميمة».

ويتحدث حقوقيون سعوديون، عن أن أحداث بلدة «العوامية» تسببت في أكبر موجة نزوح من المنطقة الواقعة شرقي المملكة.

وقال «علي الدبيسي»، رئيس المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان، إن «الأمر خرج عن نطاق التحمل مع التصعيد العسكري وتغير نوعية السلاح المستخدم وزيادة كمياته والاستهداف لكل ما يتحرك على الأرض كل ذلك أرعب الناس».

رواية رسمية

العضو السابق في مجلس الشورى السعودي، الدكتور «محمد بن عبد الله بن سعيد آل زلفة»، يتمسك بالرواية الرسمية، قائلا إن «الحي لم يعد صالحاً للسكن. دفعت الدولة للسكان تعويضات مجزية جداً ووعدتهم بإقامة حي نموذجي محل الحي القديم. ما حصل أنه بعد خروج الأهالي احتل المسلحون الحي وروعوا الأهالي وحاولوا منع أعمال الهدم. وحوّلوا ذلك الحي إلى وكر للإرهاب والمخدرات».

وينفي «آل زلفة»، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الملك سعود، حدوث أي عملية تهجير قسري، ويقول إنه من حق الأهالي العودة للحي بعد الانتهاء من إعادة بناء الحي من جديد.

وكانت وزارة الداخلية السعودية، قالت الإثنين الماضي، إن ثلاثة سعوديين أدرجت السلطات أسماءهم على قائمة تضم 23 مطلوباً أمنياً سلموا أنفسهم للجهات الأمنية في المملكة. ومعظم المطلوبين المدرجة أسماؤهم على القائمة، التي أعلنتها السلطات في يناير/ كانون الثاني 2012، إما قتلوا أو اعتقلوا في السنوات القليلة الماضية.

وتقول مصادر سعودية إن تأثير إيران وصل إلى «العوامية» عن طريق رجل الدين الشيعي «نمر النمر». وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أصدرت بياناً في الثاني من يناير/ كانون الثاني 2016، قالت فيه إنه تم «تنفيذ حكم القصاص في 47 إرهابيا»، من بينهم «نمر النمر».

وتقول الحكومة السعودية إن الطائفة الشيعية في «القطيف» يضمون مجموعات مسلحة يتم دعمها بشكل مباشر من قبل إيران و«حزب الله» اللبناني، وإن الهدف الحقيقي لهجماتهم المسلحة ضد قوى الأمن هو محاولة الانفصال عن البلاد وخلق كيان موال لإيران.

المصدر | الخليج الجديد + الإذاعة الألمانية

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران القطيف العوامية حزب الله الشيعة نمر النمر