أعضاء بالشورى السعودي يتخوفون من مطالب الإفصاح عن وثائق تتناول الحرب بين القبائل

الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 09:12 ص

أبدى أعضاء مجلس الشورى السعودي تخوّفهم من مطالب العضوة والباحثة الدكتورة «دلال الحربي» الداعية للإفصاح عن وثائق «سرية» في دارة الملك «عبدالعزيز»، مرجعين سبب ذلك القلق إلى ما قالوا أنه «عدم جاهزية المجتمع السعودي الذي تنخره العصبية القبلية للإطلاع على وثائق تروي تفاصيل حروب أبادت كثيرًا من الأسر قبل 200 عام، فيما لا يزال أحفاد المعتدين يعيشون حتى الآن».

كما رفض أعضاء في جلسة الشورى الإثنين رأي رئيس اللجنة الإعلامية الدكتور «أحمد الزيلعي» المطالب بـ«ألا يطلع على الوثائق المحلية في المملكة سوى العقلاء»، لأن الوثائق برأيه، تذكر تفاصيل السباب والتعدي بين القبائل قبل توحيد المملكة، مضيفًا: «توحيد المملكة يجُبّ ما قبله، هناك وثائق سرية لو خرجت لأحدثت فتنة لا قِبل للمملكة بها».

يأتي ذلك فيما أيد العضوان اللواء «علي التميمي» والدكتورة «حمدة العنزي» رأي «الزيلعي»، واعتبرا رفع السرية عن هذه الوثائق «يحيي النعرات الطائفية»، حيث قالوا أن «المجتمع غير مهيأ لمعرفة تاريخ تلك الحقبة، المجتمع مقسم طبقيًا وقبليًا في جميع أنحاء المملكة». وأكد العضوان أن مهرجانات «مزايين الإبل» خير دليل على التعصب القبلي، مشددان على فرض السرية على الوثائق في «دارة الملك عبدالعزيز» في الوقت الراهن ضمانًا للوحدة الوطنية.

هذا ولم يرق للأعضاء المؤيدين للباحثة «الحربي» حجج المعارضين لرفع السرية عن الوثائق، معتبرين أن التخويف بما أسموه «البعبع القبلي» غير علمي، كما أن تاريخ المملكة قبل 200 إلى 300 سنة يحوي كثيرًا من المغالطات، ويفترض أن يتمكن الباحثون من الاطلاع على جميع الوثائق من أجل التصحيح أو التعزيز لما ورد في تلك الحقبة، أو أن تقوم «دارة الملك عبدالعزيز» بتصنيف الوثائق سريًا وتحدد درجة السرية كما هو معروف دوليًا.

من جهتها، قطعت الباحثة «دلال الحربي» هواجس اللجنة الإعلامية ومؤيديها باعتبار أن الوثائق المحلية التي تقصدها «لا تشمل حقبة الحروب»، مستشهدة بنماذج محلية ومراسلات للعلماء رصدت التاريخ في تلك الفترة، موضحة أن الرافد الوحيد للتاريخ المحلي في الوقت الراهن وثائق أجنبية لا تصل قيمتها العلمية إلى ما كُتب داخل البلد بأيدي أفراد محليين.

وشددت «الحربي» على ضرورة إتاحة الفرصة لمن يحتاج إلى الوثائق المصنفة «سريًا» من دون اعتبارات أو ضوابط أو محظورات أو محدودية للاستخدام أو التداول، وبررت ذلك بأنه السبيل الأمثل لأن تعاد كتابة التاريخ المحلي بقيمة كبيرة ذات صدقية في البحث، وعلى رغم أن المؤيدين لـ «الحربي» كانوا الغالبية في المجلس، إلا أن توصيتها سقطت لعدم الحصول على النصاب النظامي في التصويت بـ76 عضوًا مؤيدًا.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة اللندنية

  كلمات مفتاحية

جامعة الملك فيصل تجري بحثا تاريخيا لإحياء «سوق هجر» بالأحساء

وساطة قبلية تنجح في اطلاق سراح سعودي مختطف في اليمن

قبيلتان سعوديتان تنهيان خصومة دامت 200 عام