السعودية: دفعنا تعويضات حي «المسورة» للملاك قبل الإزالة

الخميس 10 أغسطس 2017 09:08 ص

قال أمين المنطقة الشرقية السعودية المكلف «عصام الملا» إن قيمة التعويضات لمنازل حي المسورة في العوامية بمحافظة القطيف (شرق) تراوحت بين 800 و900 مليون ريال، وفق أعمال التثمين الخاصة بالمنازل في الحي، وتم تسليم جميع ملاك المنازل مبالغ التثمين قبل بدء أعمال الإزالة.

وقال «الملا» في مؤتمر صحفي عقده ظهر الأربعاء في مبنى وكالة التعمير والمشاريع، إن إزالة المباني في حي المسورة مستمرة بمرافقة فرق الأمن، وقد تمت إزالة أكثر من ٨٠ منزلاً في الحي حتى الآن وسيتم البدء في تنفيذ مشروع التطوير للحي بعد إزالة جميع المباني البالغ عددها ٤٨٨ منزلاً، موضحاً أن مدة مشروع تطوير حي المسورة تبلغ سنتين.

وأضاف أن من يقطن حي المسورة حوالي 8 آلاف أسرة، تم إجلاؤهم جميعاً قبل بدء تنفيذ أعمال الإزالة والهدم، مشيرا إلى أنه تم إعطاء الأهالي مهلة كافية للإخلاء بعد إتمام عملية التثمين، بحد قوله.

وبحسب «الملا» فإن معدات الهدم التابعة للأمانة تعرضت في بداية عملية الإزالة والهدم لهجوم من بعض من وصفهم بالإرهابيين، ما أدى إلى تأخر عملية الإزالة، مضيفا أن حجم الأضرار في معدات الهدم والإزالة بلغ ١٨ مليون ريال.

وقال «الملا» إن الأمانة ساعية لتطوير جميع الأحياء في المنطقة، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية وتطويرية تعود بالنفع العام على الجميع، مشيرا إلى أن تطوير حي المسورة  يأتي ضمن المشاريع التنموية المهمة التي تنفذها الأمانة حالياً في محافظة القطيف، وتشرف عليها بلدية المحافظة.

وحول أعمال الهدم، قال إنها تتضمن إزالة عدد من المنازل العشوائية القديمة المتداخلة ضمن أزقة ضيقة لا يتجاوز عرضها متراً ونصف المتر، ما تسبب في تشكيل خطورة على ساكني الحي، إضافة إلى وجود عدد من المنازل المهجورة والمهدمة، وكذلك قدم شبكات الخدمات الموجودة بالحي وافتقارها لكل وسائل السلامة.

ويتضمن المشروع، إنشاء سوق النفع العام، ومحلات تجارية ذات طابع تراثي، إضافة إلى المنطقة الأثرية، وإنشاء مركز ثقافي، ومكتبة عامة، وصالة رياضية، وكافتيريات ومطاعم، وقاعات مناسبات رجال ونساء، إضافة إلى إنشاء مجمع تجاري، ومبانٍ استثمارية، ونادٍ نسائي، وكذلك إنشاء رياض الأطفال، وعدد من مواقف انتظار السيارات بطاقة استيعابية تصل إلى 610 مواقف، بحسب الملا.

واعتبر أمين المنطقة الشرقية أن المشروع أحد أهم المشاريع التنموية لتطوير منطقة وسط العوامية، وتحويلها إلى مدينة عصرية حديثة تواكب جميع مدن المنطقة الشرقية من حيث النهضة التنموية الحديثة، مع المحافظة على الهوية العمرانية للمنطقة والتراثية.

وتفرض السلطات السعودية، تعتيما كبيرا على العمليات الجارية في العوامية، منذ أسابيع، لاسيما مع استخدام القوات الخاصة سلاح المدفعية، لقصف مواقع، داخل حي «المسورة»، الذي تقول السلطات إن عشرات المسلحين يتحصنون به، ويعتقد امتلاكهم قذائف صاروخية من طرز «RPG»، وعبوات ناسفة وألغام أرضية، وفق وسائل إعلام سعودية.

ساحة حرب

وتظهر فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، سيطرة قوات الجيش والأمن السعوديين على حي المسورة، لكن صورا أخرى تظهر المدينة وقد تحولت إلى ساحة حرب، وآثار القذائف والرصاص والدمار بادية في الأزقة والشوارع وعلى الجدران.

ونقلت «رويترز»، قبل يومين عن سكان قولهم إن ما يصل إلى 12 شخصاً قتلوا على مدى الأسبوع المنصرم بينهم ثلاثة من رجال الشرطة وتسعة مدنيين.

وقبل الأحداث الأخيرة كان حوالي 30 ألف من السعوديين الشيعة يقطنون في العوامية. ويقدر سكان أن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا لبلدات وقرى أكثر أمناً قرب المنطقة. في حين يقول شهود عيان، إن 85% من سكان العوامية أضحوا «مهجرين». ولم تقتصر العمليات على حي «المسورة»، بل امتدت شمالاً ثم إلى حي «الجميمة».

ويتحدث حقوقيون سعوديون، عن أن أحداث بلدة «العوامية» تسببت في أكبر موجة نزوح من المنطقة الواقعة شرقي المملكة.

وقال «علي الدبيسي»، رئيس المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان، إن «الأمر خرج عن نطاق التحمل مع التصعيد العسكري وتغير نوعية السلاح المستخدم وزيادة كمياته والاستهداف لكل ما يتحرك على الأرض كل ذلك أرعب الناس».

وتقول الحكومة السعودية إن الطائفة الشيعية في «القطيف» يضمون مجموعات مسلحة يتم دعمها بشكل مباشر من قبل إيران و«حزب الله» اللبناني، وإن الهدف الحقيقي لهجماتهم المسلحة ضد قوى الأمن هو محاولة الانفصال عن البلاد وخلق كيان موال لإيران.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية العوامية المسورة تعويضات