«نيوزويك»: تهديد المستبدين العرب لقناة «الجزيرة» تجاوز كل الحدود

الخميس 10 أغسطس 2017 04:08 ص

كتب المدير التنفيذي للهوية المؤسساتية في شبكة «الجزيرة »الفضائية، «عبدالله النجار» مقالًا في جريدة «نيوزويك» الأمريكية، قال فيه إن تهديد «المستبدين العرب» للقناة القطرية يعد اعتداء لا يطاق على الصحافة الحرة.

 وأضاف «النجار» أن «الجزيرة تعد مشروعاً ثورياً» انطلق منذ أكثر من عقدين من الزمان في العالم العربي.

وأوضح «النجار»، في مقاله: أن «في هذا العالم العربي يتم تقليدياً إسكات الأصوات المعارضة، وكبح حرية التعبير، وذلك إما من خلال الرقابة أو التهديد بالسجن أو الموت». وأضاف: أن «الجزيرة شكلت عملاً ثورياً مستمراً منذ أكثر من عشرين عاماً».

وأكد «النجار» أن «مهمتنا في شبكة الجزيرة الفضائية إتاحة الفرصة للملايين من الناس ممن لا صوت لهم، أو من لا حيلة بيدهم للكشف والتعبير عن آرائهم وأحلامهم وتطلعاتهم، وذلك لتكون الجزيرة صوت من لا صوت له من ملايين المحبطين، أو من المعارضة في أكثر الأماكن قمعاً على وجه الأرض».

وأضاف «النجار» أنه عندما انطلقت «الجزيرة» فإن وسائل الإعلام في العالم العربي كانت واقعة بشكل كامل تحت «هيمنة مستبدين عرب»، وأن دعاية «التزلف والتذلل والتملق» التي كانت سارية، أو «سياسة خنق حرية التعبير» التي كانت تمارسها هذه الأنظمة أدت إلى تعزيز وجود منظور أحادي الجانب يهدف إلى حماية سلطة هذه الأنظمة ذاتها، وأنه لم يُترك أي مجال لأصوات المعارضة أو المنشقين.

وأشار «النجار» إلى أن المسعى الدؤوب للشبكة هو «للوصول إلى الحقيقة وإلى الواقع كما هو على الأرض جعل الجزيرة تكون محبوبة من جانب جماهيرها، ولكنه في الوقت نفسه جعلها مكروهة من جانب الحكومات».

وأضاف «النجار»: «الحكومات تتهم الجزيرة بأنها تؤيد المتمردين، والمتمردون في اللحظة نفسها يتهمونها بأنها مؤيدة للحكومات، والغرب يتهمنا بأننا نؤيد الإسلاميين، والإسلاميون يتهموننا في الوقت ذاته بأننا نؤيد الغرب، بل إن العرب ينتقدون الجزيرة بدعوى أنها موالية لـ(إسرائيل)، في حين ينتقدها (الإسرائيليون) بدعوى أنها تؤيد العرب».

وقال «النجار»: إن «كل ما قمنا به هو اتباع ما تُعلمنا إياه الصحافة الحقيقية، وهو المتمثل في عرض كل وجهات النظر والجوانب المختلفة للقصة، وترك المجال للجماهير لكي تقرر بنفسها».

 وأوضح المقال أن «شبكة الجزيرة تتعرض في الوقت الراهن لتهديدات من دول الحصار ممثلة في السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، وأن «هذه الأنظمة تطالب بإسكات الجزيرة أو إغلاقها»، وأن «الجزيرة تجد نفسها هدفاً لحملة جريئة وغير مسبوقة من جانب هذه الأنظمة التي تهدف إلى شل حرية الصحافة برمتها».

وقال «النجار» إن «إغلاق وسائل الإعلام الحرة المستقلة لأنها لا تتفق مع خط الحكومة إنما يعد إجراء غير متحضر ورجعي وقمعي، وأنه في الوقت الذي تكون فيه الحاجة ماسة إلى مزيد من الحوار في العالم فإن من لا صوت له إنما يعتبر عاجزاً لا حيلة له».

 وأضاف «النجار»: «هذا هو بالضبط ما تطالب به تلك الدول الأربع»، وذلك من ملايين الناس في العالم العربي، من أجل قمع وجهات نظرهم وإسكات أصواتهم وآرائهم المعارضة.

وأشار إلى ما سبق أن قاله الرئيس الأمريكي الأسبق «توماس جيفرسون» -المتحدث باسم الديمقراطية والمنادي بمبادئ حقوق الإنسان، والمتمثل في قوله إن الأمن الوحيد للجميع إنما يكمن في الصحافة الحرة. وأضاف الكاتب أنه بينما يبدو أن وسائل الإعلام والصحافة الحرة واقعة تحت الحصار في كل مكان، من المكسيك إلى ميانمار، فإنها لا تتعرض للتضييق والخنق أكثر مما تتعرض له في العالم العربي.

ويتعرض المواطنون ووسائل الإعلام في العالم العربي للتهديد بجرائم رسمية ضد الدولة من النوع الذي يعاقب عليه بالسجن أو بدفع الغرامات، وفق المقال، مشيراً الى أن العديد من وسائل الإعلام الإخبارية تم إغلاقها من جانب الحكومات التي تسعى إلى الحد من بقايا حق الناس في أن يسمعوا وحقهم في أن يعرفوا، بل إن هذه الحكومات تسعى إلى العودة إلى فترة ما قبل «الجزيرة».

واختتم  «النجار» مقاله قائلًا: «إن الجزيرة تتعرض للعديد من الهجمات الموجهة ضد وسائل الإعلام الحرة والمستقلة، وإن صحافييها تعرضوا منذ تأسيسها للتهديد والسجن والتعذيب والقتل، وإن مكاتبها استهدفت بالقصف، وإن بثها تعرض إلى الحجب، وإن مواقعها على شبكة الإنترنت تعرضت للاختراق، بل إن حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي تعرضت للحذف أيضاً».

المصدر | الخليج الجديد+القدس العربي

  كلمات مفتاحية

قطر الجزيرة دول الحصار جيفرسون