أعلن، رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك، الشيخ «سلمان بن جبر آل ثاني»، أن سماء قطر ستشهد الجمعة حدثاً فلكياً جميلاً حيث تشاهد شهب «البرشاويات»، وهي من أكثر الزخات الشهابية كثافة خلال العام، ويمكن مشاهدة أكثر من 100 شهاب في الساعة الواحدة.

وأوضح «سلمان»، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، الخميس، «قنا»، أنه يمكن رصد هذه الشهب اعتباراً من ليلة الجمعة إلى فجر الأحد، وتصل قمة نشاطها لمدة ثلاث ليالٍ هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من أغسطس/أب الحالي، ويمكن رصدها من الساعة الحادية عشرة مساء الجمعة وحتى فجر السبت في الجهة الشمالية الشرقية من السماء.

وأشار «سلمان» إلى أن رصد الشهب سيكون متاحاً للجميع، حيث لا يحتاج ذلك إلى تليسكوب أو أدوات الرصد الأخرى، بل إنه يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وبكل وضوح، وستكون في غاية المتعة، وهي تشبه الألعاب النارية، مبيناً أنه يفضل رصدها في الأماكن المظلمة البعيدة عن الإنارة حيث تظهر الشهب بشكل أكثر جمالاً.

وأوضح «سلمان» أن الشهب عبارة عن ذرات ترابية تسبح في الفضاء بين الكواكب السيارة، وعندما تقترب من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جداً تصل إلى سبعين كلم في الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فإن ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي، وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ.

وبيّن «سلمان» أن الشهب تبدأ بالاحتراق على ارتفاع /120/ كلم عن سطح الأرض، ثم تحترق، وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم، لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية إلا في حالات نادرة، وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جداً لا يشعر بها أحد.

وقال «سلمان» إن المذنب «سويفت تتل Swift-Tuttle» هو مصدر «شهب البرشاويات»، حيث اكتشف الفلكيون أنه يترك نهراً من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها، وذلك كل 130 سنة تقريباً، وأن الأرض تعبر هذا النهر الغباري في الفترة الواقعة ما بين 11 إلى 13 من أغسطس/أب من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.