بعد أن رصدت الجهات الأمنية السعودية كثافة في زيارة مسجد الرحمة (مسجد فاطمة)، المقام منذ أعوام قليلة على كورنيش جدة من قبل بعض المعتمرين الذين يتخذونه (مزارا) لاعتقادهم بأنه من المساجد القديمة، لوّحت وزارة الحج والعمرة السعودية بتوقيع عقوبات على زوار المسجد وهو ما دفع بإمارة المنطقة إلى رفع توصيات للحدّ من هذه الزيارات.

وشددت وزارة الحج على جميع شركات ومؤسسات العمرة، بإبلاغ المعتمرين بعدم الذهاب إلى المسجد المذكور أو تنظيم زيارات إليه، والتأكيد على السائقين التابعين للشركات والمؤسسات بعدم نقل الزوار.

غير أن الوزارة ممثلة بلجان المراقبة والمتابعة، رصدت عدم تقيّد بعض الشركات ومؤسسات العمرة ووكلائها الخارجيين بذلك، بالإضافة لمخالفات أخرى تتمثل في: إسكان المعتمرين في مساكن غير معتمدة في نظام العمرة، وعدم تطابق البرامج المدخلة في نظام العمرة مع الواقع الفعلي المقدم للمعتمرين، وعدم إصدار كشوف الترحيل مع الحافلات المغادرة بين مدن العمرة (مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة)، وعدم وضع الملصق الخاص ببرنامج المعتمر على غلاف جواز سفره.

وهو ما سيعرض هذه الشركات للعقوبات. أبرزها التأثير على خطته التشغيلية، التأثير على تقييم أدائه الذي سيكون أحد عناصر المفاضلة عند تجديد الترخيص الخاص به حال انتهاء مدته، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه لتطبيق إحدى العقوبات المنصوص عليها في تنظيم خدمات المعتمرين، والتي قد تصل إلى حدّ إلغاء تصريحه.

ومن الجدير بالذكر أن مسجد الرحمة يعد أول مسجد في العالم يبنى على سطح البحر، ويعتبر من أهم المعالم الجديدة في جدة، كما أكد عدد من سكان المدينة الساحلية، ويحوي المسجد بين أروقته مزيجا فريدا للعمارة الحديثة والقديمة والفن الإسلامي، إذ تحوي أطراف قبته الرئيسية زجاجا معشّقا يسمح بمرور ضوء أشعة الشمس إلى داخل المسجد عبر 56 نافذة تحيط بالقبة المصممة على الطراز الإسلامي، بالإضافة إلى وجود أرابيسك ونقوش على الجدران والنوافذ الإسلامية، وزخرفات من الخارج والداخل بآيات قرآنية مخطوطة بعدة خطوط مختلفة كالنسخ والرقعة والديواني.

ويضم المسجد مصلى نسائيا خشبيا بشكل معلق ومرتفع في النصف الأخير من المسجد، يتسع لنحو 500 مصلية. بالإضافة إلى القبة الرئيسية الكبيرة ذات القواعد الثماني، هناك 52 قبة خارجية تحيط بالمسجد و23 مظلة.

إضافة إلى أماكن مخصصة للوضوء ودورات مياه وقاعات مريحة للعبادة، فقد بني المسجد بأحدث التقنيات والمعدات وبأنظمة صوت وإضاءة متطورة.

ويشهد المسجد توافدا كبيرا عليه، وبصفة خاصة من قبل مسلمي شرق آسيا المعتمرين والحجاج، إذ يستقطب عددا كبير من الزوار والسياح لأداء الصلاة والاستمتاع بمنظره الجميل، ويسميه بعضهم مسجد فاطمة الزهراء. اعتقادا منهم بأن المسجد يعود للسيدة فاطمة رضي الله عنها. فقد كان اسمه مسجد فاطمة نسبة إلى والدة رجل الأعمال صالح كامل، وليس فاطمة الزهراء رضي الله عنها، كما يشاع.