بعد تصادم قطارين بمصر.. مطالبات بتطوير أو إغلاق «السكك الحديدية»

السبت 12 أغسطس 2017 06:08 ص

ارتفع عدد ضحايا تصادم قطارين للركاب، الجمعة، بمدينة الإسكندرية بمصر إلى 49 قتيلا وأكثر من 100 مصاب، وفقا للتلفزيون المصري.

وأثار حادث القطار الذي وقع نتيجة اصطدام قطار قادم من القاهرة إلى الإسكندرية بمؤخرة قطار قادم من بورسعيد إلى الإسكندرية بالقرب من محطة منطقة خورشيد بالإسكندرية، حالة من الغضب بين برلمانيين وإعلاميين وسياسيين وفي الشارع المصري.


        السياسات الاقتصادية الفاشلة

قال «أحمد سرحان»، المدير السابق لحملة الفريق «أحمد شفيق» الرئاسية بـ«انتخابات الرئاسة 2012»، «ألم يكن تطوير السكك الحديد أولى من حفر تفريعة قناة السويس و مليارات العاصمة الإدارية؟».

وتابع في تغريدة له على «تويتر»، «التعويم قضى على خطط تطوير السكك الحديدية بسبب ارتفاع تكلفة الاستيراد»، «والتضخم دفع بالآلاف من العاملين في المرفق إلى تحت مستوى الفقر، وبالتالي المتهم الأول في حادث الإسكندرية هو السياسات الاقتصادية الفاشلة، التي أهملت السكك الحديدية وفرضت ضغوطا معيشية صعبة على العاملين بها.

ومن جانبها، قالت الإعلامي المصرية، «رشا نبيل»، «اللهم أرحم ضحايا حادث قطار الْيَوْمَ وأرزق ذويهم الصبر و السلوان، وأتمنى أن تكشف التحقيقات حقيقة ما حدث؛ ليتحمل كل طرف مسئولياته».

       برلمانيون يستنكرون

واستنكر عدد من البرلمانيين المصريين الحادث، مقدمين تعازيهم لأسر الضحايا وذويهم، ومطالبين بتحديد المسؤول ومحاسبته.

ومن جانبه، أعرب المهندس «محمد السويدي» رئيس ائتلاف دعم مصر عن بالغ أسفه للحادث المؤلم، مقدما خالص تعازية ومواساته لأسر الضحايا وذويهم.

وشدد على ضرورة تقديم تعويضات عاجلة لأسر الضحايا وتوفير سبل الرعاية الصحية للمصابين.

وطالب رئيس ائتلاف دعم مصر بسرعة الوقوف على أسباب الحادث ومحاسبة المسؤولين، مؤكدا أن على الحكومة تقديم حلول عاجلة لحل المشكلات المزمنة التي تعاني منها السكك الحديدية وضرورة النهوض بقطاع النقل وتطوير منظومة السكك الحديدية لتلافي مثل هذه الحوادث في المستقبل.

كما طالب النائب «أشرف عثمان»، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسكندرية، بسرعة إجراء تحقيقات فى هذه الكارثة، وصرف تعويضات سريعه لأسر الضحايا والمصابين بالشكل المناسب.

وأوضح أن منظومة النقل فى مصر تحتاج إلى إعادة نظر وضرورة إجراء كشف دوري على السائقين .

وعاين النائب «محمد زين» وكيل لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، موقع حادث تصادم القطارين، وكشف في تصريحاته الصحفية على مدى كارثية الحادث، وأن البرلمان سيتدخل بإجراءات عقابية عاجلة علي أي مسئول تثبت مسئوليته عن الحادث.

وقال إنه يتابع ما يحدث على أرض الواقع، وأن وفود برلمانية مختلفة تتابع عن كثب، مقدما تعازيه لأسر الضحايا وأهالي المصابين.

وتابع «منظومة السكك الحديدية يجب أن يطالها التغيير الشامل والتطور الفوري الذي ننادي به منذ عقود»، قائلا أنه سيعد تقرير شامل عن الحادث وسينجم عنه تحديد للمتسببين في الحادث.
 

      هجوم على صفحة وزارة النقل

هذا وشهدت الرسمية لوزارة النقل المصرية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حالة من الهجوم الحاد في التعليقات عليها من قبل المواطنين.

قالت «آلاء ذكي»، «بيعوا السكة الحديد أحسن».

وطالب «عمر الدسوقي»، وزير النقل «بعقد اجتماع شهري مع ممثلين من جميع طوائف الهيئة وليس قيادات الهيئة فقط، لكشف المستور الذي يخفيه عنه جميع قيادات الهيئة، ولبحث مشاكل هذه الطوائف بكل مصداقية وشفافية».

وأوضح «زيدان زيدان»، أن «تطوير السكة الحديد، يكمن في طرح الوزارة إنشاء سكة حديد جديدة للمستثمرين على أن تكون بالطريق الغربي وتكون حديثة مكهربة، وهي بخلاف القطار فائق السرعة».

وأشار إلى أنه بعد إنشاء السكة الحديد يتم إيقاف السكة الحديد الحالية وتطرح للمستثمرين.

واستنكر «صفوت حسني»، الحادث، متسائلا «هل ستظل الدولة غافلة عن تطوير هيئة السكة الحديد؟».

وأضاف أن «العامل البشري والمادي أهم مطالب الهيئة لتدريب العاملة الموجودة في الهيئة أسوة بما فعل المهندس أشرف رسلان رئيس الشركة المصرية للتجديد والصيانة، وفتح فصول تقوية، ويقوم بالتدريس فيها نخبة من الخبراء والمهندسين داخل الشركة دون مقابل».

وسخرت «وسام عبدالحكيم»، قائلة «هاتوا رئيس هيئة من القوات المسلحة احتمال يعرف يظبطها، واكشفوا على السواقين وملاحظين التحويلة وشوفوا الكمسارية بتتعامل مع المواطنين إزاي، لأنهم غير مؤهلين للتعامل مع المواطنين».

      شهود عيان

وروى شهود عليان ناجيين من الحادث تفاصيل وقوعه.

وقالت ناجية إن قطار بورسعيد الذي كانت تستقله، توقف أكثر من مرة خلال طريقه من محافظة الإسماعيلية حتى وصوله إلى منطقة الاصطدام.

وأضافت «إيمان حمدي»، 26 سنة، موظفة، أن القطار غادر محطة الإسماعيلية الساعة 9 صباحا، و«كانت حالته سيئة، وتكرر توقفه في غير محطاته».

وأكدت «إيمان»، «القطار كان بيقف في محطات وأماكن ليست ضمن خط سيره المعتاد»، وفقا لصحيفة «المصري اليوم».

وروت الناجية اللحظات الأخيرة قبل الاصطدام، وقالت إن القطار المنكوب توقف للمرة الأخيرة في «أبيس» لمدة 15 دقيقة، عندما شعرت بصدمة عنيفة بالقطار، وسقوط الحقائب والنوافذ الزجاجية على الركاب وأصيب الجميع بحالة من الخوف والرعب الشديد وبدأ الركاب يتكدسون على أبواب القطار محاولين الخروج منه.

وتابعت «اندفع ركاب القطارين المنكوبين في حالة صدمة إلى الزراعات المجاورة، حيث وقع الحادث، وراحوا يسجدون لله شكرا على نجاتهم بعد أن تأكدوا من خروجهم سالمين».

وأردفت «حسيت برعب وصدمة لما شوفت الضحايا يخرجون من القطار، وبعضهم محمول داخل أكياس بلاستيكية تابعة للإسعاف (...) لن أنسى هذا الحادث، خاصة الأطفال المصابين».

وطالبت «إيمان»، بمحاسبة المسؤولين عن هذا الحادث، وقالت: «ما يحدث قتل عمد للمصريين الأبرياء في قطارات السكك الحديدية».

وقال راكب آخر من داخل مستشفى سموحة بمنطقة النزهة بالإسكندرية، ويدعى «وليد عبدالحق»، موظف، 35 سنة، إنه استقل قطار «الإسماعيلية –الإسكندرية»، صباح اليوم، برفقة زوجته وأطفاله لقضاء أجازة الصيف بمنطقة المعمورة بالإسكندرية، وأنه فوجئ بتصادم القطارين بمنطقة أبيس بالإسكندرية، وإصابة زوجته بإصابات بالغة، وتم نقلها إلى مستشفى الميري، ومنها إلى مستشفى سموحة لتلقي العلاج بعد إصابتها بإصابات بالغة.

كما قال «مؤمن يوسف»، وهو أحد الناجين من الحادث: «القطار الذي كنت استقله كان يسر بسرعة كبيرة، كنت أجلس في العربة الثانية والحمد لله التصادم وقع في العربات الأخيرة».

وأضاف: «بمجرد الاصطدام وجدت نفسي ملقى على الأرض داخل العربة، وعندما نزلنا وجدنا أربع عربات محطمة وناسا كثيرين على الأرض، وعندما اقتربنا منهم وجدنا أن المصابين هم من استطاعوا النزول إلى الأرض والإلقاء بأنفسهم بعيدا عن القطارين، وعندما نظرنا داخل العربات وجدنا ناسا كثيرة قتلى داخل العربات المهشمة».

بينما قالت امرأة تدعى «هدى»، وتعيش في المنطقة التي وقع بها الحادث: «كنت واقفة فوق السطوح (أعلى منزلها) بصيت (نظرت) لقيت القطرين دخلوا في بعض وعملوا شكل هرم. أنا جالي فزع وبقيت أصوت (أصرخ)».

وأضافت: «أنا مش عارفه ده (لا أعرف هذا) إهمال مين (من)؟ حرام كدة (هذا حرام)، الناس بتموت بالآلاف كدة. هما فراخ (دجاج)؟"

وقال مصاب وهو يتلقى العلاج في المستشفى الجامعي بالإسكندرية: «واحنا داخلين على إسكندرية لقينا القطر وقف وفضل واقف لحد ما لقينا هبده (تصادم) ومحستش بنفسي إلا وأنا تحت القطر وكان في جثث كتير تحت القطر وجابوني هنا».

وقال شهود إن أحد القطارين كان متوقفا واصطدم به من الخلف القطار الثاني الذي كان مسرعا.

      إشارة خاطئة

وأكد محافظ الإسكندرية «محمد سلطان» أن حادث تصادم قطاري الإسكندرية بالقرب من محطة أبيس، حصل بسبب إشارة خاطئة أصدرها العامل المختص بالسكة الحديدية.

وأوضح المحافظ أن الإشارة الخاطئة أسفرت عن سير القطار المتحرك على نفس قضبان «المتوقف»، مما تسبب في وقوع الحادث .

وأضاف المحافظ، أنه تم الانتهاء من رفع كافة المخلفات الناتجة عن الحادث، وتوزيع المصابين على 5 مستشفيات، وجار حصر الأعداد بدقة .

وأعلن مجلس الوزراء في بيان رسمي له، أن رئيس الحكومة «شريف إسماعيل»، يتابع حادث اصطدام قطار رقم  13 «إكسبريس» القاهرة - الإسكندرية بالقطار رقم 571 بورسعيد - الإسكندرية، بالقرب من محطة خورشيد، والذي أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المواطنين.

ووجه رئيس الوزراء بسرعة تشكيل لجنة متخصصة من وزارة النقل، للتحقيق في الحادث، والوقوف على الأسباب التي أدت إلى وقوعه وإعداد تقرير عاجل.

وأعلنت السلطات أنها تعمل على توفير رافعات لرفع العربات ومحاولة إنقاذ مزيد من ركاب القطارين، من المحتمل أن يكونوا عالقين داخل العربات التي تضررت بشكل كبير جراء قوة التصادم.

     حوادث متكررة

وتعد حوادث القطارات أمرًا متكررا في مصر، ويرجع مراقبون ذلك إلى تهالك القطارات وشبكة السكك الحديدية، فضلا عن رعونة السائقين، والأساليب البدائية اليدوية المستخدمة في تحويل مسارات القطارات، والتي تزيد فيها نسبة الخطأ البشري.

وفي فبراير/شباط الماضي، قالت «الهيئة القومية لسكك حديد مصر»، في  إحصائية لها، إن عام 2016، شهد تسجيل 722 حادثة قطارات في مختلف مناطق البلاد، نتج عنها خسائر في الأرواح، وتكبيد الهيئة خسائر فادحة.

بينما تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» في مصر (حكومي)، إلى وقوع ألف و234 حادث قطار في مصر في 2015، ضمن 14.5 ألف حادث طرق في نفس العام؛ ما أسفر إجمالا عن مصرع 6 آلاف و203 أشخاص وإصابة 19 ألفا و325 آخرين.

ووقعت أكبر كارثة قطارات في مصر عام 2002 عندما التهم حريق سبعا من عربات قطار ركاب مكتظ متجه من القاهرة إلى أسوان بجنوب البلاد. وقٌتل 360 راكبا على الأقل في الحادث الذي وقع عند مدينة العياط بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة.

وقُتل 50 شخصا غالبيتهم أطفال عندما اصطدم قطار بحافلة مدرسية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر عام 2012.

  كلمات مفتاحية

مصر حادث تصادم الإسكندرية تصادم قطارات السكة الحديد

دول عربية وغربية تنعي ضحايا قطاري الإسكندرية

فنان مصري: «الصلاة» وراء كارثة قطاري الإسكندرية