كاتب سعودي يكشف تاريخ العلاقة بين المملكة و«الأسد».. تعرف عليه

السبت 12 أغسطس 2017 07:08 ص

تحدث الكاتب والإعلامي السعودي «أحمد عدنان»، عن تاريخ العلاقة بين السعودية ورئيس النظام السوري الحالي «بشار الأسد».

وقال «عدنان» في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن الهدف من سلسلة تغريداته هو «كشف الحقائق ودحض الاتهامات»، مشيرا إلى أنه من بين الاتهامات أن «السعودية تركت بشار فاتجه لإيران، ومنها كذلك أنه يمكن فصل بشار عن إيران، هذا ما يردده الروس»، مؤكدا استحالة ذلك قائلا «من جرب المجرب عقله مخرب».

وأضاف «تبدأ فصول القصة سنة ١٩٩٤ يوم مات في حادث سيارة باسل حافظ الأسد، الوريث المعتمد لوالده، حينها استدعى حافظ الأسد ابنه بشار ليحل مكان باسل، وهذه من أخطر العقد التي حكمت بشار، أنه بديل وليس أصيل».

وأكد «لا أحد يعرف أبناءه أكثر من حافظ الأسد، وعلى هذا كان الاختيار الأساس : باسل هو الوريث لا بشار اتصل حافظ الأسد بولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وطلب منه أن يكون بشار محل عنايته ورعايته».

وتابع «كان طلب حافظ الأسد واضحا: تأهيل وتسويق بشار عربيا ودوليا، ويتولى حافظ –عبر فريق يختاره– تأهيله سوريا»، مضيفا «بالفعل تولت المملكة، بحكم العلاقة الوطيدة بينها وبين سوريا وحافظ الأسد، تأهيل وتسويق بشار عربيا ودوليا وكان رأي الإنجليز والفرنسيين والأمريكيين، أنه لا مشكلة من وراثة بشار لوالده».

وأشار إلى أنه «بحكم ثقل المملكة تلقى بشار دعوات رسمية لزيارة دول عربية وخليجية وزار بشار المملكة سنة ١٩٩٨، وأمر الأمير عبدالله أن يعامل بشار كرئيس دولة».

وأردف «ومن القصص الطريفة أن بشار أعجبته اللبنة على الإفطار، فقال له الأمير عبدالله أنها من إنتاج مزرعته فطلب بشار منها زيادة، ولست أدري إن كان ذلك رخصا أو توددا، لكنه كان يحرص بين حين وآخر، أن يطلب من المملكة لبنة (حتى حين أصبح رئيسا)».

وكشف أنه «قبل وفاة حافظ الأسد بقليل، اتصل بولي العهد السعودي، وقال له بشار أمامي وأردت أن أوصيه وأنت على الخط وكانت وصية حافظ الأسد، -المسجلة يفترض-، لابنه بشار: لا تخرج عن طوع السعودية وعبدالله بن عبدالعزيز».

وأكد «أثبتت الأيام والسنون أن بشار لم يلتزم بوصية والده مطلقا تولى بشار الأسد رئاسة سوريا، وكونت له المملكة شبكة دعم سياسي دولية وعربية مرت الأيام ووصلت المملكة تقارير عن تمدد إيراني داخل سوريا أمني وحكومي، ورعى رامي مخلوف ورجل أمن هذا التمدد، وحين واجهت المملكة بشار بذلك، كان رده: لا تصدقوا كل ما تسمعوه».

وأضاف «تلقى الأمير عبدالله أول طعنتين/ صدمتين من بشار الأولى بعد أحداث سبتمبر ٢٠٠١ إذ وصلت تقارير موثقة بأن بشار يحرض بشكل غير مباشر الولايات المتحدة ضد المملكة، والصدمة أو الطعنة الثانية كانت خلال القمة العربية ببيروت ٢٠٠٢ حيث وافق قبل القمة على المبادرة العربية للسلام لكنه في القمة أوعز للرئيس اللبناني إميل لحود بمحاولة إفسادها وتعطيلها، ومن ذلك منع بث كلمة ياسر عرفات وألقى بشار في القمة كلمة حاول التأستذ فيها على القادة العرب، وحاول إفشال المبادرة لكنه فشل».

وبين أن «ما يتم الترويج له أن بشار دعم المملكة في حربها ضد الإرهاب، وهذا غير صحيح البتة».

وكشف أن «أحد المتورطين في تفجيرات الرياض ٢٠٠٣ هرب إلى الشام، وتأكدت المملكة بأنه محتجز عند المخابرات السورية، وتملص بشار من تسليم المطلوب، فأرسلت المملكة وفدا مكث في مطار دمشق ١٢ ساعة لم يغادر من دون استلام المتهم».

وقال إنه «في ذلك الوقت، ٢٠٠٣، وصلت رسالة لولي العهد السعودي من حاكم عربي، بشار أصبح إيرانيا بالكامل ولا جدوى فيه، وكانت ملاحظات المملكة النهائية بدأت تتكون عن بشار: متردد، بوجهين، يعد ولا يفي، وتتحكم فيه عقدة الأقليات».

وتابع «اشتعلت الأزمة اللبنانية بموضوع التمديد لإميل لحود، وبعد الاجتماع الشهير بين بشار وبين رفيق الحرير أرسل الأمير عبدالله رسالة لبشار، أمن رفيق الحريري خط أحمر، ونعرف أنك تمسك أمن لبنان فلا تخطئ»، مضيفا «أكد بشار للأمير عبدالله أنه لن يسمح بالمساس بشعرة من رأس رفيق الحريري، من يرشه بالماء نرشه بالنار، لكنه كذب».

وأكد «بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري انتهى الدعم السعودي لبشار الأسد».

وأردف «كانت الدولة السورية قد حصلت على عشرات المليارات كهبات وتسهيلات واستثمارات من المملكة وأصدقائها حول العالم، وحصل بشار على دعم مباشر بين ٢٠٠٠- ٢٠٠٥ يقدر بمليار ونصف المليار دولار بذريعة دعم البادية والمزارعين والأمن».

وأضاف «للعلم، فإن والدة بشار، أنيسة مخلوف كانت تعالج على نفقة المملكة تقديرا لزوجها الراحل، وكانت تذهب لرحلاتها العلاجية بطائرة سعودية خاصة، واستمر ذلك -رغم الخلاف السياسي- إلى انطلاق الثورة السورية».

وقال إنه «بعد اغتيال الحريري زار بشار الملك عبدالله، طلب منه الملك أن يعترف، من قتل الحريري هو أو حلفاؤه، لكن بشار تملص من الجواب، فقال له الملك: إما الانسحاب الكامل من لبنان وإما قطع العلاقات».

وأوضح «انسحب بشار وللتاريخ، كان موقف الولايات المتحدة أساسيا، إذ قال جورج دبليو بوش: لم نعد نتحمل بشار، وأضاف الرئيس الأميركي: لو قطعت المملكة علاقتها مع بشار الساعة ٩ سنقطعها ٩ ودقيقة»، مضيفا «بعد ذلك تبنت المملكة موضوع المحكمة الدولية، وبذل بشار كل جهد لتعطيلها، لكن انتصر لبنان وانتصرت المملكة»، مشيرا إلى أنه «بعد ذلك قامت حرب تموز ٢٠٠٦، وأطلق بشار تصريحه الشهير أشباه الرجال، فقطعت المملكة كل صلة به».

واستطرد «أرسل بشار وسيطا فيما بعد بأنه لم يكن يقصد الملك، ثم قامت أحداث ٧ أيار، يوم احتل حلفاء بشار، حزب الله ومن والاه، بيروت وروعوا الجبل، تم حصار منزل الزعيمين سعد الحريري ووليد جنبلاط في بيروت، فصار أول اتصال بين المملكة وبشار عبر وسيط كانت رسالة الملك عبدالله قاطعة، لو تعرض أمن سعد الحريري ووليد جنبلاط للخطر سنتدخل عسكريا في قلب دمشق، وأبلغ حاكم عربي بشار: المملكة جادة في وعيدها ولن نتمكن من منعها»، مضيفا «سارت الأمور إلى اتفاق الدوحة الشهير انطلقت مباحثات سين – سين الشهيرة، على خلفية مصالحة القمة الاقتصادية في الكويتوما، وما لا يعلمه كثيرون عن خلفية مباحثات سين – سين، أنها قامت على العصا والجزرة بقرار دولي وليس سعودي فقط، الجزرة: فصل بشار عن إيران مقابل إحياء سوريا اقتصاديا. العصا: أن الولايات المتحدة أرادت ضرب سوريا وأرسل الملك عبدالله رسالة لبشار: أنت تتحمل مسؤولية نفسك وبلدك، وأنا ابرأت ذمتي».

وأكد أن «بشار كذب كالعادة وانهارت مباحثات السين سين والنتيجة كما هي معروفة إقالة حكومة سعد الحريري الأولى، وهذه معلومة تكشف لأول مرة، بعد إقالة حكومة الحريري».

      الثورة السورية

وقال الكاتب السعودي «في الأيام الأولى للثورة قدمت المملكة دعما عاجلا لبشار يقدر ب ١٥٠ مليون دولار مع تعهد دول الخليج بمنح سوريا مبلغ يقدر ب ١٠ مليار دولار وكانت شروط المنحة العاجلة والآجلة: إجراء إصلاح شامل، ورفع سطوة الأمن على الناس، والانفصال عن إيران وافق بشار على الشروط واستلم المنحة، وأعلن أنه سيعلن الاصلاحات خلال أيام لكنه كذب كالعادة  وقال له الملك عبدالله: دم السوريين ليس خطا احمرا واحدا، بل هو كل الخطوط الحمر، ولا بد من محاسبة المتجاوزين أقسم بشار للملك بأنه لن يقتل سوريا واحدا وسيحاسب كل من تجاوز. لكنه كذب كالعادة»

وأشار إلى أن «طعنتين جاءت من بشار جعلت الملك ينفض يده تماما: هجومه على الثوار في اولى خطاباته بدلا من إعلان الإصلاح»، مضيفا «الثانية وهي الأخطر: مجزرة حماة الثانية. إذ كسر بشار كل الخطوط الحمر، ولا مجال للرجعة أو التهاون فأعلن الملك عبدالله بيانه الشهير وموقف المملكة النهائي الأبدي من بشار، في بيان رمضان الشهير».

وأكد أنه «قيل للمملكة من دول غربية في تلك المرحلة، (إسرائيل) لا تقبل بتغيير بشار وما زال موقفها ثابتا».

واختتم الكاتب السعودي تغريداته قائلا «تلك هي قصة نقاء وشجاعة الملك عبدالله، وتلك هي قصة خيانة وغدر بشار الأسد».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية بشار الأسد حافظ الأسد إيران رفيق الحريري حزب الله الثورة السورية