استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سبعون يوما على حصار قطر

الاثنين 14 أغسطس 2017 05:08 ص

رغم كل البيانات الصادرة من قطر ودول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المنظمات الدولية المتعددة، تبرئ دولة قطر وقياداتها السياسية من الإرهاب وتمويله وإيواء أفراده، لكن صحافة دول الحصار ووسائلها الإعلامية وبعض موظفيها ما برحت تردد تلك التهم الظالمة لقطر.

* * * 

قرأت مقالا لأحد كتاب الأزمة الخليجية الراهنة في إحدى الصحف الموبوءة في خليجنا العربي يقول: »إن قطر ما زالت تؤيد الإرهاب والإرهابيين وتؤويهم وتغدق عليهم أموالا كبيرة، وما زالت تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الأربع (دول الحصار)، وتهدد أمن وسلامة واستقلال الدول ذاتها، وأنها الحاضنة لجماعة الإخوان المسلمين، وعلاقتها مع إيران وإسرائيل لا يمكن نكرانها، وكذلك الحوثيون وحزب الله في لبنان وحماس«.

بل ذهب البعض منهم إلى القول إن العصابة الإرهابية التي قبض عليها في الكويت 13/8/2015 والمعروفة بـ»خلية العبدلي« مروا من قطر، وهذا القول لم تورده وكالة الأنباء الكويتية، ولم يذكره مسؤول كويتي، وفي هذا السياق ماذا سيقولون لو اكتشف أن أحد أفراد تلك المجموعة الإرهابية قام بأداء العمرة أو الحج فهل يمكننا اتهام السعودية بأنها أوت أو احتضنت إرهابيين من »خلية العبدلي«؟

يا للهول!! كل هذه الأعمال تقوم بها دولة قطر دون أن ترصدها أجهزة مخابرات الدول الكبرى؟ والحق أن المجتمع الدولي بكل مؤسساته يعلم علم اليقين أن قطر بريئة من كل تلك التهم وأعلنوها في كل مؤتمراتهم الصحفية وأمام كاميرات التلفزة العالمية وقالوها أمام قيادات دول الحصار الأربع، فلماذا يصر كتاب الأزمات في خليجنا العربي على ترديد تلك التهم التي لم تعد مقبولة عند الرأي العام العالمي والعربي على حد سواء.

عبد الرحمن الراشد كتب في جريدة الشرق الأوسط، مقالة بلغة تهديدية لدولة الكويت نظرا لموقفها من الأزمة الخليجية كوسيط يقول: »إن على الإخوة في الكويت أن يتذكروا أن هذه الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) هي التي هبت لنجدة الكويت عندما غزاها صدام عام 1990، ومن الوفاء أن تقف الكويت إلى جانب تلك الدول في حصارها لدولة قطر«.

وهناك تسريب آخر يقول: إن موفدا إلى الكويت من إحدى الدول الأربع، قابل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وقال له بالحرف الواحد: »يجب أن تكون الكويت معنا لا ضدنا ولا محايدة في هذه الظروف«، وهذا أيضًا يدخل في باب التهديد للكويت ما لم تسير في ركاب الأربع ضد قطر.

* * *

السيد عبد الرحمن الراشد، نسي أو تناسى أو تجاهل أو أنه لم يكن متابعا في ذلك الزمان ما يجري في الخليج عندما أعلنت حرب »عاصفة الصحراء« لتحرير الكويت 1991، »أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولي العهد وزير الدفاع في ذلك الزمان، كان في مقدمة القوات القطرية لمواجهة تمدد القوات العراقية في منطقة الخفجي في الأراضي السعودية، لم يكن بمفرده وإنما كان بأبنائه الذين بلغوا سن الرشد، كانوا بين القوات القطرية التي كان لها اليد العليا في حماية الخفجي السعودية، ولم يمنوا على أحد بوجودهم في ميدان القتال«.

من حقي أن أسأل الراشد: أي وزير دفاع خليجي شارك شخصيا في إخراج القوات العراقية من أراضي السعودية والكويتية في تلك الحرب؟ أجزم بأنه لا أحد منهم كان هناك غير وزير الدفاع القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولي العهد حين ذاك.

عودة إلى أكذوبة أن دولة قطر تؤوي تنظيم »الإخوان المسلمون« وقيادات »حماس« وأنها تناصر الحوثيين في اليمن، وحزب الله اللبناني وإيران وإسرائيل، أستطيع التأكيد على أن دولة قطر لا يوجد على أراضيها أي عضو من »الإخوان المسلمون« في رقبته بيعة لمرشد الإخوان.

أكذوبة »الإخوان المسلمون« في قطر ترددها الأجهزة الأمنية المصرية وليس لديها دليل واحد، قد يقال الشيخ يوسف القرضاوي من »الإخوان المسلمون« وهو متواجد في قطر، القرضاوي مواطن قطري وليس من حق أحد مساءلة قطر عن مواطنيها ومعتقداتهم السياسية.

ونذكر مرة بعد مرة، أن »الإخوان المسلمون« كتنظيم معترف به في البحرين والكويت والأردن يشاركون في الحكومة، فلماذا تستثنى هذه الدول من مطالبتها باعتبار »الإخوان المسلمون« منظمة إرهابية وحرمانهم من ممارسة أي عمل سياسي في تلك الدولة.

أعتقد أن القارئ العربي في الخليج مل من ترديد القول بالعلاقة القطرية الإيرانية، لأن كل دول الخليج لها علاقات متميزة مع إيران عدا السعودية والبحرين، والأخيرتان قطعتا العلاقات مع إيرن بعد العدوان على السفارة السعودية في طهران، وتضامنا مع السعودية استدعت قطر سفيرها من طهران وما برح في الدوحة.

واليوم تجري مغازلة سياسية سعودية لإيران، تمثلت في لقاء وزيري خارجية السعودية والإيرانية في إسطنبول على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، في الوقت ذاته تحاصر السعودية قطر وتمتنع عن التواصل مع المسؤولين القطريين بشأن حجاج قطر هذا العام.

أما العلاقة مع إسرائيل فدولة قطر كان لها علاقات مع إسرائيل علنا وليست الدولة الخليجية الوحيدة، وأغلقت مكتب إسرائيل التجاري في الدوحة منذ يناير  2009بعد العدوان الإسرائيلي على غزة.. وسفراء الدول الأربع المعتمدون في الدوحة قبل قطع العلاقات مع قطر يعلمون ذلك علم اليقين، في الوقت الذي تجري اتصالات مع إسرائيل على أعلى المستويات مع الدول الأربع المحاصرة لقطر ويوجد مكاتب تمثيل إسرائيلية في تلك الدول، وفي شأن الحوثيين كانت قطر تحاربهم جنبا إلى جنب مع الجيش السعودي على الحدود الجنوبين، فهل يعقل تقاتلهم قتالا مسلحا وتقيم علاقات معهم.

»حماس« حركة تحرر وطني، وتستضيف قطر بعض كوادرها السياسيين كلاجئين سياسيين وإذا لم تؤويهم دولة عربية فإنهم سيذهبون إلى إيران وذلك لن يكون في صالح من يعادي »حماس« من العرب.

آخر القول: ما زال عندي أمل بأن قادة مجلس التعاون قادرون على الخروج من هذه الأزمة التي وضعوا الأمة ووضعوا أنفسهم فيها، والسعودية على وجه التحديد لا تستطيع أن تحارب على ثلاث جبهات في آن واحد، وأكاد أجزم أن أقرب الأنظمة الخليجية للسعودية هي قطر.. أفلا تعقلون؟!

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية حصار قطر الكويت الإرهاب الإخوان المسلمون إيران إسرائيل