يمكن لكوكب الأرض أن يصبح مكاناً أفضل بفضل بوليمر جديد استخرجه الباحثون من زيت الطبخ المستعمل والكبريت، لكي يصطاد الزئبق السام من البيئة.

يصطاد الزئبق السام

فقد صنع الفريق القادم من جامعة فليندرز في أستراليا، بوليمر زيت الكانولا الجديد، والذي يستطيع اصطياد أخطر أنواع تسمم الزئبق وأكثرها شيوعاً، مثل معدن الزئبق وبخار الزئبق، بالإضافة إلى مركبات الزئبق العضوي شديدة السمية التي تضر كل من النظم المائية والأرضية على حد سواء.

وقال الأستاذ «جستين تشوكر» أن هذا الاكتشاف يعتبر تقدماً مهماً في حماية البيئة وصحة الإنسان، مع دخول اتفاقية ميناماتا حيز التنفيذ في جميع أنحاء العالم، وأن هذه المادة تحمي البيئة باصطياد التلوث الزئبقي السام، التي تعد مشكلة خطيرة في جميع أنحاء العالم، وتسبب تلفاً في الدماغ وفقدان الذكاء في الأطفال الذين لم يولدوا بعد.

ويعد هذا تقدماً مثيراً في إعادة التدوير ومعالجة النفايات، حيث إن المادة المستخدمة لاصطياد الزئبق السام تستخرج من المنتجات الصناعية الثانوية.

ويستخرج العلماء البوليمر من زيت الطبخ المستعمل والكبريت، وهو منتج ثانوي وفير ومنخفض التكلفة لإنتاج النفط، ويمكن أن يستخدم في معالجة التربة والماء والهواء.

ينقذ الناس في مناطق التعدين

يتغير لون البوليمر الشبيه بالمطاط بعد أن يمتص التلوث الزئبقي، مشيراً إلى اكتمال المهمة، ويقوم الباحثون باختباره حالياً في تجارب على الأرض في أماكن التعدين والمناطق التي تستخدم فيها مبيدات فطريات يدخل في تصنيعها الزئبق.

هذا التطور قد يكون له دور كبير في الحماية المستقبلية للبيئة، خاصة في ظل قلة الطرق المتاحة لمعالجة سهلة ذات أسعار معقولة.

وأضاف «تشوكر» أن تلوث الزئبق يواجه العديد من الأنشطة الصناعية، بما في ذلك تكرير النفط والغاز واحتراق الفحم، ومن المثير للقلق أن الزئبق والمواد المحتوية عليه ما تزال تستخدم عن عمد في معظم مصانع الكلور القلوي وفي التنقيب عن الذهب، كما إن مبيدات الفطريات المعتمدة على الزئبق ما تزال مستخدمة في مجالات زراعية معينة.

ويتمثل أكبر مصدر لانبعاثات الزئبق في تعدين الذهب التقليدي، حيث يستخدم معدن الزئبق لاستخراج الذهب من الخام، وتهدد المخلفات الغنية بالزئبق والتعرض لبخار الزئبق صحة ما يقرب من 15 مليون شخص يتورط في هذه العملية، وقال تشوكر إن المادة التي صنعوها من المخلفات سوف تكون وسيلة رخيصة وبسيطة لإنقاذ الوضع في أماكن تعدين الذهب.