أعلن الباحثون في المملكة المتحدة أنهم طوروا دوائاً جديداً يمكنه أن يعالج السيلان المقاوم للمضادات الحيوية، حيث تعاون الفريق القادم من كلية لندن الإمبريالية ومدرسة لندن للصحة والطب الاستوائية للوصول إلى هذا المضاد الحيوي الجديد.

نجح في معظم الاختبارات

اختبر الفريق 149 عينة من السيلان التي أخذت من المرضى المصابين، ووجدوا أن المضاد الحيوي الجديد المسمى «كلوستهيواميد» قد عالج 146 من الحالات، كما إنه عالج سلالات مقاومة للمضادات الحيوية التي توفرها منظمة الصحة العالمية.

وقد قال الدكتور «جون هيب» -وهو المؤلف الرئيسي للدراسة- في بيان له أن التهديد الوشيك لوجود إصابات مقاومة للمضادات الحيوية غير قابلة للعلاج –بما في ذلك السيلان- هي مشكلة عالمية تجعلنا نحتاج بشكل عاجل لمضادات حيوية جديدة، وقد يأخذ المضاد الحيوي الجديد زمام المبادرة في السباق ضد هذه البكتيريا.

مهم بشكل خاص

هذا الاكتشاف مهم بشكل خاص لأن مصنعي الدواء في العادة لا ينفقون الكثير على أبحاث تطوير المضادات الحيوية، حيث إن الشركات تربح منها القليل، لأنها تستخدم لفترات محددة من الزمن ثم تصبح في النهاية أقل فعالية، مما يخلق الحاجة لدواء جديد يحل محلها.

وقالت «فيكتوريا مياري» التي شاركت في تأليف البحث أن مقاومة المضادات الحيوية جنباً إلى جنب مع قلة تمويل أبحاث المضادات الحيوية الجديدة هي واحدة من أكبر المشاكل الصحية التي تواجه العالم الآن، وأنها تهدد بجعل العديد من الإصابات البشرية والحيوانية غير قابلة للعلاج، بما في ذلك السيلان.

حل لمشكلة عالمية خطيرة

وقال الدكتور «هيب» إن صعوبة تطوير المضادات الحيوية يزيد المشكلة سوءا، قائلاً إنه يعتقد أن هناك الكثير من المضادات الحيوية غير المكتشفة في الطبيعة، لكنها صعبة الإيجاد والاختبار.

فعلى سبيل المثال، فإن البكتيريا التي تصنع المضاد الحيوي المكتشف «كلوستهيواميد»، تصنع كميات صغيرة فحسب، ولهذا فإن علينا أن نصنعه بشكل كيميائي بأنفسنا ونقلد الهيكل الطبيعي.

البحث لم يكتمل بعد

مع هذا، فإن الفريق ما يزال يتوجب عليه أن يقوم بالكثير من الأبحاث قبل أن يتاح المضاد الحيوي الجديد «كلوستهيواميد» في الصيدليات، فقد تم إجراء الدراسة على مزرعة عينات السيلان في المختبر، ويجب أن يثبت أمان الدواء في الحيوانات قبل استخدامه في البشر.