اجتمع زعيم التيار الصدري الشيعي العراقي «مقتدى الصدر»، اليوم الإثنين، مع رجل الدين العراقي المقيم في الإمارات، «أحمد عبيد الكبيسي»، وذلك في لقاء هو الأول من نوعه وجرى برعاية ولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد».

وقال بيان لمكتب زعيم التيار الصدري، إن «الصدر» زار «الكبيسي» في مقر إقامته بالإمارات، مبينا أن الجانبين أكدا على ضرورة نبذ العنف والفكر المتشدد.

وأضاف البيان: «جرى خلال اللقاء الحديث عن أوضاع العراق والمنطقة والتطورات الحاصلة على الصعيد المحلي والإقليمي».

ولفت إلى أن الطرفين شددا على أهمية «العمل بالروح الإسلامية الأصيلة»، وأكدا على أن صوت الاعتدال يجب أن يحظى بالمساحة الأكبر في خضم التوترات الطائفية التي تشهدها المنطقة والعالم.

ونقل عن «الصدر» تأكيده على «أهمية الوحدة الإسلامية والعربية ونبذ العنف والتطرف والكراهية، كونه السبيل الأمثل في إحلال السلام، وتحقيق تطلعات الشعوب الإسلامية والعربية في العيش الآمن والرخاء والازدهار».

كما نقل البيان ذاته عن «أحمد الكبيسي» إشادته بمواقف «الصدر» التي وصفها بأنها «وطنية وإنسانية».

ويعتبر «الكبيسي» أحد رجال الطريقة الصوفية في العراق، ومعروف بمواقفه المعارضة لأعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية، خاصة مناهضته لدعوات «محمد بن عبد الوهاب»، والتي يشار إليها باسم «الوهابية»، ويقيم منذ نحو 20 عامًا في أبوظبي، ويحمل الجنسية الإماراتية.

في غضون ذلك، قال قيادي بارز في التيار الصدري إن «اللقاء تم برعاية ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد»، نافيًا علمه بما دار تحديدًا أثناء الاجتماع، إلا أنه رجح أن يكون ضمن حراك إماراتي سعودي جديد تجاه العراق.

ونقلت «العربي الجديد»، عن القيادي ذاته تأكيده وجود لقاءات أخرى ضمن جدول أعمال «الصدر» في الإمارات.

ووصل «الصدر»، أمس الأحد، إلى الإمارات، تلبية لدعوة من سلطات أبوظبي، والتقى عددا من المسؤولين هناك، وجاءت هذه الزيارة بعد أخرى مماثلة قام بها للسعودية قبل أيام.

ويتزعم «الصدر» مليشيات «سرايا السلام» و«لواء اليوم الموعود»، وهي جزء من مليشيا «الحشد الشعبي» التي أعلنت السلطات الإماراتية، العام الماضي، إدراجها على لائحة الإرهاب لديها.

وفي وقت سابق اليوم، قال «أنور قرقاش»، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي على حسابه بـ«تويتر»، إن الأمير «محمد بن سلمان»، ولي العهد السعودي، يقود تحركا خليجيا واعدا  لبناء جسور مع العراق.

وتوالت على مدى الأسابيع الماضية الزيارات المتبادلة بين مسؤولين حكوميين عراقيين ونظرائهم في دول الخليج العربي، بعد سنوات من الفتور في العلاقات الثنائية.