رئيس الأركان الإيراني بأنقرة لبحث التعاون العسكري وأمن الحدود

الثلاثاء 15 أغسطس 2017 04:08 ص

كشف رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء «محمد باقري» زيارته الحالية إلى تركيا تأتي في سياق تعزيز التعاون العسكري المشترك بين البلدين، وتأمين الحدود.

ووصل المسؤول العسكري الإيراني إلى أنقرة، الثلاثاء، في زيارة تمتد لثلاثة أيام، ووصفتها وسائل إعلام تركية بأنها تشكل «منعطفاً» في العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تشهد توتراً من حين إلى آخر.

أهداف الزيارة

وحول أهداف زيارته إلى تركيا، قال «باقري»، عقب وصوله لأنقرة: «تركيا من الدول الجارة المهمة بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحتل مركزا مهما في المنطقة وعلى صعيد العالم الإسلامي. نحن لدينا علاقات طيبة مع تركيا منذ مئات السنين، وحدودنا المشتركة يعمها الأمن والسلام».

وأضاف: «جئت إلى تركيا من أجل تبادل وجهات النظر مع المسؤولين الأتراك حول تعزيز التعاون العسكري المشترك، بالإضافة إلى بحث مختلف قضايا المنطقة، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب»، حسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية.

وفي تصريح آخر لقناة «ايريب» الإيرانية الحكومية، قال «باقري» إن زيارته إلى أنقرة «ضرورية من أجل مشاورات أفضل وتعاون أفضل حول مختلف الرهانات العسكرية الاقليمية المتعلقة بأمن البلدين والأمن على الحدود ومكافحة الارهاب».

وتتزامن زيارة «باقري» مع إعلان تركيا عن البدء في بناء المرحلة الأولى من جدار أمني على حدودها مع إيران عند ولايتي «ایغدیر» و«آغري» (غرب)، بهدف منع التنقل غير الشرعي عبر الحدود.

وتشكو أنقرة من تسلل مقاتلين قادمين من الجارة الشرقية وتنفيذهم عمليات إرهابية في أراضيها، واتخاذ حزب العمال الكردستاني مواقع له في مخيمات بالمناطق الحدودية داخل إيران.

وفي وقت سابق، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» إن بلاده «ترحب بكل مبادرة ترمي إلى زيادة الأمن الحدودي بين تركيا وإيران، لكنه أعرب عن أمل بلاده في إجراء مفاوضات أكثر تفصيلاً بهذا الشأن.

استفتاء كردستان والأزمة الخليجية

وإضافة إلى ملفات الحدود المشتركة، والإرهاب، والتعاون العسكري، ستبحث زيارة «باقري» في تركيا ملف الاستفتاء الذي يعتزم إقليم كردستان العراق إجراؤه في سبتمبر/أيلول المقبل بشأن الانفصال عن العراق، حسب وسائل إعلام إيرانية.

ورغم أن الاستفتاء رمزي، إلا أن أنقرة وطهران تشتركان في رفضه؛ فالبلدان لديهما مخاوف من أي تعزز خطوة انفصال كردستان العراق، حلم إنشاء دولة كردية باقتطاع أجزاء من العراق وتركيا وإيران وسوريا.

ويرجح مراقبون ألا تغيب الأزمة الخليجية عن مباحثات المسؤول الإيراني في تركيا؛ فكلا البلدين يعملان على التخفيف من أثر الحصار الذي تفرضه كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر منذ 5 يونيو/حزيران الماضي.

لقاءات غير مسبوقة

وعقب وصول «باقري» إلى أنقرة، اليوم، استقبله رئيس هيئة الأركان التركية «خلوصي أكار» بمراسم عسكرية أقيمت عند مدخل مقر الهيئة بالعاصمة أنقرة؛ حيث تم عزف النشيد الوطني لكلا البلدين.

وعقب مراسم الاستقبال الرسمية، توجه «أكار» و«باقري» إلى مقر رئاسة الأركان، لعقد اجتماعهما المغلق.

وذكرت صحيفة «حرييت» أن «باقري» سيلتقي، أيضا، الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ووزير الدفاع «نور الدين جانكاي».

واعتبرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن اللقاءات على هذا المستوى «غير مسبوقة».

بينما رأت صحيفة «ديلي صباح»، التي تصدر باللغة الانجليزية، أن هذه الزيارة تشكل «منعطفاً» في العلاقات الثنائية التركية الإيرانية.

ونقلت عن مصدر دبلوماسي تركي تشديده على «رغبة البلدين في التعاون حول الملفين السوري والعراقي».

وتشهد العلاقات بين أنقرة وطهران توتراً من حين إلى آخر، بينما تحدث «أردوغان» في الماضي عن خطر «النزعة القومية الفارسية»، خصوصاً في العراق.

ويدعم البلدان أطرافاً متحاربة في سوريا؛ إذ أن إيران -مثل روسيا- تساند نظام «بشار الأسد»، بينما تقدم تركيا الدعم للمعارضة.

ويُعتبر «باقرى» من أبرز العسكريين الذين شاركوا في الحرب «العراقية الإيرانية»، وتولى إدارة إحدى مؤسسات التصنيع الحيوية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

وعينه المرشد الأعلى للجمهورية «علي خامنئي» رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة في يونيو/حزيران 2016 خلفا للواء «حسن فيروز آبادي» الذي شغل هذا المنصب منذ 1989.

  كلمات مفتاحية

تركيا إيران محمد باقري استفتاء كردستان الأزمة الخليجية