اللحظات الأخيرة لفقيدي الكويت في بوركينا فاسو براوية الناجي الوحيد

الأربعاء 16 أغسطس 2017 09:08 ص

روى الناجي الوحيد بالطاولة التي كان يجلس عليها الداعيان الكويتيان الدكتور «وليد العلي» والشيخ «فهد الحسيني» خلال الهجوم المسلح على المطعم التركي بعاصمة بوركينافاسو «واغادوغو»، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل مقتلهما وآخر كلمات ردداها.

ونقلت صحيفة «الراي» الكويتية عن الناجي ويدعى «عبدالمعز أكامبي» أن الداعيين وصلا إلى بوركينافاسو حوالي الثالثة من عصر الأحد الماضي، ليذهبا بعد ذلك إلى الفندق الخاص بإقامتهما ويخرجان للذهاب سيرا على الأقدام لأداء صلاتي المغرب والعشاء في المسجد القريب من الفندق.

وأضاف «أكامبي» أن الدكتور «وليد العلي» حرص على إمامة المصلين خلال صلاة المغرب مع إلقاء خطبة عن فضائل القرآن الكريم، لافتا إلى أن الشيخ «فهد الحسيني» اقترح الذهاب إلى المطعم التركي وتناول العشاء فيه.

وأردف قائلا: «قبل الدخول للمطعم تم تفتيشنا من قبل أفراد أمن المطعم، وعندما همست في أذن الدكتور ملتمسا العذر لهذا التفتيش أجابني بالقول: «كلنا نشجع الأمن دعهم يؤدون عملهم فلا مشكلة في ذلك».

وقال «أكامبي»: «دخلنا المطعم وطلبنا (كباب) وبعض المشروبات وجلسنا، وأثناء الجلوس كان حديثنا عن الدورة العلمية للشيخين وعدد ساعاتها وأماكن إلقاء المحاضرات والقاعة التي استأجرت لذلك الغرض، وكان من المقرر أن تستمر تلك الدورة لأربعة أيام».

ولفت إلى أن الشيخين انهمكا في الحديث عن الدورة العلمية التي سيقدمانها ببوركينافاسو، قبل أن يفاجأ الجميع بسماع صوت رصاص في مدخل المطعم، ليبدأ الشيخان في ترديد الشهادتين، فيما أطلق الجناة عددا كبيرا من الرصاص باتجاه العشرات داخل المطعم، وفروا هاربين من المكان قبل أن تحضر الشرطة.

وتابع «أكامبي»: «رأيت بعض عمال المطعم يفرون للنجاة من إطلاق الرصاص عبر باب داخلي للمطعم، فقمت وتبعتهم ولاحقتني في حينها رصاصات لكنها لم تصبني، بينما ظل رفاقي الأربعة الباقون على الطاولة مستلقين تحتها يرددون لا إله إلا الله ولم يكن باستطاعتي وقتها أن أساعدهم على الهرب أو أن أدلهم على طريق الخروج، فالرصاص كان يتطاير من كل مكان، وكنا ندوس على بعض الجثث ونحن نحاول الهروب من هول الموقف».

وأوضح قائلا: «خرجت من المطعم وأخذني وقتها عدد من رجال الأمن البوركينيين إلى المخفر وقاموا بتسجيل البيانات الخاصة بي ورويت لهم ما حدث، وقمت بعدها بالبحث في غالبية المستشفيات عن الشيخين العلي والحسيني لكنني لم أعثر عليهما».

واختتم «أكامبي» حديثه بصوت متهدج: «بعد ذلك تابعت الأخبار وقرأت اسمي الشيخين العلي والحسيني ضمن الضحايا في البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات البوركينية، وأتقدم بخالص العزاء لصاحب السمو أمير الكويت ولذوي الضحايا وكل الشعب الكويتي».

وكانت سلطات بوركينا فاسو أعلنت، في وقت سابق، مقتل داعيين كويتيين، و16 شخصا آخرين، بينهم فرنسي وكندية وسنغالي ونيجيري ولبناني وتركي و7 مواطنين بوركينيين، في الهجوم الذي شنته جماعة مسلحة.

وشهدت بوركينا فاسو، مساء الأحد الماضي، حادثة مروعة، قتل فيها 18 شخصا بينهم 8 أجانب، في هجوم شنه 3 مسلحين -أفيد بأنهم كانوا يتكلمون العربية- على مطعم «إسطنبول» التركي في «واغادوغو»، ما استدعى تنفيذ قوات الأمن عملية استغرقت ساعات لإنهائه بحلول ظهر الاثنين.

وتشهد بوركينا فاسو المجاورة لمالي والنيجر منذ 2015 هجمات إرهابية، وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، قتل 12 جنديا بوركينيا في هجوم استهدف كتيبة للجيش في شمال البلاد، ثم سقط 6 قتلى؛ 4 عسكريين ومدنيان، في هجوم نفذ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشهدت البلاد أيضا عمليات خطف استهدفت مواطنين وأجانب، ولا تزال جماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» تحتجز أستراليا ورومانيا.

وأكدت بوركينا فاسو في 18 من يوليو/تموز من جديد ضرورة «مكافحة الإرهاب» مع جارتها ساحل العاج التي استهدفها اعتداء عام 2016، فيما شكلت دول أفريقية الشهر الماضي قوة عسكرية جديدة متعددة الجنسيات للتصدي للمتشددين في منطقة الساحل الشهر الماضي، لكنها لن تبدأ العمل إلا في وقت لاحق هذه السنة، حيث تواجه عجزا في تمويلها.

المصدر | الخليج الجديد + رأى اليوم

  كلمات مفتاحية

الكويت بوركينافاسو العلي الحسيني