استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حول رصاص «ترامب» المغمّس بدم الخنزير!!

الاثنين 21 أغسطس 2017 07:08 ص

ما وقع في «برشلونة» جريمة دون شك (ينطبق ذلك على هجمات مماثلة أخرى)، فاستهداف أناس من 18 جنسية (منهم مسلمون بالطبع) في مكان عام، هو عمل لا يمكن تبريره بمشاركة «إسبانيا» أو غيرها في التحالف الدولي، لكن من يتبنون هكذا أعمال لا يأبهون لأحد، بل لا يدققون في الحسابات أصلا، حتى الخاصة بهم، بدليل أن هذه الأعمال لم تمنحهم أي فائدة تذكر، بل صعّدت استهدافهم، فيما شوّهت الإسلام، وأساءت للجاليات المسلمة في الغرب، في وقت ينهض ضدها خطاب عنصري يتصاعد بالتدريج.

كل ذلك، قلناه سابقا، لكن أمثال «ترامب» هم آخر من يمكن أن يستمع الناس لنصائحهم وإداناتهم في سياق من هذا النوع، فالرجل الذي ساوى بين الضحايا والجناة العنصريين في «فرجينيا» قبل أيام؛ في حادثة دهس مشابهة لـ«برشلونة»، لا يحق له أن يحاضر على الناس في الحق والعدل وحرب الإرهاب.

هذا الرجل مسكون بكره الإسلام والمسلمين، فضلا عما يتسم به من رعونة في المواقف؛ ها هي تفضّ الناس من حوله تباعا، ولا أحد يمكنه تبعا لذلك الجزم بمصيره، فيما يتوفر من يؤكد أنه لن يكمل ولايته.

ضمن مسلسل تعليقاته العنصرية ضد المسلمين، خرج «ترامب»، يوم الخميس، بتصريح لا يمكن أن يتفوه به رئيس دولة صغرى، فضلا عن أكبر دولة في العالم (قد ينافسه رئيس الفلبين راهنا ولكن ليس على أساس عنصري).

ففي تغريدة له عبر «تويتر» (منبره المحبب لإطلاق المواقف والتصريحات!!)؛ قال «ترامب»: «ادرسوا ما فعله الجنرال الأمريكي بيرشينغ بالإرهابيين بعد القبض عليهم، اختفى بعدها إرهاب الإسلام المتطرف لمدة 25 عاما».

والقصة هنا، إشارة إلى الجنرال «جون بلاك جاك بيرشينغ» الذي كان الحاكم الأمريكي لبلاد «مورو» في الفلبين ذات الغالبية المسلمة، من 1909 إلى 1913، حيث كانت مستعمرة أمريكية حينها، وكان المقاتلون المسلمون يواجهون مستعمريهم.

وتقول الواقعة التي نقل موقع التحقق من الوقائع «بوليتيفاكت»، نفي أربعة مؤرخين لها، إن قوات بيرشينغ جمعت 50 مقاتلا إسلاميا ثم أعدمت 49 منهم برصاص مغمّس بدم الخنزير، ولنلاحظ البعد العنصري ضد المسلمين في القصة، وأطلق المقاتل رقم 50، كي يخبر رفاقه بما جرى.

وبحسب «ترامب»، كما في خطاب له أثناء الحملة الانتخابية ذكّر فيه بالقصة، قال معلقا: «لمدة 25 عاما لم تكن هناك أي مشكلة، حسنا، 25 عاما لم تكن هناك أي مشكلة».

بين يدينا نموذج آخر للاستخدام العنصري لجريمة «برشلونة»، بطله الحاخام الأكبر لليهود في المدينة «مئير بار-حين»، الذي قال بعدها إنه يشجع المواطنين اليهود على مغادرة إسبانيا التي وصفها بـ«محور الإرهاب الإسلامي في أوروبا».

وأضاف: «أقول لمجتمعي اليهودي: لا أعتقد أننا سنبقى هنا للأبد، وأشجعهم على شراء العقارات في (إسرائيل)، هذا المكان ضائع، لا تكرروا خطأ اليهود الجزائريين، واليهود الفنزويليين، الخروج في وقت مبكر أفضل من وقت متأخر».

ولمزيد من التحريض على المسلمين قال الحاخام: إن جزءا من المشكلة التي تنتج عنها الهجمات، هو وجود جالية إسلامية كبيرة مع «هوامش متطرفة»، بمجرد أن هؤلاء الناس «يعيشون بينكم؛ يصعب التخلص منهم، إنهم يصبحون أكثر قوة، هذا ينطبق على أوروبا ككل، أوروبا ضائعة».

«ترامب»، وهذا الحاخام وأمثاله، هما مجرد نموذجين من نماذج العنصرية ضد المسلمين، ففي حين تعاطف الأول مع القتلة في «فرجينيا»، ولم يشر إلى هويتهم كيمين مسيحي (نازيون جدد)، نسي الثاني جرائم بلا حصر للمتطرفين الصهاينة، وصلت لقتل الأطفال حرقا، والتي ترتكب باسم الدين أيضا.

وحدها الجرائم التي ينفذها محسوبون على الإسلام، هي من تُنسب للدين، أما جرائم الآخرين فلها توصيفات أخرى، وتلك معضلة لا تغير في حقيقة الإدانة لأية أعمال تطال الأبرياء، إن كانت بيد أفراد، أو بيد جماعات أو دول، وفي مقدمتها تلك التي ارتكبت في العراق وسوريا من قبل التحالف الأمريكي والروس والحشد ونظام بشار، وراح ضحيتها عشرات أضعاف جميع الهجمات التي نُسبت لمسلمين في العالم منذ عقود.

* ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب رصاص مغمّس بدم الخنزير جريمة برشلونة التحالف الدولي تشويه الإسلام الجاليات المسلمة في الغرب حادثة دهس تشارلوتسفيل الإرهاب كره الإسلام والمسلمين تعليقات عنصرية ضد المسلمين