استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«أردوغان» في عمّان.. صفحة جديدة؟

الاثنين 21 أغسطس 2017 09:08 ص

يصل الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، إلى عمّان اليوم في زيارة هي الأولى له، منذ أن أصبح رئيساً لتركيا، ويبدو أنّها تعكس تحولاً متدرّجاً في العلاقات بين «عمّان» و«أنقرة»، بعد مرحلة فتور شديد.

لم تتطور علاقات الأردن بتركيا، منذ صعود نجم «أردوغان» (كرئيس للوزراء، منذ العام 2003، ورئيساً للدولة منذ العام 2014)، فقد شهدت هذه العلاقات تبايناً شديداً في الرؤى والمواقف تجاه الملفات الإقليمية، خاصة في مرحلة الربيع العربي، وما بعدها.

نظر الأردن بشكوكٍ عميقة إلى الدور التركي والرهان على الإسلام السياسي بوصفه القوى الصاعدة الحاكمة الجديدة في المنطقة، في مقابل وجود الأردن في المعسكر العربي الآخر، الذي يضم مصر والسعودية والإمارات والكويت.

تلك الأعوام الأربعة (2011 - 2015) تقريباً لم تكن إيجابية بتاتاً في العلاقات الثنائية، ولا في شبكة التحالفات والأعداء، حتى إن حرصت الدولتان على عدم إظهار هذا التضارب.

لاحقاً، ومنذ عامين، بدأت الأمور تتغيّر إقليمياً، بخاصة مع الملك سلمان والنخبة السياسية المرتبطة بالعهد الجديد في الرياض، وحدث تقارب مؤقت سعودي- تركي، وبدأت الدولتان بنسج خيوط تحالف إقليمي لم يكتمل، لأنّ فجوة الرهانات التركية- السعودية عادت للظهور، خاصة مع الأزمة القطرية الأخيرة، وقبلها تجاه الوضع في سوريا والموقف من حركات الإسلام السياسي.

أردنياً بدأ الجليد يذوب عن العلاقات مع الأتراك مع شعور الأردن بأنّ المقاربة التركية تجاه تنظيم «الدولة الإسلامية» بدأت بالتحول والتغيّر، منذ العام 2015، إلى أن وصلت الأمور إلى تدخل الجيش التركي في حملة «درع الفرات»، إلى سوريا وقيامه بالقضاء على جزء كبير من نفوذ التنظيم في شمال البلاد، ولاحقاً بانقلاب الأتراك، أيضاً، على جبهة النصرة (فتح الشام لاحقاً) التي كانت تعدّ مقربة من أنقرة.

هذه التحولات تكاملت وتكرّست بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ضد الرئيس «أردوغان» العام الماضي، قبل عام تقريباً من الآن، إذ دفعت نحو التقارب التركي- الروسي، ما أصبح موازياً لخطّ عمّان- موسكو، الذي أنتج هدنة عسكرية مستقرة، في الجنوب، عبر تفاهمات أمريكية- روسية- أردنية، من خلال مسار الآستانة، الذي كان الأتراك مدشّناً رئيساً له مع الروس.

ثم جاء الموقف الأردني المتوازن من ملفات المنطقة الأخرى، خاصة مع الأزمة الخليجية الأخيرة، ثم الموقف من العراق، ومشاركة الإسلاميين في الانتخابات الأردنية، لتعزز وجود «أرضية مشتركة» صلبة يمكن أن تقف عليها الدولتان معاً لمواجهة التحديات الإقليمية.

قضية القدس في سياق المواجهة الدبلوماسية مع (إسرائيل) تمثل ضلعاً آخر من أضلاع التقارب الأردني- التركي المفترض، خاصة أن الدولتين تظهران اهتماماً كبيراً بالقدس، لاعتبارات استراتيجية ورمزية وسياسية عديدة، ولديهما مصلحة مشتركة بالضغط على (إسرائيل)، ويميزهما أنّهما تقيمان علاقات مع (إسرائيل)، و«الولايات المتحدة الأمريكية»، في الوقت نفسه، ما يجعل من التفاهم المشترك بينهما ورقة مهمة في مواجهة (إسرائيل) دبلوماسياً.

رغم هذه المتغيرات الإيجابية في العلاقة بين الدولتين، فإنّ هنالك فجوة ما تزال قائمة، ترتبط أولاً بالتباين في علاقتيهما بالإمارات ومصر، فالأردن حليف للأخيرتين، بينما «أردوغان» يعتبر خصماً لهما، وحتى علاقته مع السعودية التي شهدت تقارباً، وحاول هو الإبقاء عليها مؤخراً عبر زيارته الأخيرة للسعودية ولقائه بالملك سلمان، فمن الواضح أن الفتور عاد إلى القناة التركية- السعودية بالتدريج!

دعونا نأمل أن تكون الأرضية المشتركة الجديدة الأردنية- التركية صلبة وقوية لتدشين جملة من المصالح الاستراتيجية المشتركة وتبادل المنافع والتقارب تجاه الملفات الإقليمية.

* د. محمد أبورمان كاتب وباحث بـ«مركز الدراسات الاستراتيجية» بالجامعة الأردنية. 

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية

تركيا الأردن الملفات الإقليمية الإسلام السياسي معسكر الثورة المضادة مصر السعودية الإمارات الكويت الملك سلمان حريق سميراء