بالصور .. قصر «دولمه باغجه» يجسد التراث العثماني بـ55 ألف تحفة

الاثنين 21 أغسطس 2017 09:08 ص

يحظى متحف مقتنيات قصر «دولمه باغجه» (وتكتب أيضا دولما بهتشه، ودولما بهجة)، الواقع في منطقة «بشيكطاش» بالشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول -باهتمام السياح المحليين والأجانب، لما يحتويه من تحف تاريخية يبلغ عددها أكثر من 55 ألف قطعة، ترجع لفترات وعصور زمنية مختلفة.

تم جمع المقتنيات في أحد الأجنحة الحديثة التابعة للقصر التاريخي، إذ لا يتم عرضها في أروقة البناء المفتوحة للزوار، بحسب «الأناضول».

افتتح متحف مقتنيات القصر، عام 2011، ويضم بين جنباته أعدادًا كبيرة ومتنوعة من التحف الفنية والتاريخية بدءًا من الشمعدان (مَنارة تُركَّز عليها شَمعة للاستضاءة)، إلى المزهريات، ومن الخزف والبورسلين، إلى الطاولات الخشبية، والمقاعد، ومن المنسوجات إلى مستلزمات المطبخ، والإضاءة، فضلا عن بواكير العديد من الروايات البوليسية، وألعاب الأطفال.

المتحف بمقتنياته يعرض أمام الزوار صورة كاملة عن الحياة التي كانت سائدة في القرن الـ19، بكل ما تشتمله من فنون وأناقة تأسر معها القلوب والألباب.

وقالت مديرة المتحف، «كوللر قره حسين»، إن «لكل قطعة من المقتنيات المعروضة حاليًا في المتحف أو تلك الموجودة في المخازن حكاية خاصة بها»، مضيفة أن المقتنيات المعروضة استخدمت في القصر من قبل السلاطين والأمراء والأميرات، وأن تلك التي كانت تستخدم منها في المناسبات الخاصة والمراسم «لا تقدر بثمن».

وتابعت «كوللر»: «يعرض في واجهات عرض المتحف ألف و508 قطعة تاريخية فقط من أصل 55 ألف قطعة، وكل المقتنيات سواء المعروضة أو الموجودة في المخازن، يرجع تاريخها إلى القرن الـ19؛ واستخدمت جميعها في عهد آخر 6 سلاطين عثمانيين، فضلا عن الخليفة الأخير عبد المجيد أفندي، إلى جانب استخدامها في السنوات الأولى للجمهورية التركية».

وأضافت أن المتحف يحتوي على كل أدوات الطعام التي استخدمت على المأدبة التي أقامها السلطان «عبد الحميد الثاني»، على شرف الإمبراطور الألماني القيصر فيلهلم (كان قيصرا للرايخ الثاني الألماني، إلى جانب كونه ملكا لبروسيا) في شاليه قصر «يلدرز» التاريخي.

والسلطان «عبدالحميد الثاني»، ولد عام 1842، وهو خليفة المسلمين الثاني بعد المائة، والسلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرين من سلاطين «آل عثمان» الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة.

وتولى السلطان «عبدالحميد»، الحكم في 31 أغسطس/آب 1876، وخُلع بانقلابٍ سنة 27 أبريل/ نيسان 1909، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير/شباط 1918.

وتابعت  مديرة المتحف، «كوللر قره حسين»، أن المتحف يضم أيضًا من بين المعروضات، المستلزمات والأدوات الطبية التي استخدمت في تلك الفترة، لا سيما أدوات أطباء الأسنان.

كما يضم المتحف كل الأدوات والمستلزمات التي استخدمها السلاطين والخلفاء في قصري «دولمه باغجه» و«يلدز»، إضافة إلى ألعاب الأميرة العثمانية «خديجة خيرية عائشة در شهوار»، ابنة الخليفة «عبدالمجيد أفندي»، أميرة مدينة حيدر أباد في الهند، والتي تزوجت في 1931 من الأميرَ «حمايت علي خان»، أكبر أبناء «عثمان علي خان»، آخر حكام إمارة حيدر أباد بجنوبي الهند، وأغنى رجل في العالم حينها.

ولفتت «كوللر» إلى أن مجموعة المقتنيات الخاصة بالأميرة «خديجة در شهوار»، تضم ألعابها المصنوعة من الخزف والخشب، وعربتها، وفيلا خشبيا خاصا بها، ودفتر تلوين، وكتاب شعر، وألعاب الذكاء، وغيرها من المقتنيات.

وعبرت «كوللر» ، عن فخرها لكونها مسؤولة عن حماية هذه المقتنيات التي لا تقدر بثمن، وأشارت إلى أن فريق العمل يتخذ كل إجراءات واحتياطات السلامة لحماية هذه الكنوز الوطنية والقطع الأثرية.

وذكرت «كوللر» أن متحف المقتنيات ومخزنه يفتحان أبوابهما أمام الزوار يوميا على مدار الأسبوع من الساعة التاسعة صباحا، إلى الخامسة مساء، ما عدا أيام الإثنين، والأيام الأولى من الأعياد الدينية.

وقصر «دولمه باغجه»، كان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ 1856 حتى 1922.

ويقع القصر على جزء من الشريط الساحلي الذي يمتد من «قره كوي» حتى «ساري»، ويربط بين منطقتي «قباطاش» و«باشيكطاش» بـ«إسطنبول»، وهو مواز لمنطقة «أوسكودار» (بالجانب الآسيوي) على الساحل الغربي لمضيق البوسفور الممتد من بحر مرمرة حتى البحر الأسود.

المصدر | الخليج الجديد+الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا إسطنبول متحف قصر «دولمه باغجه» مقتنيات كوللر سلاطين الدولة العثمانية عبد الحميدالثاني عبدالمجيد أفندي