مطالبات بإنهاء الإقامة الجبرية على رموز المعارضة في إيران

الأربعاء 23 أغسطس 2017 10:08 ص

يتجدد الجدل في الشارع الإيراني وسط خضوع رموز من الحركة الإصلاحية للإقامة الجبرية في منازلهم، منذ عام 2011، خاصةً مع دخول الزعيم الإصلاحي «مهدي كروبي» في الإضراب عن الطعام في منزله، الأسبوع الماضي.

ويقبع المعارض «مهدي كروبي»، وزميله «مير حسين موسوي» وزوجته «زهراء رهنورد»، قيد الإقامة الجبرية في المنزل، منذ 2011، بذريعة تأييدهم الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد، عقب الانتخابات الرئاسية، عام 2009 بدعوى التزوير، التي فاز فيها المرشح المحافظ «محمود أحمدي نجاد».

ووفق الإعلام الإيراني، فإن السلطات لبت طلب «كروبي» بخروج عناصر الأمن من منزله، لإنهاء الإضراب عن الطعام.

وقال «إسحاق جيهانغيري»، النائب الأول للرئيس الإيراني «حسن روحاني»، في تصريح صحفي: «من المؤكد أن هذا الموضوع قد تم حله».

لكن الجدل حول القضية اشتعل مجددًا، مع نفي المتحدث باسم السلطة القضائية «غلام حسين محسني إيجي»، الأنباء المتواترة عن تلبية شرط «كروبي».

كما طالب الرئيس الأسبق «محمد خاتمي» قبل أيام، المرشد الأعلى «علي خامنئي»، بإنهاء الإقامة الجبرية المفروضة على زعماء المعارضة.

تناقضات عن مصير «كروبي»

في السياق ذاته، بعث نائب رئيس البرلمان، «علي مطهري»، برسالة إلى المتحدث باسم السلطة القضائية، دعا فيها إلى إزالة الإقامة الجبرية «الخاطئة»، عن «كروبي»، و«موسوي» وزوجته.

وبعد فشل إضرابه عن الطعام في تحقيق نتيجة، لا يزال الغموض يكتنف ما سيجري لدى عودة «كروبي» إلى منزله، من المشفى الذي نقل إليه بسبب مرض في القلب، في ظلِّ موجة التصريحات المتناقضة عن مصيره.

هذا وشهدت إيران احتجاجات واسعة من قبل الإصلاحيين، اعتراضًا على نتيجة الانتخابات التي جرت في 2009، وفاز فيها «أحمدي نجاد»، بنسبة تجاوزت 60% من الأصوات.

ونزلت الجماهير إلى الشوارع في عموم البلاد، بدعوى حصول تزوير في العملية الانتخابية، لكن السلطات واجهتها بقسوة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد، علاوة على اعتقال المئات من الأشخاص.

وتزامنًا مع ذلك، تم وضع المرشحين الإصلاحيين «كروبي» و«موسوي»، فضلاً عن زوجة الأخير، تحت الإقامة الجبرية، في 18 فبراير/شباط 2011، دون المثول أمام محكمة، بعد تحميلهم مسؤولية الاحتجاجات.

«مهدي كروبي»

هو رجل دين، من مواليد ولاية لوريستان، عام 1937، ويُعد من أبرز سياسيي الحركة الإصلاحية.

وبعد إتمامه المرحلة الابتدائية والمتوسطة، تلقي «كروبي» تعليمًا دينيًا في مدينة «قم»، حيث استكمل حياته الجامعية فيها، وتخرج في كلية الشريعة.

وكان «كروبي» من رفاق درب الزعيم الراحل «الخميني»، قبل الثورة عام 1979، وبعدها جرى تعيينه أمينًا عامًا لـ«لجنة الإمداد».

وانتُخب نائباً في البرلمان بالدورة الأولى عقب الثورة، وجلس تحت قبته لأربع دورات.

وتولى «كروبي» رئاسة البرلمان مرتين، وترشح للانتخابات الرئاسية، عامي 2005 و2009.

وجرى إغلاق حزب «الثقة الوطنية» الذي يتزعمه، والصحيفة المرتبطة بالحزب، عقب إفشائها حالات «تعذيب واغتصاب» بحق محتجين، ممن نزلوا إلى الشوارع عام 2009.

واستأنف الحزب نشاطه عام 2013، مع وصول «حسن روحاني» لسدة الرئاسة.

ورغم تقديم «كروبي» استقالته من رئاسة «الثقة الوطنية»، العام الماضي، بسبب الإقامة الجبرية، فإن المجلس المركزي للحزب لم يوافق عليها.

«مير حسين موسوي»

من مواليد مدينة خامنة بولاية أذربيجان الشرقية، عام 1941، وأتم دراسته الجامعية في طهران، بمجال العمارة والتطوير العمراني.

و«موسوي» من طلبة المفكر الإيراني الشهير «علي شريعتي»، وغادر إلى الولايات المتحدة مع زوجته، بعدما تعرض للسجن لسنوات عدة، على خلفية أنشطته السياسية، قبل الثورة.

وواصل «موسوي» نشاطاته السياسية، تحت مظلة اتحاد الطلبة الإيرانيين، خلال الأشهر العشرة التي بقي فيها بالولايات المتحدة، وتولى منصب سكرتير الشؤون السياسية، للحزب الجمهوري الإسلامي الذي تأسس بعد الثورة الإيرانية.
كما تولى «موسوي» حقيبة الخارجية عام 1981، في حكومة رئيس الوزراء «محمد باهنر»، الذي تعرض للاغتيال، فخلفه «موسوي»، في 30 أغسطس/آب من ذلك العام.

وشغل «موسوي» منصب رئيس الحكومة طوال فترة الحرب الإيرانية العراقية، وسجل اسمه في تاريخ البلاد، كآخر رئيس للوزراء، مع إعادة صياغة الدستور عام 1989، وإلغاء هذا المنصب.

وبعد ذلك عمل «موسوي» على النأي بنفسه عن السياسة، لكنه رضخ لإلحاح الإصلاحيين، وترشح لانتخابات 2009، التي فاز فيها «نجاد» بولاية ثانية.

وقدم «موسوي»، الذي كان يعتبر الأوفر حظًا بالفوز، طعنًا على نتائج الانتخابات، بدعوى التزوير، بعد إعلان فوز «نجاد».

«زهراء رهنورد»

ولدت عام 1945 في مدينة بوروجرد، وتشاطر زوجها «مير حسين موسوي» حياة الإقامة الجبرية في منزلهما منذ 2011.

وفضلاً عن أنها عالمة سياسة، تشتهر «رهنورد» بكونها كاتبة ورسامة ونحاتة، وتولت رئاسة جامعة الزهراء بين 1998 و2006.

كما عملت مستشارة سياسية للرئيس الإصلاحي الأسبق «محمد خاتمي»، ولعبت دورًا نشطًا في الحملة الانتخابية لزوجها، أثناء ترشحه لانتخابات 2009.

المصدر | الخليج الجديد + هافينغتون بوست

  كلمات مفتاحية

إيران مسعود مولوي الإصلاحيين موسوي كروبي روحاني أحمدي نجاد الإقامة الجبرية