«هآرتس»: «السيسي» يؤمن مصالح (إسرائيل) في سوريا

الأربعاء 23 أغسطس 2017 02:08 ص

أشاد تقرير عبري بالتدخل المصري في إدارة الأزمة السورية، والعمل على كبح زمام النفوذ الإيراني هناك، بما يخدم مصالح تل أبيب.

وتحت عنوان «مصر تنضم للساحة السورية كوسيط برعاية روسيا والسعودية، وتحقق نتائج»، قال «تسفي برئيل» محلل الشؤون العربية بصحيفة «هآرتس»، إن مصر حصلت على «تصريح سعودي روسي» لإجراء مفاوضات بين المعارضة السورية والنظام في منطقة «الغوطة الشرقية»، شرقي دمشق، وكذلك في الأجزاء الشمالية لمدينة حمص، وفي الحالتين نجحت في الدفع نحو توقيع معاهدة هدنة، الأولى في 22 يوليو/تموز الماضي، والثانية مطلع أغسطس/آب الجاري.

وتأتي المنطقتان ضمن خارطة المناطق الأمنية التي وافقت روسيا وتركيا وإيران على إقامتها، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وتثمن تل أبيب التدخل المصري، لأن «أية دولة تشاطرها نفس الموقف من التهديد الإيراني، وتساهم في كبح زمام النفوذ الإيراني بسوريا تخدمها، وبذلك تضمن (إسرائيل) لنفسها شريكا عربيا، بخلاف الأردن، يتعامل بتعاطف مع مصالحها»، بحسب «هآرتس».

وأرجع التقرير، الفضل في ذلك إلى الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، الذي صرح عدة مرات -على عكس سابقه «محمد مرسي» رجل «الإخوان المسلمين» الذي قطع العلاقات المصرية مع سوريا وأطيح به في انقلاب عسكري عام 2013-، أن مصر تدعم الجيوش الوطنية في حل الأزمات بالمنطقة والحفاظ على الأمن.

وأضاف «السيسي» لاحقا أن «الأسد جزء من الحل»، بل أنه سمح حتى بإجراء لقاءات في القاهرة بين رئيس المخابرات المصرية و«علي مملوك»، رئيس المخابرات الوطنية السورية.

هذا اللقاء العلني جرى في أكتوبر/تشرين الأول 2016، لكن وبحسب تقارير في الإعلام العربي، جرى إجراء العديد من اللقاءات العام الماضي بين مسؤولين مصريين وسوريين.

ووصفت الصحيفة، مشاركة وفد مصري كبير من رجال أعمال ومسؤولين من اتحاد الغرف التجارية، منذ أيام، في معرض دمشق الدولي، بأنه أكثر من «رسالة سياسية واضحة».

ومطلع العام الجاري، أرسلت مصر وفد إعلاميا إلى العاصمة السورية دمشق، لتقديم التهاني لـ«الأسد»، بعد السيطرة على معقل المعارضة السورية في حلب، مدعوما بقوات روسية وإيرانية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويؤيد «السيسي»، بقاء «الأسد» في الحكم خوفا من انهيار سوريا، والعواقب التي يمكن أن تحدث أيضا في مصر، في وقت فشلت السعودية، في الحسم العسكري أو السياسي بسوريا.

ووفق «هآرتس»، فإن السياسة السعودية لم تنجح أيضا في وقف أو تقليص النفوذ والتدخل الإيراني في سوريا، وعندما توغلت تركيا أيضا داخل الأراضي السورية، وعلى خلفية ما اعتبرته السعودية تحالفا ثلاثيا بين تركيا وإيران وروسيا، ليس للسعودية والولايات المتحدة أي دور به، قررت المملكة القيام بتحول استراتيجي، يقضي بأنها تفضل التدخل المصري على التدخل التركي، وبالطبع الإيراني.

وتعمل مصر على استئناف التطبيع مع سوريا وترميم العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، ما يعني إعطاء شرعية رسمية مصرية ولاحقا عربية لنظام «الأسد»، وهكذا يمكن لمصر سحب البساط من تحت أقدام الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» الذي يبذل الجهود للتحكم وحده في المسألة السورية، وبالتالي توفير بديل عربي لسوريا عن اعتمادها الحصري على إيران، وفق الصحيفة.

ومنذ العام الماضي، تزايدت وتيرة الدعم الذي تقدمه القاهرة لـ«الأسد»، وسط تقارير تؤكد الانخراط المصري في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت صحيفة «السفير» اللبنانية المقربة من جماعة «حزب الله»، عن أن 18 طيارا مصريا بدؤوا العمل في قاعدة «حماة» الجوية، غربي سوريا، فضلا عن وعود مصرية بإرسال قوات كبيرة إلى سوريا. (طالع المزيد)

هذه ليست المرة الأولى، التي يكشف فيها عن إرسال مصر دعما عسكريا إلى قوات «الأسد»، حيث سبق أن كشف موقع «ديبكا فايل» المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول 2015، أن «السيسي» أمد «الأسد» بالسلاح، بما في ذلك الصواريخ، بعد عقد اتفاق سري مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وقبول الأخير بدفع تكاليف الأسلحة، بحسب المصادر العسكرية والاستخباراتية للموقع.

ومنذ تولي «السيسي» حكم مصر في 8 يونيو/حزيران 2014، بعد انقلاب عسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحفا عبرية تصف «السيسي» بأنه «كنز استراتيجي» بالنسبة لـ«إسرائيل».

المصدر | الخليج الجديد + هآرتس

  كلمات مفتاحية

مصر سوريا إسرائيل عبدالفتاح السيسي بشار الأسد هآرتس