من وراء حاجز زجاجي.. «صالح» يستعرض نفوذه بصنعاء (بالصور)

الخميس 24 أغسطس 2017 10:08 ص

أحيا مئات آلاف اليمنيين من مناصري الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» في صنعاء، الخميس، الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه، في استعراض كبير للقوة يأتي في ظل توتر بين «صالح» والحوثيين المسيطرين على العاصمة.

ومن خلف زجاج مضاد للرصاص، تحدث «صالح» أمام أنصاره الذين أتوا من مناطق مختلفة في البلد الغارق في نزاع مسلح، إلى «ساحة السبعين»، حاملين أعلام اليمن ولافتات التأييد لزعيم حزب «المؤتمر الشعبي العام».

وتعكس أعداد المناصرين النفوذ الكبير الذي لا يزال يتمتع به «صالح» و«المؤتمر»، الحزب القومي الذي حافظ على حضوره القوي رغم النزاع المسلح وحركة الاحتجاج التي أجبرت زعيمه قبل خمس سنوات في فترة «الربيع العربي» على مغادرة السلطة بعدما حكم البلد الفقير لعقود، حسب تقرير لوكالة «فرانس برس».

وتوجه تظاهرة الخميس الحاشدة رسالة تحذير إلى الحوثيين بعدما هدد هؤلاء «صالح» إثر وصفه لهم بالميليشيا، في ظل تصدع «حلف الضرورة» بين الطرفين، واحتمال فك شراكة بنيت على فكرة مواجهة السلطة المدعومة من السعودية والمستقرة في عدن جنوبا.

وقال «سعيد العبيدي»، المشارك في التظاهرة: «حضرنا اليوم إلى ميدان السبعين للتعبير عن ثقتنا بحزب المؤتمر وبالزعيم علي عبدالله صالح».

وأضاف: «اليوم المؤتمر الشعبي العام أثبت أنه حزب دولة، وأن الحوثيين غير قادرين على قيادة الدولة كما يقودها الحزب».

وظهرت إلى العلن بوادر انشقاق بين «صالح» والحوثيين بعدما اتهمه هؤلاء بـ«الغدر»، مؤكدين أن عليه تحمل تبعات وصفه لهم بـ«الميليشيا».

وتحسبا لهذا التجمع، الذي نظم في ظل التوتر غير المسبوق بين الطرفين منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، أقام الحوثيون عدة نقاط تفتيش عند مداخل صنعاء، لكن بدون منع أنصار «صالح» من التوجه إلى الساحة، كما تعاونوا مع رجال الأمن الموالين لـ«صالح» من أجل تسهيل مرور الحشود.

وباستثناء مواجهات محدودة بالأيدي بين عدد من المشاركين في المهرجان وعناصر من الحوثيين وإطلاق نار في الهواء لتفريقهم، لم يشهد التجمع حوادث أمنية كبرى، حسب مراسلي «فرانس برس».

«صالح» يتجنب انتقاد الحوثيين

 ووسط هتافات «بالروح.. بالدم.. نفديك يا يمن»، سار «صالح» بين الشخصيات المحتشدة في المنصة الرئيسية، حتى وصل إلى موقع إلقاء كلمته خلف الزجاج المضاد للرصاص، وإلى جانبه مسلحون ملثمون ارتدوا الزي العسكري.

وتجنب الرئيس السابق (75 عاما) في كلمته انتقاد حلفائه، وتناول شعبية الحزب الذي يقوده في محاولة لإظهار نفوذه الكبير والمستمر في الحياة السياسية.

وقال: «هذا التنظيم السياسي الرائد (…) التنظيم السياسي الذي يواجه العدوان ويواجه المؤامرات تلو المؤامرات منذ 2011».

ودعا مؤيديه إلى «الصبر والصمود»، مؤكدا أنه على استعداد «لرفد الجبهات (…) بعشرات آلاف المقاتلين» لمواجهة قوات «الفار هادي»، في إشارة إلى الرئيس المعترف به دوليا «عبدربه منصور هادي».

وتابع أن حزبه أرسل «متطوعين من المقاتلين» إلى الجبهات، لكنه قد يرسل الآن «الجيوش الموجودة في حزب المؤتمر الشعبي العام في كل المحافظات»، داعيا الحكومة التي يقودها حزبه مع الحوثيين إلى تأمين «العتاد والرواتب».

حكم «صالح» اليمن من عام توحيد البلاد في 1990، حتى 2012 حين تنازل عن الحكم لمصلحة «هادي» على خلفية الاحتجاجات الشعبية.

وخلال فترة حكمه، شن ست حملات عسكرية ضد الحوثيين الذين اتخذوا من منطقة صعدة شمال العاصمة معقلا لهم.

في 2014، عاد «صالح» إلى الواجهة في محاولة لانتزاع الحكم؛ فتحالف مع الحوثيين ضد سلطة «هادي»، ونجح هذا الحلف غير المألوف في السيطرة على العاصمة وعلى مناطق شاسعة في البلاد، قبل أن تطلق السعودية حملة على رأس تحالف عسكري في مارس/آذار 2015 لوقف تقدمهم.

ويخوض الحلف بين «صالح» والحوثيين منذ نحو عامين ونصف حربا ضارية ضد السعودية وحلفها العسكري، قتل فيها أكثر من 8 آلاف شخص.

«لا حوثي بعد اليوم»

وضع النزاع مدن اليمن وبينها صنعاء على حافة المجاعة، خصوصا في ظل الحصار المفروض على المطارات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ونقل المصرف المركزي إلى عدن، وعجز الحوثيين عن دفع رواتب الموظفين.

ودفعت الأوضاع في العاصمة اليمنية آلاف الأشخاص إلى المشاركة في تظاهرة الخميس احتجاجا على الظروف المعيشية، وهتف بعض هؤلاء «لا حوثي بعد اليوم».

وبينما ابتعد «صالح» عن توجيه الانتقادات المباشرة، بدا «عارف الزوكا»، الأمين العام لحزب «المؤتمر»، أكثر وضوحا عندما هاجم في كلمته «الفساد» والعجز عن تحصيل الإيرادات والخلل في النظام المالي العام، ودعا حكومة الحوثيين إلى «تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها»، مشددا على أن حزبه يرفض أن تكون شراكته مع الحوثيين «مجرد ديكور».

وغادر «صالح» الميدان فور إلقائه الكلمة وبعد قليل من دوي أعيرة كثيفة من مكان قريب قال أنصاره إنها أطلقت احتفالا بالمناسبة ونفوا أنباء عن اشتباكات مع مقاتلين حوثيين.

ونظمت الاحتفالية في «ساحة السبعين» بوسط العاصمة صنعاء، غداة مقتل 30 شخصا على الأقل بينهم مدنيون في غارات استهدفت صنعاء ومحيطها ونسبت إلى التحالف العربي بقيادة السعودية.

وقالت قناة «اليمن اليوم»، المتحدثة باسم حزب «صالح»، التي نقلت التظاهرة مباشرة على الهواء، إن طائرات التحالف العربي حلقت الخميس في سماء صنعاء فوق رؤوس المحتشدين في «ساحة السبعين».

صور من التجمع الحاشد:

  كلمات مفتاحية

اليمن صالح الحوثيين تحالف الحوثي صالح

خلافات جوهرية تعصف بتحالف الحوثي و«صالح»