«نيويورك تايمز»: الوضع في اليمن موت بطيء

الخميس 24 أغسطس 2017 05:08 ص

شل القصف المستمر في اليمن الجسور والمستشفيات والمصانع، وتوقفت رواتب الأطباء وعمال الخدمة المدنية لأكثر من عام.. وبسبب سوء التغذية وغياب المرافق الصحية تعرضت أفقر دولة في الشرق الأوسط لموجات من الأمراض التي أصبحت جزءاً من كتب التاريخ، وفي أقل من ثلاثة أشهر قتلت الكوليرا ألفي شخص، وأصابت نصف مليون في واحدة من الموجات التي لم يشهدها العالم منذ 50 عاماً..

بتلك الكلمات السابقة، بدأت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرها عن الوضع اليمني، ونقلت عن «يعقوب الجيفي»، جندي يمني لم يتلق أجره منذ 8 أشهر قوله: «إنه موت بطيء».

وتلقت ابنة «الجيفي» علاجاً من سوء تغذية مزمن في المستشفى بالعاصمة صنعاء وتعيش على الحليب واللبن اللذين يقدمهما الجيران لها، ولكنهما ليسا كافيين لتعافيها.

ولم يستطع «الجيفي» مثل نصف اليمنيين الوصول إلى العيادة الطبية الوحيدة العاملة في قريته ولهذا اقترض أموالاً من أقاربه وأصدقائه كي يعالج ابنته في العاصمة، ويقول: «نحن ننتظر النهاية أو تفتح السماء علينا».

 وتتساءل الصحيفة عن الكيفية التي انهارت فيها منطقة غنية بالثروة ودخلت هذا المنزلق.

قصف «تحالف السعودية» نشر «الكوليرا»

وتقول الصحيفة: إن الكثير من الغارات الجوية أدى لقتل وجرح العديد من المدنيين بمن فيهم الذين سقطوا في يوم الأربعاء في غارة على العاصمة.

ودمر القصف المستمر البنية التحتية للبلاد خاصة الموانئ الحيوية والجسور المهمة والمستشفيات والمرافق الصحية والمصانع التي يديرها مدنيون.

ولم تعد هناك خدمات كان يعتمد عليها اليمنيون في معاشهم وأثر الدمار للبنى التحتية على الاقتصاد اليمني الضعيف أصلا.

وعقد القصف من مهمة المؤسسات الإنسانية لإدخال المساعدات وتوزيعها على المحتاجين، وأدى لإغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة المدنية لمدة عام، وهذا يعني أنه لا يمكن نقل البضائع التجارية ولا الجرحى والمرضى اليمنيين لتلقي العلاج في الخارج.

ولم يتلق الموظفون المدنيون في كلا الإدارتين المتنازعتين رواتبهم منذ أكثر من عام بشكل زاد من فقرهم خاصة أن فرص العمل في ظل الحرب غير متوفرة.

وأكثر المتضررين من توقف الرواتب هم العاملون في القطاعات الضرورية التي تتعامل مع الأزمة مثل الأطباء وقطاع التمريض ونظام المرافق الصحية والفنيين بشكل أدى لانهيار هذه القطاعات، وأضيف لهذه الكوارث كارثة الكوليرا التي انتعشت في ظروف الحرب، وانتشرت البكتيريا في المياه الملوثة وفي مياه المجاري.

وبسبب تراكم أكوام الزبالة وتدمير المرافق الصحية بات اليمنيون يعتمدون على مياه الآبار الملوثة للشرب، وزاد هطول المياه من تلوث الآبار.

وفي الدول المتطورة لم تعد الكوليرا مرضا يهدد الحياة ويمكن علاجه بسهولة باستخدام المضادات الحيوية لو أصبح متقدما وخطيرا، لكن اليمن الذي يعاني من انتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال صار مناخاً جيداً لانتشاره.

وقالت «ميريشتل ريلانو» الممثلة المقيمة لليونيسيف في اليمن: «مع انتشار سوء التغذية بين الأطفال فلو أصيبوا بالإسهال فلن يتعافوا».

وترى الأمم المتحدة أن الوضع في اليمن هو أكبر أزمة إنسانية حيث تحتاج أكثر من 10 ملايين دولار مساعدات عاجلة ويمكن أن يتدهور الوضع أكثر.

وحذر «بيتر سلامة»، المدير التنفيذي للبرامج الطارئة في منظمة الصحة العالمية أنه مع انهيار الدولة نشاهد انتشار وباء الكوليرا وربما رأينا انتشار أوبئة أخرى في المستقبل.

وتقول الصحيفة: لا إشارة عن نهاية الحرب حيث توقفت الجهود السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة، ولم يظهر أي من الأطراف المتنازعة استعدادا للتنازل.

ولا يزال الحوثيون وداعموهم يحكمون السيطرة على العاصمة فيما تعهد السعوديون بالقتال حتى يستسلم الطرف الآخر.

وتقول الأمم المتحدة إن اليمن بحاجة إلى 2.3 مليار دولار مساعدات إنسانية هذا العام، لكنها لم تحصل إلا على 41% من هذا المبلغ، وتعتبر الأطراف المشاركة في الحرب من أكثر الدول المانحة، حيث تقدم السعودية والإمارات مبالغ كبيرة.

  كلمات مفتاحية

الكوليرا الموت البطئ

بعد مقتل 14 مدنيا.. السعودية تعلن «مراجعة» عملياتها بصنعاء