تعهد وزير الخارجية الألماني، «زيجمار جابرييل»، بعدم منح تركيا عضوية الاتحاد الأوروبي، ما دام يحكمها الرئيس «رجب طيب أردوغان».

واتهم «جابرييل»، في مقابلة مع صحيفة «بيلد» واسعة الانتشار، أمس الخميس، الرئيس التركي بأنه «لا يأخذ محادثات الانضمام للاتحاد على محمل الجد».

ومن المرجح أن تزيد تصريحات الوزير الألماني من توتر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بعدما حث «أردوغان» الألمان من أصل تركي على مقاطعة الأحزاب الرئيسية في الانتخابات العامة المقررة الشهر القادم.

وقال «جابرييل»: «من الواضح أنه في هذه الحالة.. لن تصبح تركيا أبدا عضوا في الاتحاد الأوروبي».

وأضاف: «ليس هذا لأننا لا نريدهم، وإنما لأن الحكومة التركية وأردوغان يهرولان بعيدا عن كل ما تدافع عنه أوروبا»، على حد قوله.

وكان «أردوغان» وبخ «جابرييل»، ودعاه إلى «التزام حدوده»، إثر قيام الأخير بانتقاد دعوة الرئيس التركي الأتراك المجنسين في ألمانيا إلى عدم انتخاب ثلاثة أحزاب رئيسية في البلاد.

وشن «أردوغان» هجوماً شخصياً على الوزير الألماني قائلاً: «إنه لا يلتزم حدوده، من أنت لتخاطب رئيس تركيا بهذه الطريقة؟ التزم حدودك إنه يحاول إعطاءنا درساً.. منذ متى تتعاطى السياسة؟ كم تبلغ من العمر؟».

ودعا الرئيس التركي، الألمان من أصل تركي إلى عدم التصويت لحزب «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه «أنغيلا ميركل»، ولا للحزب «الاشتراكي الديمقراطي» الذي ينتمي إليه وزير الخارجية الألماني «زيجمار جابرييل»، ولا لحزب «الخضر»، واصفاً هذه الأحزاب بأنها «عدوة لتركيا».

ويعود الخلاف المتفاقم بين تركيا وألمانيا، إلى مطالبة أنقرة، السلطات الألمانية بتسليم الهاربين إليها والمتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016، وهو ما ترفضه برلين، وفق تأكيد «جابريل»، الذي وصف الأمر بـ«الخلاف العميق».

وكان قرار مجلس أوروبا، غير الملزم، قد أوصى بإيقاف عملية بحث التحاق تركيا بـ«الاتحاد الأوروبي» وإرجاعها إلى مرحلة «المراقبة السياسية» التي تجاوزتها منذ عام 2004، في انتكاسة عن السير قدما في محادثات الانضمام.

وتشعر دول أوروبية بالانزعاج من نتائج الاستفتاء الشعبي في تركيا، أبريل/نيسان الماضي، التي صادقت على تعديلات دستورية تحول نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي، وتعتبرها أوروبا توسيعا لسلطات ونفوذ «أردوغان»، وهو ما يقلق عواصم غربية على رأسها برلين.