انتقد تقرير أمريكي، قرار واشنطن بحرمان حليفتها مصر من مساعدات تصل إلى 290 مليون دولار، في الوقت الذي حجبت فيه 50 مليون دولار فقط من المساعدات العسكرية لباكستان، المتهمة بدعم الإرهاب.

وتحت عنوان «ترامب يحجب أموالا من راعية الإرهاب باكستان أقل من المساعدات المحجوبة عن مصر» ، قال موقع «ريت بارت نيوز» الأمريكي، إن إدارة «ترامب» قررت تأجيل مساعدات للحليفة مصر بقيمة 195 مليون دولار، وحرمانها من 95.7 مليون دولار إضافية، على خلفية عدم إحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان والحكم الديمقراطي.

في ذات الأثناء، قررت الإدارة حجب 50 مليون دولار فحسب من المساعدات العسكرية لباكستان للسنة المالية 2016 التي اتهمها «ترامب»، مؤخرا بـ«إيواء إرهابيين» يحاربون ويقتلون القوات الأمريكية في الجارة أفغانستان.

وجمدت إدارة «ترامب» 50 مليون دولار مساعدات عسكرية لباكستان لفشل الأخيرة في اتخاذ خطوات ملائمة ضد «طالبان»، التي تعتبر من أكثر التهديدات التي تجابه القوات الأمريكية في أفغانستان.

وفي نهاية إدارته، عاقب الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما»، باكستان بحرمانها من مساعدات بقيمة 300 مليون دولار لنفس السبب الذي يتمثل في دعم «إسلام آباد» للإرهابيين.

ونقل الموقع، عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: «نريد رؤية دعم وتعاون أكبر من حليف مثل مصر قبل السماح لها من استخدام مبلغ 195 مليون دولار في شراء معدات أمريكية».

وأضاف متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي: «سنظل ملتزمين بإعادة علاقاتنا مع مصر في كل أبعادها، بما في ذلك التعاون ضد الإرهاب والتطرف، شراكتنا مع مصر أكثر شمولا من مجرد تمويل المساعدات».

وتابع: «نعمل بشكل وطيد مع مصر على توسيع  نطاق  تعاوننا المشترك وتعميقه، لكن لدينا مخاوف جادة تتعلق بحقوق الإنسان وأسلوب الحكم، وفي نفس الوقت فإن تعزيز التعاون الأمني مهم للأمن القومي للولايات المتحدة».

ومن المقرر، أن يوضع مبلغ 195 مليون دولار في حساب، وستجمد فيه الأموال لحين رؤية تقدم مصري في الأولويات الرئيسية، بحسب الخارجية الأمريكية.

وكثيرا ما تعرب واشنطن عن قلقها من إقرار قانون الجمعيات الأهلية، الذي صدق عليه الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، مايو/آيار الماضي.

ونقلت «رويترز» عن مصادر أمريكية قولها: «المسؤولون المصريون أكدوا لنظرائهم الأمريكيين في وقت سابق من هذا العام أن القانون الذي يحظر نشاط المنظمات غير الحكومية والعمل المجتمعي ويفرض عقوبات سجن تصل إلى 5 سنوات لن يمر».

وفي وقت متأخر من مساء أمس الخميس، أجرى «ترامب»، اتصالا هاتفيا بـ«السيسي»، في محاولة لاحتواء غضب القاهرة، جراء قرار واشنطن قطع جزء من المساعدات الأمريكية المقدمة لمصر.

وتعهد الرئيس الأمريكي، خلال الاتصال، بمواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتجاوز أية عقبات قد تؤثر عليها، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.

وبشكل إجمالي، فإن الولايات المتحدة تمنح مساعدات أجنبية أكثر لمصر من باكستان.

لكن مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، تؤكد أن «باكستان هي المتلقي الأكبر من مساعدات صندوق دعم الائتلاف حيث استقبلت أكثر من 14 مليار دولار منذ عام 2002»، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: «الولايات المتحدة قدمت حوالي 80 مليار دولار مساعدات عسكرية واقتصادية لمصر على مدى الثلاثين عاما الماضية وسنواصل دعم القاهرة  في دحر التطرف والإرهاب، ومساندة تنمية الاقتصاد المصري».

فيما قدمت الولايات المتحدة حوالي 30 مليار دولار لباكستان في السنوات الأربعة عشرة الأولى من الحرب المستمرة في أفغانستان، بحسب إحصائيات رسمية.