قطر تقدم دعما لعشرات المدارس الحكومية في أمريكا

السبت 26 أغسطس 2017 10:08 ص

تتلقى عشرات المدارس الحكومية الأمريكية تمويلا قطريا للتوسع في تدريس اللغة العربية.

وقدمت مؤسسة قطر الدولية 30.6 مليون دولار خلال السنوات الثماني الماضية إلى عشرات المدارس من نيويورك إلى ولاية أوريغون، ودعمت المبادرات الرامية لتشجيع برامج اللغة العربية، بما في ذلك دفع تكاليف تدريب المعلمين والمواد والرواتب، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وقال «عمران حمد الكواري»، المدير التنفيذي لمكتب مؤسسة قطر: «سنبحث بالتأكيد طرق التوسع في المستقبل».

وقدم المانحون من الحكومات الأجنبية، بما في ذلك الدول العربية الأخرى، على مدار فترات طويلة تبرعات للتعليم الأمريكي العالي، ولكن يبدو أن مؤسسة قطر واحدة من المنظمات الأجنبية القليلة التي تستهدف المدارس الحكومية من الروضة حتى الثانوي بمنح عالية.

ومع ذلك، لا تزال تبرعات المؤسسة أقل بكثير من تلك التي حصل عليها بعض المؤيدين الأمريكيين الرئيسيين للتعليم من مرحلة التعليم الأساسي حتى الصف الثاني عشر، مثل مؤسسة والتون فاميلي، التي قدمت 190.9 مليون دولار العام الماضي.

وأشادت العديد من المدارس بدعم المؤسسة.

وبعد اللغة الإسبانية، تعتبر اللغة العربية هي اللغة الأكثر تحدثا من قبل الطلاب الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في المدارس الحكومية بالولايات المتحدة، ونسبة المتكلمين بها ينمو بمعدل أسرع من غيرها من اللغات العليا، وفقا لبيانات المركز الوطني لإحصائيات التعليم.

لكن بعض المنتقدين أعربوا عن قلقهم بشأن علاقات المؤسسة بقطر. وتعتبر الشيخة موزا بنت ناصر،أم أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مؤسسها ورئيسها.

وأثار بعض الآباء وأفراد المجتمع المحلي في مدن مثل هيوستن وبورتلاند، وأوريجون، مخاوف بشأن البرامج العربية التي تدعمها المؤسسة وعلاقاتها مع قطر، ولكن أكبر احتجاج جاء من المدونين والناشطين من ذوي وجهات النظر المحافظة.

وقبل عامين، نسق «سام هيريرا»، وهو ناشط في هيوستن ضد الهجرة غير الشرعية، احتجاجا في المدينة ضد افتتاح مدرسة عربية عامة تلقت تمويلا من المؤسسة.

وقال «إنهم يختبئون وراء المدارس التي تأخذ المال».

وأضاف أن لديه مخاوف بشأن علاقات المؤسسة مع قطر، التي يقول إنها تدعم جماعة الإخوان المسلمين، دون أن يشير لوجود دليل على تلك الأنشطة داخل المدرسة.

ورفضت وزارة التربية والتعليم الأمريكية التعليق على مؤسسة قطر.

ونفى «الكواري» المخاوف من أن المؤسسة مرتبطة بالمجموعات المتطرفة، وقال: «هناك الكثير من حروب العلاقات العامة، كل شخص يأتي إلى قطر يعرف ما نحن عليه».

وتركز المؤسسة، على خدمة الشعب القطري من خلال التعليم والتنمية المجتمعية والعلوم والبحث.

وتضم مدينتها التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة عدة مدارس وجامعات من الروضة حتى الثانية عشرة، بما في ذلك الجامعات الأجنبية لست كليات أمريكية.

كسر حواجز

من جانبهم انتقد بعض الآباء في مدرسة بهيوستن المزاعم ضد المؤسسة، وقال «كينان رومان»، الذي لديه طفل في المدرسة إنها علمانية تماما. إنها مدرسة تمولها الدولة.

وأضاف أنها «تعطي الأطفال ميزة تنافسية مذهلة في عالم الأعمال، وتجعله يكسر الحواجز الثقافية».

وأثار الانخراط الأجنبي في المدارس الأمريكية القلق من قبل.

وعلى المستوى الجامعي، حيث تكون التبرعات الأجنبية أكثر شيوعا، واجه بعض المتبرعين من الدول العربیة مثل المملکة العربیة السعودیة مزاعم مماثلة بنشر التطرف الإسلامي.

وقدمت مؤسسة قطر المساهمات الأولى لدعم المدارس الحكومية الأمريكية في العام الدراسي 2009-2010 وبلغ مجموعها 625 ألف دولار.

وقدمت المؤسسة 3.8 مليون دولار للسنة الدراسية 2017-2018، بزيادة عن 3.2 مليون دولار في العام السابق، ولكن أقل من 5.5 مليون دولار الذي قدمته في الفترة 2014-2015.

وتطلب المؤسسة من المدارس التقدم بطلب للحصول على المنح، على الرغم من أن المدارس تسعى أحيانا إلى الحصول عليها.

وتلقت مقاطعة مدارس توكسون الموحدة منحة قدرها 465 ألف دولار عام 2013 لتغطية رواتب المعلمين والمواد والمناسبات الثقافية لمدرستين، فضلا عن عدة منح أخرى بقيمة 175،243 دولار لتوسيع برنامجها العربي.

وفي بورتلاند بأوريغون، حصل نظام المدارس العامة على حوالي 375 ألف دولار على مدى خمس سنوات، ابتداء من عام 2010، وتلقت هذا العام منحة قدرها 75 ألف دولار، مما يساعد على دفع تكاليف البرامج العربية في مدرستين.

كما قامت المؤسسة بتمويل رحلة لبعض الطلاب والموظفين للسفر إلى الدوحة.

ويقول «بيتون تشابمان»، مدير مدرسة لينكولن الثانوية، إحدى المدارس المشاركة: إنها واحدة من أكثر الشراكات الداعمة التي قابلتها في 20 عاما من التعليم العام.

كانت المدرسة اللاتينية في واشنطن من أوائل المدارس التي وقعت مع مؤسسة قطر شراكة لتمويل برامج عربية عام 2009.

وقالت «مارثا كوتس» التي تقاعدت كمديرة العام الماضي إنها قبلت عرض المؤسسة بتمويل برنامج عربي في المدرسة.

ومنذ ذلك الحين، تلقت المدرسة اللاتينية حوالي مليون دولار من المؤسسة.

وقالت «كوتس»«ينمو البرنامج كل عام، أعتقد أنه يسمح لطلابنا أن يكونوا مواطنين أكثر اطلاعا».

وكجزء من البرنامج، يتعلم الطلاب اللغة والثقافة العربية، ويقومون برحلات ثقافية، بما في ذلك زيارة السفارة القطرية في واشنطن.

  كلمات مفتاحية

قطر أمريكا مدارس أمريكية الإرهاب

«التعليم» السعودية تطبق عملية الإتلاف الكلي لكتب الإخوان في مدارسها

نائب أمريكي يؤكد أهمية دعم وتمويل السعودية لأمريكا في "القضاء على الإرهاب"