شاب سوري يحول رحلة هروبه إلى لعبة إلكترونية

الاثنين 28 أغسطس 2017 01:08 ص

تثير الصور التي نراها في مناطق الحروب في العالم الخيال، بخاصة أولئك الذين يفقدون حياتهم وأجزاء من أجسادهم بالإضافة إلى منازلهم، وأحيانا صغارهم، مما يجعل أسوأ الكوابيس البشرية حقيقة.

نجا «عبدالله كرم» الشاب السوري من معاناة لا يمكن للصور أو الكلمات أن تجسدانها، لقد عانى السوري البالغ من العمر 21 عاما من الخوف على عائلته وصدمة رحلة اللجوء، تجارب لا يتمنى أي شخص أن يمر بها، بحسب الألمانية.

وعندما روى مأساته لمطور البرمجيات الألماني «جورج هوبير»، كانت النتيجة لعبة حاسب آلي.

ومن جانبه يقول «كرم» عن اللعبة: «تساعدني على تذكر ما مررت به، أشعر بأنني أقوى من خلال مشاركة قصتي».

ولازالت اللعبة قيد التطوير، وتم إصدار نسخة تجريبية، ومن المقرر أن يتم إصدار النسخة النهائية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويكشف «هوبير»، المقيم في مدينة «كارلسروه» الواقعة غربي ألمانيا، عن كيفية تنفيذ المشروع المشترك، قائلا: «التقيت بعبدالله بسالزبورغ في فيينا بحدث مسرحي، وكان هناك لمدة أسبوعين فقط، متحمسا تماما وكانت معه رسوم تخطيطية».

وكان «كرم» عثر على مسكن مشترك مع صديق لـ«هوبير» يعيش في فيينا.

وسرعان ما ولدت فكرة تحويل رحلة هروب «كرم» من سوريا إلى لعبة حاسب آلي، على رغم وجود عقبات بيروقراطية بسبب وضعه كلاجئ.

ويؤكد «هوبير»: «في البداية لم نتمكن من أن ندفع له، لأن هذا كان مستحيلا من الناحية القانونية». واليوم، وبعد 3 أعوام من مغادرة سوريا، يخضع «كرم للتدريب الرسمي كمصمم للرسوم التوضيحية في شركة «كوسا كرييشنز» لألعاب الحاسب الآلي.

وفي اللعبة، المسماة «باث أوت» طريق الخروج، يظهر «كرم» بصورة افتراضية من منظور رأسي وهو يسير عبر حقول الألغام ويمر على جيران يناصبونه العداء ويكتبون تقارير عن تحركاته للحكومة.

وعلى الرغم من الخلفية الجادة، تشبه اللعبة سلسلة ألعاب «نينتندو» الخيالية الشهيرة «ذا ليجيند أوف زيلدا»، التي خرجت إلى النور للمرة الأولى في عام 1986، والتي يقوم بطلها المدعو «لينك»، بإنقاذ الأميرة «زيلدا» في إصدارات مختلفة.

وفي «باث أوت»، تم الأبقاء على الحرب بعيدا عن القصة. جزء من هذا يعود إلى معالج الرسومات المستخدم في بناء اللعبة «16بت» المعالج النموذجي لألعاب الفيديو خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، كما تم تصوير الحرب عبر تفاصيل صغيرة، بدلا من مشاهد عملاقة للمعارك.

وفي اللعبة، يقول «كرم» وهو يمر بجوار شجرة مدمرة: «لقد عرفت هذه الشجرة طوال حياتي، والآن ماتت».

وعندما يظهر «كرم» الحقيقي في لقطة توضيحية مصورة على حافة الشاشة، يتضح في هذه اللحظة للاعب أن اللعبة في الواقع ما هي إلا قصة حقيقية.

ويقول «هوبير»: «إن الواقع يتضافر مع اللعبة من خلال مقاطع الفيديو».

وفي بعض الأحيان، يشرح «كرم» كيف تختلف اللعبة عن الواقع. وفي مكان آخر، يشرح القوالب النمطية الثقافية مع لمسة من الفكاهة، مثل سبب وجود جمل أمام منزله في سوريا بدلا من سيارة.

ويبدأ «كرم» في رحلة هروبه بعد أن تورط شقيقه في تبادل لإطلاق النار خلال مظاهرة ضد الرئيس السوري «بشار الأسد»، عندها حثته أسرته على الفرار.

ويقول «كرم»: «إن الهدف الرئيس من اللعبة هو أن يدرك الناس محنة اللاجئين».

ويرى «جان مولر-ميخائيلس»، مطور ألعاب في هامبورج ويعرف في ألمانيا باسم «بوكي»، أن فكرة «كرم» يمكن أن تنطلق.

ويعتقد «مولر ميخائيل» أن ألعاب الكمبيوتر هي تطور للأدب، لأن اللاعبين لديهم القدرة على التأثير على النتيجة بطريقة لا يستطيع القراء القيام بها.

وبإمكان القصص أن تولد المعرفة والفهم والتعاطف؛ لأنها تصبح جزءا من تجربة اللاعب الخاصة، كما يعتقد بالإضافة إلى أن الشاب السوري ليس الوحيد الذين يشارك تجربته في اللجوء مع الآخرين.

وفي بداية شهر أغسطس/أب، نشرت «رانيا مصطفى» صورا من رحلة هروبها من كوباني السورية إلى فيينا بتشجيع من المخرج النرويجي أن«درس هامر».

ونشرت جريدة «الغارديان» البريطانية على موقعها فيلم «المرأة»، البالغة من العمر20 عاما، ومدته 22 دقيقة، ونقلته بعد ذلك وسائل الإعلام في العالم.

المصدر | د ب أ

  كلمات مفتاحية

سوريا هروب لعبة حاسب آلي تطوير ألمانيا كارلسروه سالزبورغ فيينا بناء إلكتروني مقاطع فيديو ألعاب مماثلة