أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية تخيم على اليمنيين في العيد

الجمعة 1 سبتمبر 2017 03:09 ص

خيم الوضع المعيشي على أجواء العيد في عدن وبقية المناطق اليمنية، حيث لم يتمكن الموظفون من تأمين مستلزمات الفرح للمناسبة، لعدم حصولهم على رواتبهم رغم توجيهات رئيس الوزراء بصرفها لهم.

ويعيش أغلب الموظفين في اليمن البالغ عددهم 1.25 مليون ويعيلون 6.9 ملايين شخص، في المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيات «الحوثيين»، من دون رواتب منذ أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، إضافة إلى تعليق المعونات النقدية للفقراء والتي كان يستفيد منها حوالي 8 ملايين شخص.

وذكرت العديد من المصادر أن أغلب اليمنيين لم يتمكنوا خلال هذا العيد من شراء الأضحية، لانعدام السيولة المالية للسكان والوضع الاقتصادي الصعب الذي سببته الحرب والتي دفعت بأغلب السكان إلى مستوى خط الفقر.

وأوضحت المصادر أن أغلب الناس لم يجدوا ما يمكنهم من الحصول على ما يسد رمقهم من لقمة العيش، ناهيك عن التفكير بشراء اللحوم، حيث أصبحت الأضاحي في ظل هذا الوضع نوعا من الترف، ولم تعد في حساباتهم وأدرجت ضمن ذكريات الماضي.

وأشارت إلى أن لحوم الدجاج ربما تكون الملاذ لأضحية الكثير من السكان بدلا من اللحوم التي تتوفر فيها شروط الأضحية، نظرا لعدم قدرتهم على شراء الأضاحي.

وفي ذات السياق، قال مصادر صحفية إن أجواء العيد تأثرت بتردي الوضع المعيشي والأمني في عدن وباقي مناطق اليمن بفعل تداعيات الحرب الدائرة في البلاد.

وأشار المصادر إلى أن بعض المدن مثل تعز لم يحصل موظفوها على رواتبهم لمدة عام كامل، مما منع السكان من الفرح بالعيد.

وبدأ الكثير من اليمنيين عيدهم بزيارة المقابر لقراءة الفاتحة على أقاربهم وأصدقائهم الذين قضوا في الحرب خلال العامين الماضيين.

واشتدت الأزمة على اليمنيين مع استمرار الحرب وفقدان الأعمال ومصادر الدخل وأيضا انقطاع الرواتب في القطاع العام، لانعدام السيولة النقدية، وتعثر وصول المعونات والمساعدات الإغاثية من المنظمات الإقليمية والدولية إثر عدم وجود عاملين لديها على أرض الواقع، فيما تذهب الكثير من المساعدات الإغاثية أدراج الرياح لسيطرة الانقلابيين عليها لمجرد وصولها إلى ميناء الحديدة أو الاستيلاء عليها من قبل القوات الموالية للإمارات كما يحصل عند وصول أي مساعدات لميناء عدن.

ويزيد الأوضاع سوءا انسداد الأفق أمام أي محاولات أو فرص للحلول السياسية للأزمة في البلاد، وهو ما جعل اليمنيين يشعرون بالألم المضاعف وفقدان الأمل بأي جهد أو محاولة للتخفيف من أعبائهم أو الدفع بعجلة الحل نحو الأمام.

وفي وقت سابق، هنأ الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» المواطنين بمناسبة حلول العيد، وأكد وقوف حكومته إلى جانبهم في مختلف أنحاء البلاد.

وقال في خطاب وجهه من السعودية: «إن هذا ثالث عيد تخيم عليه صعوبة الأوضاع والمعاناة التي يقاسيها شعبنا الصامد والصابر، وندركها جيدا ونعمل بكل السبل والوسائل لتخفيف حدتها».

قد أدى رئيس الوزراء اليمني «أحمد بن دغر» صلاة العيد في عدن برفقة بعض المسؤولين السياسيين والعسكريين.

كما أدى الآلاف صلاة عيد الأضحى المبارك في ساحة الحرية في تعز تحت حماية قوات من الشرطة العسكرية التي انتشرت مؤخرا في المدينة لضبط الأمن.

وأكد المشاركون على مشروعية مقاومة الانقلاب، وطالبوا الحكومة الشرعية بصرف رواتب الموظفين الحكوميين.

وأغلقت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام، الطرقات الرئيسة بين المحافظات الشمالية والشرقية، حيث تدور معارك بين الجيش اليمني من جهة، وميليشيا «الحوثي» وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» من جهة أخرى.

ويشهد اليمن منذ خريف 2014 حربا بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي جماعة «الحوثي» والقوات الموالية لـ«صالح» من جهة أخرى، مخلفة أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.

  كلمات مفتاحية

اليمن هادي بن دغر الحوثيين صالح العيد الحرب رواتب

رغم مآسي الحرب.. صنعاء تستعد لعيد الفطر (فيديو)