استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تسعون يوما حصارا وإعلاميو الأزمات ووزير إعلام البحرين

الجمعة 1 سبتمبر 2017 05:09 ص

"إن أي مغامر لن يستطيع أن يفعل جنونه إلا إذا شاركه بعض الناس، وباركه بعضهم، وسكت عنه آخرون، وأغراه الباقون" (عبدالله القصيمي).

* * *

إن إعلان الحرب الاقتصادية والإعلامية على دولة قطر في الخامس من يونيو من هذا العام من قبل الدول الخليجية الثلاث (السعودية والبحرين والإمارات) كان مغامرة لم تحسب أبعاد تلك المغامرة اللا أخلاقية. الذين شاركوا والذين باركوا والذين سكتوا كانوا منافقين بعضهم لبعض، وساروا في غيهم يحسبون العالم سيصدق ما يدّعون من أقوال وأفعال عن دولة قطر في مجال الإرهاب وتمويله.

تابعت ما تكتبه الصحافة الخليجية وما يقدر لي من متابعة بعض "فضائيات السموم" التي تبث إنتاجها الإعلامي من تلك الدول أذكر منها على سبيل المثال "العربية "والتي يحلو للبعض تسميتها العبرية، والحدث وإسكاي نيوز العربية وتلفزيون دبي، وتابعت ما يدلي به ضيوف البرامج في تلك المحطات إلى جانب متابعتي لعدد من صحف الدول الشقيقة الخليجية وما يكتبون.

والحق أنني في كل مرة أشعر بالغثيان وأتألم لما يقال عن قطر وشعبها وقياداتها في تلك الوسائل الإعلامية. آلامي، لا وصف لها في هذا الشأن، خاصة عندما يظهر متحدث يقدمه المذيع / المذيعة بأنه المفكر والأستاذ الجامعي والخبير في مجال ما يتحدث عنه.

كلهم وبدون استثناء سواء رواد الشاشات المتلفزة أو كتاب الأعمدة الصحفية ما برحوا يرددون القول بأن قطر دولة ممولة للإرهاب والغلو، وأنها ارتمت في أحضان إيران وتركيا وإسرائيل، وأنها أي قطر، تتآمر على شقيقاتها دول الخليج وتتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول وتزعزع الاستقرار في المنطقة. هذه الأقوال منذ اليوم الأول حصار، وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الزاوية.

نسوا أو يتناسون علاقاتهم واتصالاتهم بإسرائيل، ويتجاهلون أن قطر قطعت علاقاتها بإسرائيل منذ 2009، ويتدافعون اليوم نحو طهران، الإمارات والكويت وسلطنة عمان علاقاتهم بإيران أقوى وأكثر مصالح من علاقة قطر بإيران، فلماذا هذا التجاهل والاستفراد بدولة قطر؟

دولة قطر نفت وتنفي كل ما نسب إليها في مجال الإرهاب وشهد بذلك المجتمع الدولي المؤثر في سير العلاقات الدولية، وزير خارجية أمريكا السيد تيلرسون يقول: "إن قطر وقعت مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية في 11 /7 الماضي للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله وأنها ملتزمة بتعهداتها في إطار هذه الوثيقة".

منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قالت في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية مصر، شريك الثالوث الخليجي في حصار قطر عندما اتهم قطر بالإرهاب، كان الجواب "محاربة الإرهاب وتجفيف موارده مسؤولية دولية وليست قطرية بمفردها" وقال وزير خارجية ألمانيا جابرييل: أمام العالم عبر شاشات التلفزة ردا على اتهام الوزير عاد الجبير قطر بتمويل الإرهاب "لا يمكن لعضو في التحالف الدولي ضد داعش (وقطر عضو) أن يمول التنظيمات الإرهابية".

وقال أيضًا في مؤتمر صحفي آخر في 9 /6 الماضي "إن قطر شريك إستراتيجي في محاربة الإرهاب" وكذلك الرئيس الأمريكي ترامب أكد ذلك القول سابقا في مؤتمر الرياض قبل فرض الحصار على قطر. وزير خارجية فرنسا جون لودريان في مؤتمر صحفي مع الجبير في جدة في 15 /7 الماضي قال: "إن مكافحة الإرهاب مسؤولية جميع الأطراف الدولية".

بعد هذه الشهادات الدولية الصادرة عن مسؤولين كبار في المجتمع الدولي ببراءة دولة قطر من تهم الأشقاء الخليجيين، بأنها مؤيدة للإرهاب وممولة له، ما برح إعلامهم ومثقفوهم والمسؤولين يرددون تلك الافتراءات بلا حياء.

* * *

وزير إعلام مملكة البحرين علي بن محمد الرميحي قال: "إن هناك تحركات إعلامية قطرية تتزعمها قناة الجزيرة موجهة إلى المواطن القطري لمحاولة تشويه صورة مجلس التعاون الخليجي والدفع باتجاه تحريك مطالب شعبية قطرية للانسحاب من مجلس التعاون" (الشرق الأوسط 28 / 8) وسؤالي لمعالي الوزير هل يحتاج المواطن الخليجي إلى من يحاول تشويه سمعة مجلس التعاون؟

بربك، ما هو الإنجاز الذي قدمه مجلس التعاون في كل أزماته منذ تأسيسه عام 1981، احتل الكويت وحرره الأمريكان، الخلاف الحدودي القطري البحريني، وحله محكمة العدل الدولية الخلافات الحدودية الإماراتية السعودية مابرحت لم تحل وتستدعى متى ما شاء أحد الأطراف، وكذلك الكويتية السعودية، وماذا عن الأزمة اليمنية بين السلطة الشرعية ــ والانقلابيين ودور مجلس التعاون.

وماذا عن توحيد العملة الخليجية، وماذا عملت الأمانة العامة في الخلاف بين ثلاث دول خليجية ودولة قطر. سمعة مجلس التعاون مشوهه بحكم النشأة والمباديء والممارسة.

يقول معالي الوزير: "إن الإجراءات التي اتخذت ضد قطر، يعني الحصار، لم تكن موجهة ضد المواطن القطري"، من المتضرر معالي الوزير من الحصار اليوم؟

أليس المواطن القطري والمواطن الخليجي على وجه العموم لا يستطيعون التواصل حتى عن طريق الرسائل والتحويلات النقدية إلى أسر متشابكة بين قطر والدول الثلاث؟

وماذا عن التعقيدات الإجرائية التي وضعت للحجاج القطريين الأمر الذي حال بين معظمهم إن لم يكن كلهم وبين أداء فريضة الحج هذا العام؟

وزير الإعلام البحريني يعيش في عالم والخليج العربي في عالم التمزق والتفكك والانهيار بفعل سياسات بعض قياداته والحصار على قطر أحد أسباب ذلك التمزق والتفكك.

حديث وزير الإعلام البحريني يحتاج إلى وقفة خاصة به، ولنا عودة إليه لتناوله بالشرح والتحليل. وكم كنت أتمنى لو سكت الوزير ليحتفظ بما له من قيمة اجتماعية على الأقل في البحرين.

آخر القول: مجلس التعاون الخليجي يعيش في غرفة الإنعاش، لأنه مصاب بفشل في شرايين القلب.

*د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

  كلمات مفتاحية

إعلام الأزمات وزير إعلام البحرين قطر السعودية البحرين الإمارات الأزمة الخليجية حصار قطر