قالت صحيفة «اعتماد» الإيرانية، اليوم الأحد، إن الرئيس «حسن روحاني» يريد المصالحة مع السعودية وإذابة الجليد في علاقات البلدين.
وأوضحت الصحيفة أن روحاني أبلغ وزير خارجيته «محمد جواد ظريف» وكبار المسؤولين في النظام أن على إيران أن تنسى كل ما حدث في العلاقات مع السعودية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بالرئاسة الإيرانية، لم تفصح عنه، قوله إن «روحاني قال في اجتماع عقد الأسبوع الماضي، إنه يجب علينا أن ننسى كل ما حدث جراء التوتر الذي حصل مع السعودية، وعلينا فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الرياض».
وأضاف أن «روحاني» تعهد في الاجتماع الذي عقده في قصر «سعد آباد» بدفع تكاليف الأضرار التي لحقت بالسفارة السعودية.
وأوضح المصدر أن «روحاني وفريقه وافقا على طلب السعودية زيارة مباني البعثات الدبلوماسية التابعة للمملكة التي تعرضت لهجمات من قبل متشددين إيرانيين في يناير/كانون الثاني العام الماضي».
وتابع أن «روحاني» منذ نجاحه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو/أيار الماضي، طلب من السلك الدبلوماسي إرسال إشارات المصالحة مع السعودية.
وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أن اقتحم إيرانيون العام الماضي سفارتها في طهران وأشعلوا النار في أجزاء من المبنى، على خلفية إعدام الرياض رجل الدين الشيعي «نمر النمر».
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي»، اليوم، أن وفدا سعوديا سيزور العاصمة طهران بعد انتهاء موسم الحج، مشيرا إلى أن إيران منحت الوفد تأشيرات دخول إلى البلاد.
وقال «قاسمي» بحسب ما نقلت عنه الوكالة الرسمية (إرنا)، إن «هدف الوفد السعودي من زيارة طهران هو تفقد المقرات الدبلوماسية السعودية بعد قطع العلاقات الدبلومسية بين البلدين، وفي الوقت نفسه فإن إيران ستتفقد مقراتها الدبلوماسية في السعودية».
وأكد «قاسمي» أن الوفد الإيراني حصل على تأشيرة الدخول، قبل أسبوعين، عن طريق عمان، لكنه لم يحدد بعد موعد زيارته للرياض، علماً بأن طهران منحت التأشيرة للوفد السعودي، قبل شهرين.
ويتوقع وصول الوفد السعودي إلى طهران بعد انتهاء موسم الحج، وهذا أول اتصال دبلوماسي بين القوتين المتنافستين إقليميا منذ حوالي سنتين، في ظل تحسن العلاقات بين الجانبين.
والشهر الماضي، وافقت كل من إيران والسعودية على تبادل زيارات الدبلوماسيين لتفقد البعثات الدبلوماسية لكل منهما.
وكان «ظريف» قد صرح مطلع الشهر الجاري لوسائل إعلام إيرانية قائلا: «إن الحكومة الإيرانية المقبلة لا ترغب في استمرار التوتر مع السعودية، وتريد تحسين العلاقات مع الرياض، وأن تحسن العلاقات بيننا يتطلب الاحترام المتبادل واحترام مصالحنا المشتركة بين البلدين».
وكان مسؤول في بعثة الحج الإيرانية قد شكر السلطات السعودية، على حسن استقبال حجاج بلاده، الذين توافدوا على الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، في حين نفى رئيس لجنة الحج المركزية الأمير «خالد الفيصل»، وجود أي شروط أو قيود وضعتها المملكة على الحجاج الإيرانيين.
لكن مركز «جيوبوليتيكال فيوتشرز» اعتبر أنه لا يوجد دليل على أن السعودية جاهزة للتفاوض مع إيران من الناحية الإستراتيجية.
