استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في إسرائيل حيث لا يعتذرون عن شئ .. أنا أعتذر !

الأحد 4 يناير 2015 06:01 ص

ها قد جاء الاسرائيلي الجديد، أخي الحقيقي، الرجل – الرجل، ذو الكيبا الصغيرة، الذي خدم في وحدة تكنولوجيا المعلومات، ويحمل في فمه رسالة بصوت عال : "توقفوا عن الاعتذار يا محبي اسرائيل"، وهو الشعار المرفوع على العديد من شرفات المنازل. في تجمع مساء اول امس لايليت شيكيد، اوضح الدبلوماسي الناجح في هذا التوقيت: "هذه الانتخابات هي بين من يريد ان يعتذر وبين من يرفع رأسه. بين من هو موضوعي وبين من هو مع دولة اسرائيل.

 وعليه فإن نفتالي بينت لا يعتذر وانا احب اسرائيل ( كما هو معروف، فليس هذا لك وليس هذا الحاضر)، فانا موضوعي وانا مع دولة اسرائيل (عادلة)، انا اعتذر وانا ارفع رأسي، نتوقف عن الاعتذار؟ ان اسرائيل لم تفعل ذلك ابدا، ليتها كانت اعتذرت سابقا. ليتها كانت تعترف باخطائها، ليتها كانت تتقبل مسؤوليتها الاخلاقية عن هذه الاخطاء.

ليس مخجلا ان تعتذر – فالمخجل اكثر هو ان لا تقوم بهذا. ان الاعتذار قوة، وليس ضعفا، وفي الطريق للمصالحة (مع الفلسطينيين) مجبرون للتوقف في المحطة الاولى، محطة الاعتذار. ففي احجية بنتفينون ميجال لا نعتذر للجميع، ليس ايضا حتى على اعمال القتل، الاغتيالات والخطف (قتل ابوجهاد، على سبيل المثال، وخطف الشيخ عبيد). حتى عن المستوطنات لا نعتذر، لا عن الاضطهاد والطرد والسلب.

في إسرائيل لا يعتذرون عن شئ، لا عن الاحتلال ولا عن الشارع. هنا فقط الكرماء من يعتذرون. الشعور بالاتهام هو المخجل، والاعتذار هو عمل رخو، وعليه فليقلب شعار بينت للانتخابات لشعار يتمتع بالتأييد "المعتذرون" في مواجهة "رافعي الرؤوس" الـ "الموضوعيين" في مواجهة" محبي الدولة" انا فخور بأن انتمي للمجموعة الاولى.

لو كان من وراء ذلك جدوي، لكنت ارغب في الاعتذار، من الشعب الفلسطيني بأكمله، ولاجياله. عن 1948، وعن 1967 وعن كل ما تلاها. فالاعتذار عن 1948 لم يكن ليحول الدولة التي قامت اقل عدلا – بل كان سيجعلها عادلة اكثر. عن الطرد الجماعي وعن منع العودة، عن التطهير العرقي في عدة مناطق وعن عدد من المجازر، التي هي جزء من المعركة – كان مسموحا بل يجب الاعتذار، ان ما حدث في 1948 لم يتوقف ابدا. فروح العام 1948لم تتوقف، وهي ما زالت قائمة لغاية يومنا هذا، في النظرة الاساسية لدولة اسرائيل لابناء الارض من الفلسطينيين، بالشعور بالفوقية عليهم، وبقوة العنف، وبالتغييب وبالعنصرية وهو الامر الذي لم يتغيرفي سياسة الاضطهاد، التمسك قدر المستطاع – منذ ذلك الحين ولغاية اليوم، ان اسرائيل هي قوة عظمى اقليمية، يجب الاعتذار عن ذلك.

كان يجب الاعتذار عن قتلى المحرقة، عن الكذب بعدم وجود نهاية وعن المواجهات. عن السيطرة في المناطق وعن التمييز العنصري. عن سحق كرامة شعب، عن خنق حريته وعن تقسيمه لشعوب صغيرة. عن مسح تراثه وزعزعة ثقافته. عن قمع عرب اسرائيل وعن إظهار العنصرية تجاههم. عن جرائم "دمغة الثمن" وعن جرائم عملية "الجرف الصامد"، عن كل ذلك كان من المتوجب الاعتذار . صحيح ان الاعتذار لم يكن ليحل شيئا، ولا يكفر عن كل شئ، ولكن كان بإمكانه التعبير عن النية لفتح صفحة جديدة، الاعتذار كان من شأنه ان يبث في نفوسنا قوة وثقىة بالنفس، وهو ما ينقص الدولة، المقتنعة انها تستطيع العيش للابد على الخراب، حتى ولم يكن لذلك سابقة في التاريخ.

عن كل هذا (واكثر) سوف تضطر اسرائيل ان تعتذر في يوم من الايام، من يصدق، حتى في حال تأخر الصلح- في قادم الايام، لا بد من الاعتذار، من بين من يستطيع ان يعتذر ومن لا يقدر ان يعتذر، هكذا كان الوضع في جنوب افريقيا وكذلك سيكون في اسرائيل في زمن البينتيين ( نسبة الى نفتالي بينت)، ان لم يكن متاخرا جدا. 

المصدر | هآرتس العبرية | ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

اسرائيل الاعتذار نفتالي بينيت الموضوعيون محيو دولة إسرائيل