حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندوسي يحقق مكاسب مقلقة في كشمير

الأحد 4 يناير 2015 06:01 ص

يتألف الجزء الهندي من كشمير من منطقتين جغرافيتين؛ منطقة جامو التي تمتد من حيث تبدأ منطقة الجبال، ومنطقة كشمير وهي المنطقة المرتفعة من الجمال الساحر المحاط بقمم الجبال التي تغطيها الثلوج.

لذلك، فإن الجزء الهندي من كشمير يسمى ولاية جامو وكشمير. ويُعد سكان جامو، وأغلبيتهم من الهندوس، أقل بكثير من سكان كشمير التي يهيمن عليها ملايين من المسلمين. وبالرغم من كونهم من الهندوس، إلا أن شعب جامو يُعَرِّفون أنفسهم بأنهم كشميريين في المقام الأول وهم يصوتون للأحزاب السياسية الكشميرية الإقليمية التي يغلب عليها المسلمون كلما أجريت انتخابات في هذه الولاية. ومنذ استقلال الهند وهم ينتخبون زعيماً كشميرياً مسلماً لشغل منصب الوزير الأول بالولاية.

ومع تشكيل حكومة حزب «بهاراتيا جاناتا» قبل ثمانية أشهر، كان رئيس الوزراء «ناريندرا مودي» يسعى للتودد للهندوس في جامو، لكي يغيروا عقليتهم ويؤيدوا حزبه الهندوسي القومي لإحداث تغيير في هذه الولاية الحساسة.

وفي الانتخابات التي أجريت مؤخراً في جامو وكشمير، والتي ظهرت نتائجها الأسبوع الماضي، وبالرغم من فوز حزب «الشعب الديمقراطي» بزعامة «محمد سعيد مفتي» بمعظم المقاعد، إلا أن حزب «بهاراتيا جاناتا» حقق مكاسب كبيرة. فبينما فاز حزب «مفتي» ب 28 مقعداً في المجلس التشريعي، فاز «بهاراتيا جاناتا» بـ 25 مقعداً، مقابل 15 مقعداً لحزب «المؤتمر» الإقليمي و 12 مقعداً فقط لحزب «المؤتمر».

وقد خسر حزب «المؤتمر» الوطني، الذي كان الحزب الحاكم في الهند، على خلفية الفيضانات المدمرة، التي حدثت هذا العام وغياب الاستجابة من جانب الحكومة. وترجع خسارة الحزب أيضاً إلى أدائه الضعيف خلال الخمس سنوات التي قضاها في السلطة.

أما حزب بهاراتيا جاناتا، فقد حصل على ضعف المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات السابقة من خلال فوزه بجميع المقاعد في ولاية جامو، بينما حصل حزب «الشعب» الديمقراطي وحزب «المؤتمر» الوطني على مقاعد كشمير فقط.

يتماشى صعود «بهاراتيا جاناتا» مع الاتجاه العام في جميع أنحاء البلاد، حيث امتزجت رسالة التنمية لرئيس الوزراء «مودي» مع القومية الهندوسية، ما أدى إلى زيادة حماس الناخبين. وقد تولى «مودي» السلطة في مايو، ووعد بدفع النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل من خلال تعزيز قطاع الصناعات التحويلية الذي شهد أبطأ سنوات النمو خلال العقد الماضي.

ومنذ توليه السلطة، فاز «مودي» في سلسلة من انتخابات الولايات، حيث يفرض بهاراتيا جاناتا هيمنته في أجزاء مختلفة من الدولة ويزيد من قاعدة الناخبين. وتعد انتخابات الولايات مهمة، ليس فقط لأن بهاراتيا جاناتا، يريد زيادة نفوذه، بل أيضاً لأن «مودي» يحتاج إلى الفوز حتى يكون له دور أكبر في مجلس الشيوخ في البرلمان حيث يفتقر حزبه إلى الأغلبية. وتحدد انتخابات الولايات عدد مقاعد الأحزاب في مجلس الشيوخ في البرلمان الهندي.

وبينما لم تسفر موجة «مودي» عن فوز «بهاراتيا جاناتا» بأغلبية في كشمير، إلا أنها جعلت الحزب يحقق نجاحات مهمة. وشهدت هذه الانتخابات استقطاباً خطيراً على أسس دينية، ما يعد سابقة خطيرة في الدولة.

السؤال الآن: من الذي سيشكل الحكومة في هذه الولاية الحساسة؟ تظهر المؤشرات المبكرة أن «بهاراتيا جاناتا»، سيكون جزءاً من الائتلاف الحاكم، ما يجعله لاعباً سياسياً رئيسياً.

لكن في ظل السياسة الطائفية والاستقطاب في الدولة، فإن الأمر يبدو الآن مصدر قلق للأحزاب الأخرى للاتفاق على الشراكة معه. فكشمير ولاية يتعلق فيها السلام والهدوء بشكل كبير على طريقة الحكم فيها. ولا أحد يعلم متى يمكن لأي حادث أن يثير العنف أو متى سيقوم المتشددون الانفصاليون باضراب.

وفي الآونة الأخيرة، قتل 17 شخصاً من بينهم ثمانية جنود وثلاثة من رجال الشرطة وستة مسلحين في تبادل لإطلاق النار استمر ست ساعات في معسكر للجيش. وكان هذا أكثر الهجمات دموية، منذ أكثر من عام، بينما شن متشددون ثلاث هجمات أخرى.

وبينما حققت السياحة نمواً في كشمير، فإن شبح العنف يخيم على الولاية. وفي الواقع، فإن السلام لن يسود كشمير حتى تتوصل الهند وباكستان إلى حل سياسي لمشكلة كشمير التي ظلت في قلب الصراع بين الدولتين لعقود طويلة. وتزعم الهند أن كشمير بأكملها تابعة لها. وقد دخلت الهند وباكستان في حرب مرتين بسبب هذه المشكلة ولم تقتربا حتى الآن من التوصل لحل.

* د. ذكر الرحمن رئيس مركز الدراسات الإسلامية- نيودلهي

المصدر | د. ذكر الرحمن | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

الهند ناريندرا مودي حزب «بهاراتيا جاناتا» جامو كشمير حزب المؤتمر حزب الشعب الديمقراطي محمد سعيد مفتي

جريمة قتل جماعي لمسلم بتهمة ذبح بقرة في الهند تهدد خطط رئيس الوزراء