استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«ترامب».. بين جدران الخوف وتبني العنصرية!

الأربعاء 6 سبتمبر 2017 07:09 ص

لم يسبق لرئيس أمريكي أن فقد مصداقيته أمام الرأي العام العالمي والوطني الأمريكي وضمن الأجهزة الأمريكية كما يقع مع الرئيس الحالي ترامب. ولا يعرف في السابق أن وزير خارجية أمريكي يفترض أنه ينفذ برنامج وسياسات الرئيس قد قال: ان الرئيس يمثل نفسه، وأن الخارجية ملتزمة بالقيم الاميركية وأن دور الخارجية أن تشرح للرئيس تلك القيم.

ولم يسبق أن عانى رئيس أمريكي من كثافة الاستقالات وسرعة تخلي الأنصار عنه كما يقع مع هذا الرئيس. إن كل قرار وقانون حاول ترامب تنفيذه واجه مقاومة كبيرة على كل المستويات. سيبقى هذا الوضع ما بقي ترامب رئيسا.

لقد استخدم ترامب الهوية والخوف من الأقليات (اللاتينيين والملونين) وبناء الجدار مع المكسيك والطائفية (ضد المسلمين) في بناء قاعدته. ومن الصعب أن يتصدر لمهمة كهذه سوى شخصية شعبوية عدائية السلوك تتصادم ولقيم والمثل الأمريكية كما وتبالغ بالخوف من الآخر.

لقد برز ترامب على المسرح الأمريكي من جراء بحث الحزب عن قاعدة شعبية جديدة بعد تفكك قاعدته التقليدية. وقد تطورت حالة القلق في صفوف قوى النفوذ الاقتصادية خاصة في ظل نمو التيار الأمريكي الساعي للحد من التفاوت الطبقي والعرقي في الولايات المتحدة.

وتداخل هذ الوضع مع اللوبي الإسرائيلي وسعيه للمحافظة على سيطرته في الولايات المتحدة، هذا اللوبي أميل للتحالف مع اليمين ويميل لموضوعات العنصرية بما يتناسب مع سياسة إسرائيل.

لقد توجه الحزب الجمهوري وترامب لاستخدام ورقة البيض الأمريكيين والطائفيين ومناطق الريف التي لا تتقبل الآخر.

وهذا يفسر إلى حد كبير موقف ترامب من الكوكلاكس كلان والنازيين الجدد مؤخرا.

إن تناقض سياسة ترامب القائمة على التميز مع مؤسسات الدولة الاميركية الرسمية رافقه تناقضه الصارخ مع مدرسة القيم الديمقراطية الأمريكية التي تحملها الطبقة الوسطى الأمريكية ذات العمق الثقافي المرتبط بالحريات والاعلام والسينما والادب وحقوق الإنسان وقيم العدالة بين الناس.

وقد تواجه ترامب، بطبيعة الحال، مع أطروحات أوباما حول المستقبل والبيئة والتوازن بين الفئات التي تتكون منها الولايات المتحدة وردم الهوة بين الأغنياء والفقراء. بل حاول ترامب جاهدا ولازال تصفية ارث الرئيس اوباما. لقد خسر ترامب كما لم يخسر رئيس من قبله، ففي جميع سياساته فقد القدرة على التأثير عبر بناء التحالفات والإقناع.

ترامب صاحب المواقف القائمة على الخوف من الداخل قرن بذلك بالتركيز على الخوف من الخارج مما أدى لخلق بيئة دولية أكثر تناقضا وإشتباكا مع بعضها البعض. لقد دفعت سياسة ترامب بكوريا للمواجهة وذلك بسبب عدم قدرته على استيعابها كما فعل سلفه أوباما، ويكاد ترامب أن يدفع إيران بالاتجاه المعاكس بعد أن نجح اوباما في استيعابها نسبيا عبر الإتقاف النووي.

الرئيس ترامب يتصرف مع البيت الابيض وكأنه في شركة خاصة، بل يتصرف وكأنه رئيس لفئة واحدة من الاميركيين من غلاة المتعصبين. في هذا يضرب ترامب بعرض الحائط القيود التي يفرضها موقع الرئاسة. وهذا يعني بأن البيت الابيض سيبقى في مهب الريح طالما بقي ترامب رئيسا. مع الوقت سيفقد ترامب أفراد جدد من إدارته، وسيجد نفسه وحيدا في البيت الابيض بلا أدوات للتأثير، سيكون رئيسيا في النهاية بلا أسنان وصلاحيات وبلا حلفاء.

لقد أضعف ترامب الولايات المتحدة، وهذا واضح كل الوضوح في أزمة الخليج الأخيرة وحصار قطر(التي استعانت بالقاعدة التركية) كما يزداد الضعف الأمريكي وضوحا في أزمة كوريا والعلاقة مع الصين ومع أوروبا ومؤتمر البيئة وقضايا الهجرة للولايات المتحدة، ويتضح إضعاف ترامب للولايات المتحدة في تعامل ترامب مع أنصاره كما ومع نقاده بنفس الوقت.

إن إحياء اميركا البيضاء المتواجهة مع الأقليات والمائلة للسلوك العنصري ستفشل فشلا ذريعا، لكنها بنفس الوقت ستدفع بأمريكا المؤسسات الرسمية والديمقراطية كما والشعب بتنوعه وحيوية مجتمعه لإعادة اكتشاف القيم التي جعلت من الولايات المتحدة دولة التعددية والحريات.

* شفيق ناظم الغبرا - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الخوف العنصرية الرأي العام العالمي والأميركي وزير خارجية أميركي الاستقالات وتخلي الأنصار الهوية رهاب الأقليات جدار الحدود المكسيكية معاداة المسلمين قوى النفوذ الاقتصادية التفاوت الطبقي النازيون الجدد