خلل فني وحيلة وراء السماح للإيرانيات بحضور مباراة بلادهم مع سوريا

الأربعاء 6 سبتمبر 2017 10:09 ص

لطالما يتم منع السيدات الإيرانيات من حضور مباريات كرة القدم، وجاء آخرها منعهن من حضور مباراة إيران وسوريا، التي أقيمت في طهران الثلاثاء، بينما سُمح للمشجعات السوريات بالمشاركة، وهو ما أثار جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران.

وذكرت ناشطات عبر «تويتر»، حاولن دخول ملعب آزادي بطهران، أن الشرطة التي منعتهن من الدخول طلبت منهن حمل العلم السوري ليظهرن على أنهن سوريات ويتمكنن من الدخول.

وأضافت الناشطات أن بعض المشجعات الإيرانيات استطعن الدخول بالفعل بعد قبولهن حمل العلم السوري وصورة لرئيس النظام السوري «بشار الأسد»، بينما رفضت أخريات تلك الحيلة معتبرات ذلك «خيانة لإيران»، على حد تعبيرهن.

وظهرت فتاة سورية على مدرجات الملعب من دون ارتداء غطاء الرأس، فيما تفرض طهران الحجاب على المرأة في البلاد سواء كانت إيرانية أم أجنبية.

وكتب أحد المتابعين في تغريدة عبر «تويتر»: «بما أن القانون يفرض الحجاب في إيران وحضور النساء في الملاعب غير قانوني فإن دخول النساء السوريات إلى الملعب ومن دون حجاب يشكل انتهاكًا للسيادة الوطنية وعنصرية ضد المرأة الإيرانية».

فيما قال ناشط آخر: «السوريات داخل الملعب بينما بقيت الإيرانيات خارجه، نحن ضيوف في وطننا».

وفي سابقة من نوعها أعرب المعلق الرياضي على المباراة «بیمان یوسفي»، وعبر التلفزيون الإيراني الذي يسيطر عليه المتشددون الموالون للدولة، عن «أسفه لعدم تمكن المرأة في إيران من دخول الملاعب وتشجيع الفريق الوطني»، وقال: «أرى فتيات سوريات في الملعب وآمل أن تتمكن النساء الإيرانيات من الحضور أيضًا».

هذا ويمنع القانون الإيراني المرأة من دخول الملاعب، وتبرر السلطات ذلك بأن أجواء الملاعب غير مناسبة للنساء وسط حضور الشباب واحتمال استخدامهم تعابير سيئة أخلاقيًا أثناء التشجيع، لكن مع كل مباراة تحاول العديد من النساء الدخول متنكرات بزي رجال.

 

خلل فني

على الناحية الأخرى، من حيث الحجز المسبق للمباراة، فقد اعتقدت مشجعات كرة القدم الإيرانيات، لفترة وجيزة أنه قد سُمح لهن بحضور مباريات كرة القدم، لكن سرعان ما تبددت آمالهن عندما قالت السلطات إن تذاكرهن بيعت عن طريق الخطأ.

وتمنع إيران السيدات من حضور مباريات كرة القدم، وغيرها من الرياضات الأخرى مثل المصارعة، منذ الثورة الإسلامية التي شهدتها البلاد عام 1979، ويقول مسؤولون إنه يجب حماية النساء من الأجواء المبتذلة.

لكن عندما طُرحت تذاكر مباراة المنتخب الإيراني، في مباراة بأهمية التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، شعر كثيرون بالصدمة عندما رآوا خيارًا يتيح للسيدات شراء تذاكر المباريات.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن آخرين عبروا عن دهشتهم وسعادتهم على موقع تويتر، وانتشر وسم باللغة الفارسية يعني «#لدي_تذكرة».

وقالت «عريفة إلياسي» لصحيفة «شهروند» الإصلاحية: «كنت متحمسة للغاية، فقد كان ذلك شيئًا لا يصدق».

وقالت سيدة أخرى تدعى «زهراء جعفر زاده» إنها اشترت تذكرة بالفعل، رغم أنها لا تحب كرة القدم في حقيقة الأمر. وقالت للصحيفة: «شعرت بأنني إذا لم أشتر التذكرة، فإن حدثًا كبيرًا سوف يفوتني».

لكن سرعان ما أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم أن ما حدث كان «خطأ».

وأصدر الاتحاد بيانا قال فيه: «لا توجد خطة للسماح بحضور السيدات في ملعب آزادي في مباراة إيران أمام سوريا»، وألقى باللوم على «خلل فني».

وقال الاتحاد إن التذاكر التي بيعت للسيدات سوف تُلغى ويُسترد ثمنها.

وقالت «إلياسي»: «ربما كنا نعلم أنه لن يسمح لنا بدخول ملعب المباراة رغم شراء التذاكر، لكننا كنا نريد أن يسمع المسؤولون صوتنا».

وكانت إيران من أوائل المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وتستعد للاحتفال بهذا التأهل بعد مباراة سوريا.

 

  كلمات مفتاحية

إيران المرأة إيرانيات نساء كرة قدم تشجيع مباراة كأس العالم تصفيات سوريا طهران حجاب

إيرانيات ينتقدن تفتيشهن بطريقة «منافية للحياء» في مطار طهران

لأول مرة منذ 43 عاما.. إيرانيات يشاهدن مباراة محلية من المدرجات