الملك عبدالله يعد كيري بالمساعدة في جهود توحيد الفصائل السياسية العراقية

السبت 28 يونيو 2014 01:06 ص

ميكل جوردون، نيويورك تايمز 27/6/2014 - ترجمة: الخليج الجديد

قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية أن الملك «عبد الله» عاهل السعودية أكد يوم الجمعة للمسؤولين الأمريكيين بأنه سيستخدم نفوذه مع زعماء السنة في العراق في المحاولة لتسريع تشكيل حكومة متعددة الطوائف هناك.  

ويعد تأكيد الملك تحولا في موقف النظام الملكي السني وهو التأكيد الذي نقله لوزير الخارجية «جون كيري» في الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات ونصف.

كان السعوديون مترددين في دعم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة إلى أن اتضح لهم أن رئيس الوزراء «نوري المالكي» لن يتولى رئاسة الحكومة لفترة ولاية ثالثة.  

الوضع الأمني ​​المتدهور في العراق، والذي جعل متشددي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام قاب قوسين أو أدنى من الحدود السعودية غرب العراق، أدى على ما يبدو إلى تغيير في الحسابات السعودية.   

ويبدو أن السعوديين أيضا يعتقدون أن قدرة السيد «المالكي» على تأمين فترة ولاية ثالثة باتت في خطر وأن أفضل وسيلة لمنعه هي تشجيع الأحزاب السنية للانضمام للأحزاب الكردية وخصوم السيد «المالكي» الشيعة في دعم بديل له.  

وقال مسؤول في وزارة الخارجية «كل من كيري والملك يعتقدون أن التحديات الأمنية التي يواجهها العراق تتطلب تشكيل حكومة جديدة»، في إشارة الى عملية تشكيل الحكومة الجارية في بغداد.  

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته في إطار بروتوكول وزارة الخارجية: «وهما يشتركان في الرأي القائل بأن جميع الطوائف العراقية ينبغي أن تشارك على نحو عاجل في العملية السياسية لتمكينها من المضي قدما، وأن كلا من الوزير والملك عبد الله سينقلان تلك الرسالة مباشرة في محادثاتهما مع القادة العراقيين».

ومن المقرر أن تبدأ عملية تشكيل حكومة جديدة يوم الثلاثاء في البرلمان العراقي. وللحفاظ على مسار العملية السياسية، يرغب المسؤولون الأميركيون في أن يستقر أهل السنة على اختيارهم لرئيس البرلمان بحلول ذلك الوقت. لبعض الوقت، وفي تفاهم غير رسمي، كان رئيس الوزراء من الشيعة العرب والرئيس كردي ورئيس البرلمان من العرب السنة.  

وأكد السيد «كيري» في لقائه مع الملك أن آية الله العظمى «علي السيستاني»، رجل الدين الشيعي العراقي الأعلى، حث على اختيار رئيس وزراء شيعي بحلول ذلك الوقت.  

ويرجع ازدراء السعوديين للسيد «المالكي» إلى فترة طويلة.   

قال الملك «عبد الله» في وقت سابق لـ«جون برينان»، مدير وكالة المخابرات المركزية الذي كان آنذاك مدير «أوباما» لمكافحة الإرهاب في لقاء في مارس 2009، «أنا لا أثق بهذا الرجل»، وفقا لبرقية سرية تم كشفها علنا من قبل ويكيليكس، واضاف «إنه عميل إيراني».

وكان لقاء السيد «كيري» مع الملك «عبد الله» هو الأول من نوعه حول الأزمة العراق، والذي عقد في قصر مزخرف يبرز خريطة رخامية للعالم وبها البلدان الإسلامية ملونة باللون الأخضر.  

وجاء ذلك عقب اجتماع يوم الخميس في باريس حيث كانت هناك مؤشرات على وجود تحول في الموقف السعودي بشأن العراق.  

وخلال الاجتماع الذي عقد في السعودية، ناقش الملك التدابير الأمنية التي تتخذها المملكة للتعامل مع التهديد المحتمل من داعش في العراق المجاور. وأشار «كيري» أيضا إلى الموافقة على البيان الصادر عن مسؤول سعودي في وقت سابق من هذا الاسبوع والذي أعلن فيه أن المملكة ستزيد إنتاجها من النفط لتعويض أي تعطل للامدادات من العراق.  

وقد التقى أيضا السيد «كيري» بشكل منفصل مع «أحمد الجربا»، رئيس ائتلاف المعارضة السورية المعتدلة.  

وجاء هذا الاجتماع بعد يوم من إعلان البيت الابيض بأنه يسعى للحصول على 500 مليون دولار من الكونغرس لكي يتمكن البنتاغون من تدريب وتسليح «عناصر يتم فحصها» من المعارضة السورية. «الجربا» وهو من قبيلة شمر، التي لها فروع في المملكة العربية السعودية والعراق، يحظى بدعم قوي من السعوديين، وقد وصفه السيد «كيري» باعتباره القائد الذي يمكن أن يساعد الولايات المتحدة في مكافحة متشددي داعش، والذين قد يكون قادرًا أيضا على لعب دور في التأثير على السياسة السنية في العراق.  

وقال «كيري»: «الجربا يمثل القبيلة التي يمكن أن تتواصل بصورة سليمة في العراق، فهو يعرف الناس هناك».

قبل مغادرة «كيري» للمملكة العربية السعودية اتصل بـ«مسعود بارزاني»، رئيس المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي. وكان السيد «كيري» قد التقى بالسيد «بارزاني» في أربيل يوم الثلاثاء وحث الأكراد على تنحية أحلامهم بدولة مستقلة جانبا والانضمام إلى عملية تشكيل الحكومة في العراق. 

  كلمات مفتاحية

اتفاق أمريكا وروسيا على تبادل المعلومات عن الدولة الإسلامية كعدو مشترك