تمكنت «بيبيانا شتاينهاوس»، من دخول التاريخ، باعتبارها أول امرأة، تتولى تحكيم مباراة في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، بعد أن أدارت لقاء فريق «هيرتا برلين» وضيفه «فيردر بريمن» الذي انتهى بنتيجة (1-1)، الأحد.

وأحرز المهاجم الأسترالي، «ماثيو ليكي»، هدف السبق لأصحاب الأرض، عند الدقيقة 38، من زمن الشوط الأول. وأدرك لاعب خط الوسط الأمريكي، «توماس ديلاني»، التعادل لفريق بريمن، بحلول الدقيقة 59، من عمر المباراة، التي جرت ضمن منافسات المرحلة الثالثة من الدوري.

ورفع «هيرتا برلين» رصيده، بعد هذا التعادل، إلى 4 نقاط، ويحتل المركز التاسع، بينما حصد «فيردر بريمن» باكورة نقاطه، في الموسم الجديد، ويشغل المركز السادس عشر على سلم ترتيب الـ«بوندسليغا».

ولم تشهر «بيبيانا شتاينهاوس» أي بطاقة حمراء أو حتى صفراء في وجه رجال الفريقين، وخلت المواجهة لحسن حظها من أي وقائع أو لقطات مثيرة للجدل.

والتحقت «بيبيانا شتاينهاوس» البالغة من العُمر 38 عامًا، التي تعمل في الشرطة، بالاتحاد الألماني للعمل في التحكيم، منذ العام 1999، وأدارت 80 مباراة لفرق من الدرجة الثانية منذ العام 2007.

وكان قد تم الإعلان عن ترقية «بيبيانا شتاينهاوس» إلى المجموعة التي تضم 24 حكمًا يديرون مباريات البوندسليغا في شهر مايو/آيار الماضي، بعد 10 أعوام من بدئها عملها في الدرجة الثانية.

وأعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم يوم الخميس الماضي عن تكليفها بالمباراة التي جرت الأحد، وسبق لـ«بيبيانا» قيادة مباراة أحد طرفيها ناد من الدرجة الأولى، عندما قادت هذا الموسم مباراة الكأس بين «بايرن ميونيخ» و«كيمنتز».

ولم يأت اختيار الشرطية الألمانية، وهي من مدينة هانوفر، من قبيل الصدفة، إذ إن أداءها أقنع المسؤولين، حيث حصلت 6 مرات على لقب «حكمة العام».

أما على الصعيد النسائي، فقادت مباراة الميدالية الذهبية بين اليابان والولايات المتحدة في أولمبياد لندن 2012، وأدارت مباريات نهائية في كأس العالم ودوري أبطال أوروبا.

وعما دفعها لأن تسلك هذا المجال الرياضي، قالت عام 2007 لموقع الفيفا، إنه يمكن القول إنها وُلدت وفي فمها صفارة، إذ كان والدها حكماً، وكان لا يزال في ذلك العام يحكم مباريات محلية، مشيرة إلى أنها كانت تلعب كرة القدم أيضًاً في مركز الظهير الأيسر لكنها لم تكن جيدة بما فيه الكفاية فحولت اهتمامها إلى التحكيم.

وكانت قد بينت في تصريحات لموقع اتحاد كرة القدم الألماني عندما تمت ترقيتها، بأنها ذُهلت عندما أخبرها رئيس الحكام الألمان بالأمر، وكانت مشاعرها مزيجًا من «عدم التصديق والسعادة والمتعة والارتياح والفضول».

واحتفى نادي «هيرتا برلين» بشدة بالحكمة «شتاينهاوس»، وعرض 250 تذكرة للبيع بسعر مخفض للنساء اللواتي يرغبن بحضور المباراة.

وعرض النادي تخفيضاً قدره 50% من قيمة كل تذكرة من الـ 250 التي عرضها. وقال النادي في بيان له نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية إن «هيرتا برلين يريد عبر تذاكر بيبيانا شتاينهاوس التعبير عن تقديره لهذه اللحظة التاريخية، المتمثلة بقيادة سيدة لأول مباراة في البوندسليغا».

وأشاد رئيس الحكام الألمان «لوتز ميشائيل فروليش»، في تصريح لموقع «بيلد»، بأدائها في مباراة الأحد، وقال إنها كانت متوترة في البداية، الأمر الذي يعد طبيعيًا، لكنها اتخذت كل القرارات الكبيرة والمهمة في المباراة بشكل صحيح، وكان ظهورها الأول جيدًا، ولا يسعه سوى تهنئتها. 

وأكدت «شتاينهاوس» في مؤتمر صحفي بعد المباراة أنها تشعر بالارتياح لانقضاء الأمر، وتتطلع لعودة الأمور إلى طبيعتها، معبرة عن امتنانها لهذه البداية التي شهدت لعبًا نظيفًا، ما جعلها تستمتع به رفقة فريقها.

وعلى الرغم من أنها كانت تشارك في مباريات الـ«بوندسليغا» كحكمة رابعة (مراقبة خارج أرض الملعب) فإنها كانت محط الأنظار دومًا، وأصبحت لعدة مرات حديث الصحافة والجماهير في ألمانيا وحول العالم عبر مشاهد طريفة ومثيرة للجدل، وأخرى صادمة.

ولعل أشهر المواقف التي حدثت معها تلك التي جرت في الدرجة الثانية، عندما لمس لاعب «هيرتا برلين» دون قصد صدرها في العام 2010، وبدت في الفيديو الذي انتشر غير مصدقة ما فعله، قبل أن تدرك أنه لم يقصد فعل ذلك، وابتسمت، فيما كان يعتذر منها.