«عشقي» ينفي زيارة «بن سلمان» لـ(إسرائيل)

الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 05:09 ص

نفى لواء سعودي متقاعد له صلات بأجهزة ومراكز استطلاع إسرائيلية، الأنباء التي ترددت عن زيارة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، إلى (إسرائيل) الأسبوع الماضي.

ونقل تليفزيون «روسيا اليوم»، عن اللواء «أنور عشقي» رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» في جدة، قوله إن هذه الأنباء عارية تماما عن الصحة.

وأضاف «عشقي»، الذي سبق له زيارة (إسرائيل) ومعروف أنه منسق التطبيق السعودي الإسرائيلي:  «ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يزر (إسرائيل)»، وتابع: «كما أنني لم أغادر إلى أي مكان، وهذه الأنباء عارية عن الصحة تماما».

وقبل أيام، تداولت صحيفتان عبريتان تقارير تشير إلى أن «بن سلمان» زار دولة الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي، والتقى رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو».

وقال المعلق السياسي في صحيفة «ميكور ريشون» الإسرائيلية «أرئيل كهانا»، الأحد، إنّ وفداً أمنيا كبيراً ضمن شخصيات أمنية واستخبارية رافق «بن سلمان» في زيارته لـ(تل أبيب)، كان بينه الجنرال «عشقي».

تطبيع مرتقب

والأسبوع الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، عن وجود علاقات «غير مسبوقة» بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بـ«الأمر الهائل».

وقال عبر حسابه على «تويتر»: «ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل».

وأضاف في تغريدة أخرى: «هذا التغيير الهائل يجري رغم أن الفلسطينيين لم يغيروا بعد، للأسف، شروط التوصل إلى تسوية التي تعتبر غير مقبولة بالنسبة لجزء كبير من الشعب».

وتابع: «هذا التغيير يحدث بسبب الدمج بين قوتنا الاقتصادية-تكنولوجية وقوتنا العسكرية-استخباراتية الذي يؤدي إلى تعزيز قوتنا السياسية».

وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين (إسرائيل) وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، أن (إسرائيل) والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في (تل أبيب).

وشهدت الفترة الأخيرة، تقارباً اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.

كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.

ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت (تل أبيب) مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.

ويشير مراقبون إلى أن الموقف السعودي تجاه أزمة الأقصى، قبل شهرين، يمكن تفسيره على أنه من متممات السير نحو التطبيع، وهو يرتبط أيضا بمسألة حصار قطر التي جاءت مباشرة بعد زيارة «ترامب» للرياض، حيث تمثل ملامح مرحلة جديدة تريد المملكة أن تقود المنطقة إليها بمشاركة إسرائيلية.

في الوقت الذي اعتبر فيه المراقبون أن تداول الإعلام السعودي لتدخل الملك «سلمان بن عبد العزيز» لحل أزمة الأقصى، ربما يدل على أن مكانة السعودية لدى الاحتلال باتت أكبر، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع (إسرائيل).

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نشرت في مايو/آيار الماضي، أن الرياض أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قبل زيارته الشهيرة، استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع (إسرائيل) دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2002.

وبعيد زيارته للسعودية، أكد «ترامب» أن خطوات كبيرة تحققت في مسار السلام بالشرق الأوسط، وأن مفاجأة كبيرة ستحصل.

ووفق محللين، تأتي الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة من ولي العهد «محمد بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع الاحتلال.

وأوضحت تقارير صحفية، أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع (تل أبيب)، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.

ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أنور عشقي محمد بن سلمان التطبيع مع إسرائيل السعودية