تفاصيل «خناقة» قطر ودول الحصار خلال الوزاري العربي

الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 05:09 ص

طغت الأزمة الخليجية على الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، الثلاثاء، وتبادل الوفد القطري التراشق بالألفاظ والاتهامات مع وفود السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

وقطعت الدول الأربع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر منذ يونيو/حزيران، واتهمتها «بتمويل الإرهاب»؛ الأمر الذي نفته الدوحة بشدة.

بدأ التراشق، حسب متابعة «الخليج الجديد»، عقب تطرق كلمتي وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية «أنور قرقاش»، وسفير المملكة السعودي لدى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية «أحمد قطان» إلى الأزمة الخليجية.

وتضمنت الكلمتين تأكيدات على أن مطالب دول الحصار الأربع من قطر  هي «مطالب سيادية لا نقاش فيها»، ومطالبة الدوحة بعدم الاستمرار فيما وصفوه بـ«سياستها الداعمة للإرهاب والتطرف، والتحالف مع إيران والتدخل في شؤون الدول».

الرد القطري

الأمر الذي عقّب عليه وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، «سلطان المريخي»، واصفا مطالب دول المقاطعة ضد قطر بأنها «غير مشروعة ولا تستند إلى حقائق، وإنما إلى فبركات، وأنها ضد القانون الدولي وحقوق الإنسان».

وأضاف «المريخي» أن «تلك المطالب تمثل مساسا بسيادة الدول وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية»، كما كرر وصف الأزمة بـ«الحصار الجائر».

وتابع: «الدول الأربع بدأت في محاولات لانتزاع الشرعية، وأنها غيرت الموقف من دعم الإرهاب إلى تغيير النظام، وحتى أنهم دعوا أحد رجال الأسرة الحاكمة (لم يذكره غير أنه يشير على ما يبدو إلى (عبدالله بن علي آل ثاني) لتجهيزه لحكم قطر». 

وفيما يتعلق بإيران، قال: «تتهمنا (دول الحصار) بعلاقات مع إيران. أقسم بالله إيران حقيقة أثبتت أنها دولة شريفة. إيران ما أجبرتنا إن إحنا نفتح سفارة هناك ونسكر (نغلق) سفارة».

وأضاف: «إحنا تعاطفنا مع السعودية، وسحبنا سفيرنا من هناك تضامنا مع السعودية، ورجعنا لإيران من اللي شفناه منكم حقيقة أنتو كدول».

وكان يشير إلى سحب السفير القطري من إيران بعد اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد (شمال شرقي إيران) في يناير/كانون الثاني 2016 بعد إعدام المملكة رجل دين شيعي بارز.

وأعلنت الدوحة في 23 أغسطس/آب الماضي عودة سفيرها إلى طهران و«عبرت عن تطلعها لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كافة المجالات».

الرد المصري

وعقب انتهاء الوزير القطري من إلقاء كلمته، طلب رئيس وفد السعودية، «أحمد قطان»، من رئيس الجلسة وزير خارجية جيبوتي، «محمود يوسف»، الرد إلا أن الأخير طلب إنهاء الجلسة الافتتاحية، وترك الردود للجلسة المغلقة.

والتقط طرف الحديث وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، مؤكدا ضرورة إتاحة الفرصة للرد في الجلسة المفتوحة خاصة أن رئيس الوفد القطري تحدث في جلسة مفتوحة، ولم تكن كلمته مجدولة ضمن قوائم المتحدثين.

ووصف «شكري» ما ورد في كلمة الوزير القطري بـ«المتدنية التي لا تليق في التحدث مع دول لها تاريخ في الحضارة الإنسانية».

وقال: «نعلم جميعا التاريخ القطري في دعم الإرهاب وما تم توفيره لعناصر متطرفة وأموال في سوريا واليمن وليبيا وفي مصر وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر»، وفق ادعاءاته.

وأضاف: «سنستمر في الحفاظ على مصالحنا والدفاع عن مواطنينا واتخاذ كل الإجراءات التي تكفلها لنا القوانين الدولية والسيادة التي نتمتع بها».

الرد السعودي

قبل أن يتحدث «قطان»، قائلا: «أقسم ألا أغادر مكاني حتى أرد على هذا التزييف (يقصد كلمة الوزير القطري)»، ومن ثم استقر الرأي في النهاية على استمرار فتح الجلسة للرد.

وفي رده، قال «قطان» إن قطر ستندم على علاقاتها بإيران، وكرر اتهامات بلاده لطهران بالتآمر على دول الخليج.

وأضاف أن المتحدث القطري يقول إن «إيران دولة شريفة، والله هذه أضحوكة! إيران التي تتآمر على دول الخليج، ولها شبكات جاسوسية في البحرين والكويت، وتحرق سفارة السعودية، أصبحت دولة شريفة. هذا هو المنهج القطري التي دأبت عليه».

وأضاف: «نحن قادرون على التصدي لكل من يتعرض لنا، وهنيئا لكم بإيران، وقريبا ستندمون».

وفيما يتعلق باتهام «الرميحي» السعودية بالتخطيط لتغيير النظام في قطر، قال «قطان»: «عيب أن يُقال مثل هذا الأمر؛ فالمملكة السعودية لن تلجأ لمثل هذا الأسلوب الرخيص، ونحن لا نريد تغيير نظام الحكم، ولكن عليكم أن تعوا أيضا أن المملكة قادرة على أن تفعل أي شيء تريده إن شاء الله».

وزار «عبدالله بن علي آل ثاني»، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، السعودية قبل موسم الحج، وطلب من الملك «سلمان بن عبدالعزيز» السماح للحجاج القطريين بأداء فريضة الحج؛ وهو ما استجاب له الأخير، حيث فتحت المملكة حدودها البرية لاستقبال حجاج قطر.

وإثر ذلك، سلطت وسائل الإعلام السعودية الرسمية بشكل مبالغ فيه الأضواء على الشيخ القطري، وركزت على «إنجازات» 3 من أسرته أثناء حكمها قطر، ووصفته بأنه «الحاكم الشرعي لقطر»، لتثير مصادر عدة تكهنات بأن الرجل كان جزءا من مخطط جرى إفشاله في بدايات الأزمة الخليجية، للإطاحة بأمير قطر.

كان «الخليج الجديد» حصل على تفاصيل هجوم عسكري على قطر خططت له السعودية والإمارات، لكن إعلان تركيا نشر قوات لها في الدوحة عرقل تنفيذ المخطط؛ ما أثار غضبا سعوديا إماراتيا ضد تركيا.

تراشق بالألفاظ قطري سعودي

واحتدم التلاسن بين «قطان» و«المريخي» خلال الاجتماع ووصل إلى حد التراشق بالألفاظ.

وقال «المريخي»: «الأخ أحمد قطان نبرته فيها تهديد ما اعتقد أنه على قد هذه المسؤولية».

 ليقاطعه المندوب السعودي قائلا: «لا أنا قدها وقدود». ورد الوزير القطري: «أما أتكلم أنت تسكت»، وتبعه «قطان»: «لا أنت اللي تسكت».

البحرين والإمارات على الخط

وخلال الاجتماع ذاته، دخلت البحرين والإمارات دخلت على خط كيل الاتهامات لقطر.

إذ اعتبر وزير الدولة  للشؤون الخارجية الإماراتية، «أنور قرقاش»، أن قطر تعتمد «تكرار المظلومية»، التي قال إنها «ادعاءات لا يمكن أن تمحي الحقيقة».

بينما ادعى وكيل وزارة الخارجية البحرينية، «وحيد مبارك سيار»، أن لدى بلاده: «وثائق ومكالمات على أعلى المستويات في قطر، بدعم قلب نظام الحكم في مملكة البحرين، وتقديم كل ما يسيء للقيادة البحرينية».

واتهم «سيار» قناة «الجزيرة» القطرية بأنها «أعدت 600 تقرير وخبر كاذب وأفلام تحضيرية مفبركة، وترجمتها إلى ثماني لغات عن البحرين».

وتعصف بالخليج أزمة بدأت في 5 يونيو/حزيران الماضي، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة. 

وتقول قطر إنها تواجه حملة «افتراءات» و«أكاذيب» تهدف إلى فرض «الوصاية» على قرارها الوطني.

وتتوسط الكويت لإنهاء الأزمة منذ بدايتها لكن دون جدوى، وعرض الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» استعداده للتدخل والوساطة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية قطر العلاقات القطرية السعودية الأزمة الخليجية وزراء الخارجية العرب جامعة الدول العربية