أعلنت «سعيدة قراش»، مستشارة رئيس جمهورية تونس، الخميس، إلغاء منشور 1973 فيما يتعلق بزواج التونسية من أجنبي وكذلك إلغاء كل النصوص المتعلقة به.

وقالت «قراش» في تدوينة نشرتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أعلنت فيها نبأ إلغاء منشور 1973، متوجهة بالتهاني إلى نساء تونس.

ويعني إلغاء منشور 1973 وكل النصوص المتعلقة به، السماح للمرأة التونسية بالزواج من غير المسلم، حيث أن المنشور الصادر عن وزير العدل والمؤرخ في 5 نوفمبر 1973 يمنع ضباط الحالة المدنية وعدول الإشهاد من إبرام عقود زواج مسلمات بغير المسلمين معتبرا ذلك إجراء غير قانوني.

يشار إلى أن نبأ إلغاء منشور 1973 لقي ترحيبا من الكاتب الصحفي التونسي «هادي يحمد»، الذي علق عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» واصفًا تلك الخطوة بأنها «إلقاء حجرة أخرى في البركة الراكدة منذ قرون».

فقال في تدوينته «إلغاء المنشور 73 الذي كان يمنع التونسية من الزواج بأجنبي هو إلقاء حجرة أخرى في البركة الراكدة منذ قرون. رباه أكثر علينا من هذه الحجارة حتى ننساب مع نهر التاريخ الذي لا غالب له».

وأضاف «اليوم سي السيد لم يعد يحتكر حرية الاختيار والزواج بأجنبية ، سويدية أو أمريكية أو إسبانية أو هندية من السيخ. اليوم المرأة التونسية وطبق قيمة المساواة الإنسانية أصبح لها الاختيار في أن تتزوج الرجل الذي تحب أمريكيا كان أو كوريا شماليا، مسلما كان أم لادينيا أم بوذيا.. المرأة التونسية تعطى اليوم في بلادي صفة اخرى من صفات المواطنة.. مبروك للمرأة التونسية، العالم ينظر إليكن والينا باحترام».

والشهر الماضي، قدم الرئيس التونسي خلال خطابه بمناسبة العيد الوطني الـ61 للمرأة التونسية، مبادرة لمساواة الرجل والمرأة في المجالات كافة، بما فيها الإرث.

كما طالب بتغيير مرسوم إداري صادر في عهد الرئيس الراحل «الحبيب بورقيبة» (1957 ـ 1987) يمنع زواج التونسية بأجنبي قبل إشهار إسلامه.

وأثار الخطاب جدلا مجتمعيا واسعا في صفوف الأحزاب، ومختلف الأطياف السياسية بالبلاد وخارجها، وامتد إلى منصات التواصل الاجتماعي.

فيما أعلنت دار الإفتاء التونسية تأييدها مقترحات «السبسي»، وقالت إنها «تدعم مكانة المرأة، وتضمن مبدأ المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات التي نادى بها الدين الإسلامي».

وامتد الجدل إلى خارج تونس، إذ قال وكيل الأزهر الشريف في مصر «عباس شومان»، إن «المواريث مقسمة بآيات قطعية الدلالة لا تحتمل الاجتهاد، ولا تتغير بتغير الأحوال والزمان والمكان». وأضاف: «هي (المواريث) من الموضوعات القليلة التي وردت في كتاب الله مفصلة لا مجملة».

في حين رحبت جمعيات مهتمة بحقوق المرأة (خارج تونس) بالمبادرة، واعتبرتها خطوة في «الاتجاه الصحيح».