«العتيبة» لـ«بن زايد»: استخدم فزاعة إيران لتبرير تدخلنا في اليمن

الخميس 14 سبتمبر 2017 09:09 ص

نشرت شبكة «مرسال قطر» الإخبارية تسريب لمراسلات بين سفير الإمارات لدى واشنطن «يوسف العتيبة» وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» بتاريخ 22 سبتمبر 2015 حول تدخل الإمارات في حرب اليمن.

وقال «العتيبة» لولي عهد أبوظبي في مراسلاته إن «ضغوطات الإعلام حول الانتهاكات الإنسانية في اليمن بات أمر لا يمكننا الدفاع عن أنفسنا ضده»، مضيفا أنه «بحسب الخبراء العسكريين ومختصي الأمن القومي فإنه ينظر لنا باعتبارنا مذنبين لاتباعنا سياسات السعودية في اليمن».

وطالب «العتيبة»، «بن زايد» بـ«استخدم فزاعة إيران وتدخلها في اليمن ونشر ذلك في الإعلام لتبرير تدخل الإمارات في اليمن».

ولفت إلى أن «نبرة الولايات المتحدة تعكس خيبة أمل من الأخطاء الإنسانية التي ارتكبناها باليمن».

وكشفت مراسلات إلكترونية مسربة للسفير الإماراتي لدى واشنطن «يوسف العتيبة» أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» أعرب لمسؤوليْن أمريكييْن عن رغبته في إنهاء الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وبأنه لا مانع لديه في أن تتواصل الولايات المتحدة بشكل مباشر مع إيران.

كما كشفت تسريبات بريد «العتيبة»، اعترافه باستهداف التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية وتشارك به الإمارات في اليمن، لمواقع مدنيين، وأن مثل هذه الهجمات باتت تسيء إلى صورة بلاده في أمريكا.

وأبدى في الرسالة التي أرسلها «العتيبة» إلى مسؤولين في بلاده، قلقه من استمرار استهداف المدنيين في اليمن وتداعياتها على العلاقة مع واشنطن، ووصفها بالكابوس.

ففي خريف عام 2015، أرسل العتيبة رسالة إلكترونية إلى مجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى في حكومته، قال فيها إن الحرب في اليمن، أصبحت «كابوسًا» لصورة بلاده وعلاقاتها العامة.

وفي حين أشار «العتيبة» في رسالته، إلى أن الإدارة الأمريكية برئاسة «باراك أوباما»، آنذاك، ما زالت تبدي دعمها على مضض، لفت إلى أن الحملة العسكرية الجارية بقيادة السعودية في اليمن، تضر بسمعة الولايات المتحدة، وبالتالي تضع بلده، المشارك الفاعل والمتحمس في الحرب، في موقف حرج.

المذكرة التي توثق مخاوف العتيبة، أُرسلت في أيلول/ سبتمبر 2015، إلى مجموعة واسعة من صناع القرار في الإمارات. وقد تم إرسالها بالبريد الإلكتروني إلى الأمين العام المساعد لمجلس الأمن القومي الأعلى، «علي الشامس»ي، ووكيل ولي العهد، «محمد مبارك المزروعي»، و«سيد بصر شويب»، وهو مسؤول تنفيذي في شركة «بال».

وكشفت التسريبات أن العتيبة مرر الرسالة الإلكترونية أيضًا إلى «خلدون المبارك»، وهو مسؤول بارز في الإمارات، ومقرب من ولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد»، وأبلغه بأنه أرسل المذكرة نفسها إلى «ط ب ز، ع ب ز، والدكتور أنور»، في إشارة إلى وزير خارجية الإمارات للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، «عبد الله بن زايد آل نهيان»، و«طحنون بن زايد»، وهو مصرفي إماراتي رفيع المستوى؛ ووزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور محمد قرقاش».

وأبدى «العتيبة»، في المذكرة، مخاوف صارمة بشأن الحرب في اليمن، والوضع السياسي يترتب على تداعياتها.

وكتب العتيبة في الرسالة «في سلسلة من المحادثات الطويلة مع المسؤولين في البيت الأبيض، أصبح من الواضح أن الخسائر البشرية والأضرار الجانبية التي تحدث في اليمن، تحشر الإدارة في زاوية سياسية».

وأقر «العتيبة» صراحة بأن «زيادة استهداف المواقع المدنية (في اليمن)، مع الافتقار إلى الدعم الإنساني، باتت تترجم إلى عوائق مع واشنطن».

ولم يعترف «العتيبة» علنًا في السابق، بمستوى المعاناة الإنسانية التي تسببها الحرب السعودية - الإماراتية بحق الشعب اليمني.

  كلمات مفتاحية

تسريبات العتيبة محمد بن زايد يوسف العتيبة التدخل الإماراتي في اليمن