بالتوازي مع حملة الاعتقالات.. الإعلام السعودي يروج لرواية السلطة

الجمعة 15 سبتمبر 2017 07:09 ص

فيما يبدو أنها إشارة لحملة الاعتقالات التي تشنها المملكة على الدعاة والمفكرين، زعمت وسائل إعلام سعودية أن رئاسة «أمن الدولة» تمكنت خلال الفترة الماضية من رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية، ضد ما وصفته بأمن المملكة ومصالحها، ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي، بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية، على حد زعمها.

وادعت صحيفة «المدينة» السعودية أن الأشخاص الذين تم ضبطهم بتهمة التجسس ينتمون لأكثر من تيار، وأنهم «تلقوا حوالات مالية خارجية كبيرة أدت إلى تضخم أرصدتهم وحصولهم على عقارات وسيارات فارهة، وبعض الحوالات وردت لبعضهم من قطر تحت بنود: داعية أو إعلامي أو اقتصادي، كدعم لهم للقيام بحملات تحريض في الداخل وتسييس القضايا الأمنية والاقتصادية ومناصرة المقبوض عليهم في الاعتصامات وقضايا الإرهاب».

واستطردت الصحيفة في ادعاءاتها قائلة: «ثبت تأسيس آلاف الحسابات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية لتشويه المنجزات وتجييش المجتمع وبث تقارير مضللة تُنفر الناس من أي قرار إصلاحي يتم اتخاذه لخلق أكبر قدر ممكن من السخط والاحتقان داخل المملكة بمواضيع اقتصادية واجتماعية وسياسية، إلى جانب سعيهم لتشكيل خلايا في الداخل للعمل على تنفيذ مخططات المارقين المقيمين في لندن وواشنطن وكندا، بحيث يوفر كل منهم للآخر المال والدعم ومستوى معينا من الأدوار بشكل منظم».

واستكمالا لمزاعمها، قالت الصحيفة أن «بعض المتهمين شاركوا في فعاليات مؤتمر (النهضة) بقطر لإعداد قادة الثورات، واستغل البعض الآخر منهم اعتصام الإرهابيات في بريدة قبل سنوات وقالوا إن الدولة تنتهك حرمات النساء حتى ظهرت الحقيقة وعرف الناس أن أولئك النساء باعترافهن يعتنقن فكر داعش والقاعدة».

وتشن السلطات السعودية، منذ عدة أيام، حملة اعتقالات واسعة طالت دعاة ومفكرين بارزين، منهم: «سلمان العودة» و«عوض القرني»، و«محمد موسى الشريف»، بالإضافة إلى «يوسف الأحمد»، والشيخ «إبراهيم الفارس»، والدكتور «إبراهيم الناصر»، والشيخ «محمد الهبدان»، والشيخ «غرم البيشي»، والدكتور «محمد بن عبد العزيز الخضيري»، و«علي بادحدح» و«ناصر العمر».

وضمت القائمة أيضا الدكتور «فهد السنيدي»، والشاعر البارز «زياد بن حجاب بن نحيت»، نجل رجل الأعمال البارز والشاعر «حجاب بن نحيت المزيني».

ولم يصدر من السلطات السعودية أي تعليق يؤكد أو ينفي نبأ اعتقال هؤلاء الدعاة والعلماء والباحثين.

فيما قالت مصادر لـ«الخليج الجديد» إن حملة الاعتقالات جاءت بناء على رفض هؤلاء الدعاة توجيهات من الديوان الملكي بمهاجمة قطر، حيث تلقوا اتصالات من المستشار في الديوان الملكي «سعود القحطاني» المقرب من ولي العهد «محمد بن سلمان» بالإضافة لمدير عام قناة «العربية» الإعلامي السعودي «تركي الدخيل» يطلبان منهم مهاجمة قطر فورا، فكان ردهم الرفض وقال أحدهم نصا: «بكرة تتصالحوا ويسود وجهنا نحن». (طالع المزيد)

واندلعت الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران الماضي، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.

يأتي ذلك في ظل تصاعد الحديث عن قرب تنصيب «بن سلمان» ملكا، ورغبته في عدم وجود أي معارضة داخلية لهذه الخطوة، بحسب مراقبين (طالع المزيد).

وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، قد أكد، مطلع الأسبوع الجاري، قرب إعلان العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» التنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير «محمد».

وقال «مجتهد» في تغريدات على «تويتر»: «يفترض أن يعلن اليوم ابن سلمان ملكا أو خلال أيام».

وتابع: «سبب التأخير تردد من عرض عليهم ولاية العهد لأنهم خائفون أن يشملهم غضب الأسرة على ابن سلمان وليضرب أحمد بن عبدالعزيز ومتعب بن عبدالله وكل المعارضين في الأسرة لمحمد بن سلمان رأسهم في الجدار».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإعلام السعودي صحيفة المدينة حملة الاعتقالات في السعودية ولي العهد السعودي مجتهد اتهمات بالتجسس