استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في بر مصر.. "هنا نفعل أشياء لا تصدّق"

الجمعة 15 سبتمبر 2017 07:09 ص

.. كالصعق بالكهرباء على الأعضاء التناسلية خصوصاً، و"الشبْح" و"الشواية" (وهما طريقتان مؤلمتان في تعليق البشر من أطرافهم)، والاغتصاب.. ويبقى الضرب والاهانة ساريان دوماً، لكنهما غير جديران بالذكر قياساً بما سبق.

وقد عادت "الداخلية" المصرية إلى كامل زهوها السابق بعدما دُمّرت في كل ركن وزاوية من البلاد واحتُلت مقراتها وتناثرت ملفاتها بين أيدي الناس، حين صب المتظاهرون في 2011 جام غضبهم عليها وصارت رمزاً لكل الموبقات في البلاد: العنف، وتزوير الوقائع، وافتعال المجازر، والفساد، والاعتباط..

60 ألف معتقل في مصر منذ 2013، جلّهم من الاخوان المسلمين، ولكن بينهم يساريون وتقدميون كثر، وفنانون وكتّاب ومدونون ... آلاف المخفيين قسرياً بعضهم يعاد تدويره قتيلاً في "عملية ضد الارهاب". لا تتحرج أجهزة الأمن من التناقضات في بياناتها: يُخطف وينكر وجوده، ثم يُعلن أحياناً عن إيقافه بعد أيام أو أسابيع، وعن التحقيق معه بعد اتهامه بكذا وكيت، ثم يعود للظهور جثة عليها آثار تعذيب وإطلاق نار، باعتباره إرهابياً اشتبك مع الأمن..

لم تعد المحاسبة على التماسك المنطقي للرواية مهماً بإزاء الكارثة الواقعة والتي وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش منذ يومين في أحدث تقرير لها عن مصر بأنها "ترقى إلى مستوى الجريمة ضد الانسانية".

ليس ذاك هو التقرير الوحيد، فقد سبق للمنظمة نفسها أن أصدرت تقريراً في الموضوع نفسه عام 2015، كما فعلت "منظمة العفو الدولية"، وكما تفعل منظمات حقوقية مصرية، على رأسها "مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب" الذي أغلقت مقرّه السلطات المصرية في العام الفائت بحجة إدارية سخيفة، لكن مناضلاته ومناضليه مستمرون في عملهم، ويصدرون تقريراً شهرياً عن حالة حقوق الانسان في بلادهم.

وكان المركز قد قام بتوثيق 500 حالة تعذيب في عام 2015، كما أكد أن حوالي 500 شخص قتلوا على أيدي قوات الأمن، منهم 100 شخص في أماكن الاحتجاز نفسها. وكما يستمر المحامون الملتزمون بالدفاع عن المعتقلين في عملهم على الرغم من التهديدات والاتهامات والاحالة إلى المحاكم..

ولم تتحرج الأجهزة من فضيحة خطف وتعذيب الباحث الإيطالي جوليو ريجيني حتى الموت، ومن جثته الملقاة مشوهة على قارعة الطريق، وهي تعلم أن غضب الدبلوماسية الايطالية أو الاوروبية ستطويه حسابات المصالح، وهو ما كان.

وهناك أسماء صارت مرادفة لهذا المقدار البشع من العسف: المصور شوكان (محمود ابو زيد) المعتقل منذ مجزرة رابعة في آب/ اغسطس 2013، وجريمته أنه التقط صوراً للواقعة، وتلك مهنته، ولكن السلطات تفهم أن ما لا توجد له صورة فكأنه غير موجود..

والباحث هشام جعفر المعتقل منذ تشرين أول/ أكتوبر 2015، في سجن العقرب، وهو المعتقل الذي قيل فيه أنه "يوازي حياة القبور"، وأنه مصمَّم (بحسب لواء في الداخلية كان مديره) للمعتقلين السياسيين بحيث أن "من يدخله لا يخرج منه حياً"..

والباحث اسماعيل الاسكندراني، وهو أحد كتاب السفير العربي، وكنا ننشر نصوصه اللامعة فرحين بالذكاء المتقد والمعرفة الفذة بأحوال بلده، وبالوطنية الاصيلة الناضحة منها، فإذا بها وثائق إدانة بحقه..

وهناك غيرهم كثيرون، شباناً وشابات، ولكننا نختتم بعلاء عبد الفتاح، المعتقل كيدياً، ولا وصف آخر لحاله. وهؤلاء جميعهم ليسوا ارهابيين!

مؤخراً قالت أونغ سان سو كي زعيمة ميانمار (والحائزة على نوبل للسلام والتي أمضت وقتاً في الاعتقال والاقامة الجبرية..)، في ردّها على الاحتجاجات العالمية حيال التصفية العرقية للمسلمين الروهينغا في بلادها، أنهم بالعكس مما يقال، محميون من الحكومة، وأن أقلية منهم إرهابيون يهاجمون قوى الامن والقرى البوذية، وأن كل هذا الضجيج حول مصيرهم ليس سوى "جبل جليد ضخم من التضليل". وهو ما يقوله حرفياً السيسي ومسؤوليه.

تختلف التسميات، ولكن الجريمة واحدة.

* د. نهلة الشهال كاتبة وناشطة لبنانية ومحرر "السفير العربي".

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية

مصر أشكال التعذيب صعق الأعضاء التناسلية بالكهرباء تعليق البشر من أطرافهم الاغتصاب الأمن المصري معتقلون سياسيون اختفاء قسري سجون مصر