انطلقت المنافسة الحقيقة لبطولة «دوري أبطال أوروبا» موسم 2017-2018، بإقامة مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات، الثلاثاء والأربعاء، وتشهد النسخة الحالية لأول مرة مشاركة 5 أندية إنجليزية ما جعل الجماهير الإنجليزية تمنى أنفسها بالعودة إلى منصات التتويج من جديد بعد غياب 5 سنوات متتالية.

ومنذ تتويج «تشيلسي» باللقب عام 2012، والأندية الإنجليزية تغيب عن الأدوار النهائية من «دوري أبطال أوروبا»؛ إذ لم ينجح سوى فريقان فقط في الوصول إلى نصف النهائي في موسم 2013-2014 عن طريق «تشيلسي» وموسم 2015-2016 عن طريق «مانشستر سيتي»، كما لم تنجح سوى 4 أندية إنجليزية فقط في تجاوز دور الـ16.

وتلقت الأندية الإنجليزية في دور الـ16، 9 من أصل 11 هزيمة جاءت على يد «برشلونة» الإسباني و«ريال مدريد» الإسباني و«بايرن ميونيخ» الألماني و«باريس سان جيرمان» الفرنسي.

وتمتلك الأندية الإنجليزية في رصيدها 12 لقباً في تاريخ مشاركاتها بـ«دوري أبطال أوروبا» عن طريق «ليفربول» 5 ألقاب، و«مانشستر يونايتد» 3 ألقاب، و«نوتينغهام فورست» لقبين، و«أستون فيلا» لقب وحيد، و«تشيلسي» لقب وحيد، وذلك مقابل 12 لقباً مثلهم لأندية إيطاليا، و17 لقباً لأندية إسبانيا.

ونرصد أبرز الأسباب التي قد تساعد الأندية الإنجليزية على العودة إلى منصات التتويج ببطولة «دوري أبطال أوروبا» من خلال التقرير التالي:

استغلال الميركاتو

تمتلك الأندية الإنجليزية قدرات وموارد مالية هي الأضخم في العالم؛ فصاحب المركز الأخير ببطولة «الدوري الإنجليزي الممتاز» يحصل نهاية الموسم من بند البث التليفزيوني على أموال تعادل المكافأة المالية التي يحصل عليها بطل «دوري أبطال أوروبا»، لكنها لا تقوم بتوظيفها بالشكل الصحيح فنجد أن أندية «برشلونة» و«ريال مدريد» و«بايرن ميونيخ» و«باريس سان جيرمان» تنجح بجذب المواهب والتعاقد مع أفضل اللاعبين في العالم خلال سوق الانتقالات.

وبات على الأندية الإنجليزية حسن استغلال مواردها المالية واستقدام لاعبين مميزين قادرين على قيادتها للتتويج باللقب.

تنظيم الروزنامة 

تعاني الأندية الإنجليزية المشاركة في البطولات الأوروبية من ضغط شديد في جدول مبارياتها كل موسم؛ حيث تضطر لخوض مباراة كل 3 أيام فقط؛ ما يؤدي إلى إصابة لاعبيها بالإرهاب الشديد الذي بالتأكيد يؤثر بالسلب على مستوى الفريق عند مواجهة الأندية الأوروبية الأخرى.

وفي الوقت الذي تنافس فيه معظم أندية أوروبا في بلادها ببطولتين محليتين فقط هما «الدوري والكأس»، تجد أندية إنجلترا تنافس في 3 بطولات محلية «الدوري وكأس الاتحاد وكأس الرابطة» كما هو الحال في فرنسا مع اختلاف قوة المنافسة.

إلغاء بوكسينج داي

يجب على رابطة «الدوري الإنجليزي الممتاز» التفكير جدياً في إلغاء فترة «بوكسينج داي» والتي تعد أحد أبرز المعالم المميزة لـ«دوري الإنجليزي الممتاز» عن غيره، ولكنها بكل تأكيد تضر بلاعبي الأندية الإنجليزية الذين لا يحصلون على أي فترة راحة. 

وفي البداية كانت مباريات «بوكسينج داي» تلعب جميعا في يوم واحد، وهو يوم 26 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وهو يوم إجازة في بريطانيا، وسمى بذلك نظرا لأنه يوم مخصص للتجار قديماً لجمع الهدايا في مقابل الخدمات التي قدموها للمواطنين طوال العام.

ومع زيادة شعبية «الدوري الإنجليزي»، تحول يوم الـ«بوكسينج داي» إلى 10 أيام كاملة، بداية من 26 ديسمبر/كانون الأول حتى 4 يناير/كانون الثاني، تقام خلالها المباريات بشكل مكثف في وقت تتوقف فيه جميع دوريات أوروبا ما يحقق لأصحاب الحقوق التليفزيونية بـ«الدوري الإنجليزي» أرباحاً هائلة.