إذاعة «صوت الشعب» في غزة تنهض من تحت الركام

الثلاثاء 6 يناير 2015 07:01 ص

عادت إذاعة «صوت الشعب» للبثّ مجدّداً من غزّة، بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أشهر، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مقرّها السابق في برج الباشا، خلال العدوان الأخير على القطاع، الصيف الماضي. 

قبل أيّام، عادت الإذاعة للبثّ عبر الموجة «106 أف أم»، وفق دورة برامجيّة جديدة. يقول مدير الإذاعة التنفيذي محمود عليان، إنّ البرمجة الجديدة، «تراعي كافة الفئات العمرية والتوجهات الفكرية والمرأة والطفل والمواطن الفلسطيني، بشكل مختلف عن السابق، لشعورنا بمدى أهمية ما يتطلع له أهل القطاع، بفعل الأزمات المتعدّدة التي يعيشونها».

يقول عليان عن إعادة انطلاق البثّ: «نشعر بنشوة الانتصار، بعد جهد استمرّ ثلاثة أشهر، لإعداد وإعادة تجهيز الاذاعة، خصوصاً بعد تبعات العدوان الاسرائيلي الأخير». ويضيف: «تجاوزنا كلّ المراحل الصعبة، وعدنا خلال فترة قياسية قصيرة، وهذا شيء مهم بالنسبة للمجتمع الفلسطيني لأن غياب الإذاعة فترة طويلة عن المجتمع، تفقد مستمعيها وتغيبها عن المشهد. الآن أصبح لنا حضورنا من جديد وحلقنا على الأثير بأسلوب خاص وقوة أكبر». 

تأسست إذاعة «صوت الشعب» في تموز/ يوليو من العام 2006، وهي تابعة لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وشركة إنتاجها «نبأ للإنتاج الفني والإعلامي»، وتعتبر إذاعة وطنية محلية جماهيرية لشرائح المجتمع الفلسطيني كافة، تتنوع برامجها بين السياسي والاجتماعي والثقافي والترفيهي والرياضي.

يتذكّر عليان عمل الإذاعة خلال الحرب الأخيرة في تمّوز/ آب 2014، مؤكّداً أنّ الإذاعة قامت بتغطية كلّ تفاصيل العدوان، ولعب طاقمها دوراً مهماً في بثّ مناشدات العالقين تحت نيران القصف، على مدار الساعة. شكّلت «صوت الشعب» بذلك حلقة الوصل بين المؤسسات الإغاثية والإسعاف والطوارئ، والمواطنين الذين كانوا تحت حمم القذائف الإسرائيلية. ويعتبر عليان ذلك نجاحاً مهمّاً حققته الإذاعة، إذ أنّها ساهمت في إنقاذ الكثير من المواطنين، وذلك «جزء أساسي من عمل الإذاعة، لشعورنا بأهميّة إعطاء الأمل لمن شاهد الموت أمام عينيه».

وعن استهداف مقرّ «صوت الشعب» في غزّة خلال العدوان، يقول عليان: «لم نتمكّن من إخراج أي شيء من أجهزة البثّ والصوت والمونتاج، فكان من الصعب أن نعود إلى البث على وجه السرعة، لكننا الآن جهزنا كل شيء من نقطة الصفر وعملنا ليل نهار ووصلنا إلى نقطة الانطلاق في فترة زمنيّة قياسيّة».

ويضم طاقم الإذاعة قرابة 20 عاملاً موزعين على مختلف أقسامها، بين مراسلين ومحرّرين ومذيعين، وقسم البرامج والعلاقات العامّة.

وفي بيان أصدرته الإذاعة تزامناً مع عودة بثّها مجدداً، أكّدت أنّها «ستبقى صوت الحقيقة والمقاومة، والصوت الوطني الديموقراطي والتقدمي بجانب أبناء الشعب الفلسطيني، تساند قضيّته العادلة، وتدافع عن الثوابت الوطنيّة والمشروع الوطني المتمثل بالتحرر والانعتاق من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس، والتمسّك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين».

وعاهدت الإذاعة الشعب الفلسطيني على أنها ستبقى صوت الوحدة الفلسطينية ونبض الشارع وصوت الفقراء، «انطلاقاً من الإيمان العظيم بحرية الرأي والتعبير وإيماننا بالرأي والرأي الآخر، كما كنا دائماً على مدار السنين الماضية قبل أن تدمر مقرّها آلة الحرب الإسرائيليّة». 

المصدر | محمد فروانة | السفير

  كلمات مفتاحية

فلسطين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غزة صوت الشعب FM106