«و.بوست»: رغم المساعدات الضخمة.. «السيسي» يخسر معركته ضد «ولاية سيناء»

السبت 16 سبتمبر 2017 08:09 ص

يزداد تعثر قوات الأمن المصرية بشكل كبير في معركتها التي دامت 4 أعوام ضد فرع تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء شمال مصر، على الرغم من مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي حصلت عليها مصر لمكافحة الإرهاب. وقد كلف هذا الصراع أرواح المئات من ضباط الشرطة والجنود، بما في ذلك 20 شخصا على الأقل في الأسبوع الماضي.

وفي يوم الاثنين، لقي ما لا يقل عن 18 شرطيا مصرعهم عندما فجر «انتحاري» سيارته المحملة بالمتفجرات بالقرب من قافلة أمنية. وقال متحدث عسكري إن الهجوم وقع بالقرب من مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، التي تسيطر عليها قوات الأمن بكثافة.

وأكدت المجموعة التابع للدولة الإسلامية، المعروفة باسم ولاية سيناء، مسؤوليتها عن الهجوم، مدعية أن «الانتحاري» قد «انغمس في وسط 6 من السيارات وفجر سيارته». كما دمر المسلحون عدة سيارات عسكرية، بالإضافة إلى سيارة إسعاف وعربة إطفاء.

وبعد يومين، قتل جنديان فى معركة بالأسلحة النارية بعد أن شن مسلحون هجوما فاشلا على نقطة تفتيش أمنية في شمال سيناء، وفقا لما ذكره متحدث عسكري. ومرة أخرى، أكد تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.

وقال «مهند صبري»، وهو مؤلف كتاب عن التمرد الإسلامي في سيناء: «نرى هذا الهجوم في منطقة من المفترض أنها آمنة تماما، وقد تسبب في مقتل 18 شخصا». وأضاف: «إنها إشارة إلى أن الأمور ما زالت خارج السيطرة».

وقد حدث عنف مماثل كل بضعة أسابيع في الأشهر الأخيرة، مما يؤكد قدرة المتمردين على الصمود، فضلا عن قدرتهم على شن هجمات معقدة متعددة الطبقات باستغلال التضاريس المحلية لصالحهم.

ومنذ يوليو/تموز عام 2013، قتل ما لا يقل عن 1000 من أفراد قوات الأمن في هجمات في شبه جزيرة سيناء المضطربة، وفقا للبيانات التي جمعها معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط غير الربحي. وفي عام 2017، قتل أكثر من 200 من أفراد قوات الأمن هناك.

وقالت «نانسي عقيل»، المديرة التنفيذية لمعهد التحرير، إن ولاية سيناء وحدها قد أعلنت مسؤوليتها عن وقوع أكثر من 800 هجوم في أنحاء مصر منذ إعلانها البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014. وأضافت أن قوات الأمن المصرية قد قتلت أكثر من 2500 شخص يشتبه فى أنهم «إرهابيون» في عمليات في سيناء منذ عام 2013، بالرغم من أن الأعداد غير الرسمية التي ذكرتها وسائل إعلام محلية أعلى بكثير.

وقالت «عقيل» إنه بالرغم من كون الهجمات أقل عددا من العام الماضي، إلا أن عدد الوفيات قد ارتفع. ويقول المحللون إن هذا يشير إلى أن المسلحين أصبحوا يخططون لعملياتهم بشكل استراتيجي، بهدف الوصول إلى أكبر قدر من القتلى.

ومع اقتراب الدولة الإسلامية من الهزيمة في العراق وسوريا، لا تزال فروعها تثبت قوتها في أجزاء أخرى من العالم، من شمال أفريقيا إلى أفغانستان إلى الفلبين. وقد توغلت الجماعة المسلحة في جبال تونس، وتحافظ على وجود قوي في ليبيا، على الرغم من فقدان معقلها في سرت العام الماضي.

وفي شمال سيناء، يقود مسلحو التنظيم التمرد الذي بدأ صيف عام 2013، بعد أن أطاح الجيش المصري بالرئيس الإسلامي المنتخب «محمد مرسي».

كما استهدف تنظيم الدولة الإسلامية المسيحيين الأقباط على نحو متزايد في مصر، حيث يشكلون نحو 10% من سكان البلاد البالغ عددهم 94 مليون نسمة. ويبدو أن هذا التكتيك يهدف إلى زرع مزيد من الانقسام، مما يحول المصريين ضد حكومة «السيسي»، التي فشلت في حماية مجتمع الأقلية.

وفي عام 2015، أعلنت ولاية سيناء مسؤوليتها عن إسقاط طائرة ركاب روسية بعد إقلاعها من مدينة شرم الشيخ على البحر الأحمر. وقد أصاب هذا الهجوم، الذي أدى إلى مقتل 224 شخصا على متنها، الاقتصاد المصري بشدة، حيث أوقفت روسيا رحلات المدنيين إلى البلاد، وحظرت بريطانيا ودول أخرى شركات الطيران من الطيران إلى شرم الشيخ.

وقد جاء هجوم يوم الاثنين بعد شهرين من قيام مسلحين من تنظيم الدولة بقتل ما لا يقل عن 23 جنديا فى نقطة نائية بالقرب من مدينة رفح المصرية المتاخمة لقطاع غزة، في أعنف هجوم على قوات الأمن خلال عامين.

  كلمات مفتاحية

السيسي مصر ولاية سيناء

مصر.. مقتل وإصابة 11 جنديا في هجوم بـ«شمال سيناء»