ملامح صدام وشيك بين قوات النظام السوري و«سوريا الديمقراطية»

الأحد 17 سبتمبر 2017 07:09 ص

ظهرت ملامح صدام وشيك بين قوات النظام السوري وقوات «سوريا الديمقراطية» التي يشكل الأكراد عمودها الفقري حول مدينة دير الزور.

وحذّرت دمشق على لسان «بثينة شعبان»، مستشارة رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، من أن النظام السوري سيقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، كما تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد.

 وأضافت: «لاحظنا أن قوات سوريا الديمقراطية بمحاولاتها السيطرة على أراض في الأيام الأخيرة، حلّت محلّ داعش في كثير من الأماكن دون أي قتال»، مشيرة إلى أن «سوريا الديمقراطية» تحاول السيطرة على مناطق تضمّ حقولاً نفطية.

وأفادت «سوريا الديمقراطية»، في بيان أمس السبت، بتعرض قواتها في شرق الفرات لهجوم من جانب الطيران الروسي وقوات النظام السوري، استهدف وحداتها في المنطقة الصناعية في ريف دير الزور الشرقي، أسفر وفق البيان، عن إصابة 6 من مقاتليها، بعد أقل من يومين على الاتفاق بين «التحالف الدولي» وروسيا على إنشاء «خطّ فضّ اشتباك» يمتد من محافظة الرقّة على طول نهر الفرات باتجاه دير الزور لضمان عدم نشوب أي مواجهات بين قوات النظام و«سوريا الديمقراطية» اللذين يتقدمان ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

 وقالت «سوريا الديمقراطية» إنه «في وقت نحقّق انتصارات عظيمة ضد داعش في الرقة ودير الزور ومع اقتراب الإرهاب من نهايته المحتومة يحاول بعض الأطراف خلق العراقيل أمام تقدم قواتنا».

غير أن «إيغور كوناشينكوف» الناطق العسكري باسم الجيش الروسي نفى قصف الطيران الحربي الروسي مواقع «سوريا الديمقراطية» في دير الزور، قائلا: «هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟».

وجاء التصعيد بينما قالت «ماريا زخاروفا» الناطقة باسم الخارجية الروسية إن «وحدات طليعية من قوات النظام السوري عبرت نهر الفرات واتخذت مواقعها على الضفة الشرقية للنهر».

وكانت «سوريا الديمقراطية» حدّدت نهر الفرات كـ«خط أحمر» للفصل بين قواتها وقوات النظام، قائلة إنها لن تسمح لقوات النظام بالعبور إلى الضفة الشرقية، لكن موسكو أفادت بأن قوات النظام عبرت بالفعل إلى الضفة الشرقية.

 وقالت «زخاروفا»: «بعد انتصار كبير قرب دير الزور يواصل جيش النظام السوري طرد إرهابيي تنظيم داعش من المناطق الشرقية من البلاد».

 وأضافت: «تمّ تحرير ضواحي هذا المركز الإقليمي، ونجحت وحدات طليعية في عبور الفرات وتتخذ مواقع على الضفة الشرقية».

عمليتان عسكريتان

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين؛ الأولى تقودها قوات النظام، بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها «سوريا الديمقراطية»، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الشرقي.

وتدور حالياً اشتباكات بين «سوريا الديمقراطية» وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط المنطقة الصناعية التي تبعد نحو سبعة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور.

ويسعى جيش النظام السوري إلى استعادة السيطرة على كامل مدينة دير الزور بعدما تمكّن من كسر حصار فرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» نحو ثلاث سنوات على أحياء تسيطر عليها قوات النظام.

وكان «أحمد أبو خولة» رئيس «المجلس العسكري في دير الزور»، الذي يقاتل تحت راية «سوريا الديمقراطية»، قال إن «المجلس لن يسمح لقوات النظام بعبور نهر الفرات»، مؤكداً أن «تقارير عبور قوات النظام نهر الفرات مجرّد دعاية».

وقال «أبو خولة» إن «إدارة مدنية ستتشكل لإدارة المناطق التي ستتم السيطرة عليها في دير الزور بما يشمل حقولاً نفطية في المنطقة»، وأضاف أن النظام السوري «نظام لا يصلح لقيادة شعب وإدارة شعب».

وقال «التحالف الدولي» إن «سوريا الديمقراطية لا تخطّط لدخول مدينة دير الزور»، غير أن «أبو خولة» لم يستبعد احتمال أن تصبح هدفاً بعد ذلك، وقال: «لدينا مناشدات من مدنيين في دير الزور بتخليصهم من النظام ومن داعش في الوقت ذاته»، وأضاف: «الآن نحن ننشئ مجلساً مدنياً موازياً للمجلس العسكري لمدينة دير الزور، والمجلس المدني هذا سيدير كل المناطق المحرّرة من داعش».

في موازاة ذلك، اعتبر النظام السوري اتفاق «خفض التوتّر» في إدلب «مؤقتا»، ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أمس السبت، عن مصدر في الخارجية السورية قوله، إن الاتفاق هدفه الأساسي هو «إعادة الحياة إلى طريق دمشق - حماة – حلب القديم، والذي من شأنه تخفيف معاناة المواطنين».

ويعتبر مراقبون أن موسكو تنهي تفاهماتها مع واشنطن شيئاً فشيئاً، وبشكل مدروس، بما يسمح بتحقيق مكاسب بطيئة في أوقات تعلم جيداً أن واشنطن معنية بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» ولن تجازف بعرقلة سير المعارك ضده.

  كلمات مفتاحية

قصف روسي مناطق خفض التوتر إدلب اتفاق أستانة قوات النظام السوري قوات سوريا الديموقراطية نهر الفرات دير الزور