مفارقة سعودية.. اعتقال قاض حكم بحظر «حسم» وسجن أعضائها

الأحد 17 سبتمبر 2017 09:09 ص

كشف المغرد السعودي الشهير «مجتهد» عن اعتقال السلطات السعودية عددا من القضاة بالمملكة بينهم رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة الشيخ «محمد بن عثمان الزهراني».

وكتب «مجتهد» في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «مفارقات سعودية: اعتقال عدد من القضاة بينهم القاضي محمد عثمان الزهراني الذي حكم على عبدالعزيز الشبيلي (حسم) بـ8 سنوات سجن ومثلها منع سفر».

و«عبدالعزيز الشبيلي» حقوقي سعودي بارز، التحق في 2010 بجمعية «الحقوق المدنية والسياسية» (حسم) التي تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين وتعزيز احترام حقوق الإنسان في السعودية.

ودافع «الشبيلي» عن عائلات أفراد احتجزوا تعسفا لمدة أشهر وسنوات دون أن توجه لهم تهم، ووقع على بيانات عامة تدعو إلى إطلاق سراح المحتجزين تعسفا، وتبني نظام ملكي دستوري، واحترام الحق في التجمع السلمي، والانتخاب الشعبي لأعضاء مجلس الشورى.

وفي 29 مايو/آيار 2016، أدانته المحكمة الجزائية المتخصصة، وحكمت عليه بالسجن 8 سنوات، ومنعته من السفر لنفس المدة، بسبب أنشطته السلمية.

وفي 10 يناير/كانون الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكما جديدا على «الشبيلي» بالسجن 8 سنوات، مع حظر سفر ومنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنفس المدة، بعد الإفراج عنه.

وشملت التهم الموجهة إليه الدعوة والتحريض على مخالفة النظام العام؛ ووصف نظام الحكم السعودي –ظلما وتعديا– بأنه نظام بوليسي؛ واشتراكه في جمعية غير مرخصة.

وفي أواخر يوليو/تموز الماضي، أيدت محكمة استئناف سعودية حكما بالسجن 8 سنوات بحق «عبدالعزيز الشبيلي».

وبدأت الأجهزة الأمنية السعودية في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، حملة اعتقالات موسعة شملت أساتذة جامعات ومثقفين وكتابا واقتصاديين ودعاة ومحامين وشعراء وإعلاميين، في إطار حملة تستهدف فيما يبدو بعض الأصوات التي لها وجهات نظر مختلفة عن الحكم.

من جانبها، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أول أمس الجمعة، أن اعتقال السلطات السعودية عشرات الأشخاص، بينهم رجال دين بارزون، يبدو كأنه حملة قمع منسقة ضد معارضين.

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة «سارة ليا ويتسن»: «يبدو أن لهذه الاعتقالات دوافع سياسية»، مضيفة: «الاعتقالات علامة أخرى على أنه لا مصلحة حقيقية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تحسين سجل بلاده في حرية التعبير وسيادة القانون».

وأوضحت أن الجهود التي يبذلها السعوديون لمعالجة ما أسمته التطرف ستضيع هباء إن بقيت الحكومة تسجن كل شخص بسبب وجهة نظره السياسية.

وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أن السلطات السعودية لم تكشف عن أسباب محددة للاحتجاز، وأن الإجراءات السعودية ضد بعض الشخصيات تتناسب مع نمط انتهاكات حقوق الإنسان ضد المعارضين السلميين، بما في ذلك المضايقات والترهيب وحملات التشهير وحظر السفر والاحتجاز والملاحقة القضائية.

وأكدت أن الأحكام المستهجنة ضد الناشطين والمعارضين السلميين تظهر غياب أي تسامح من السعودية تجاه المواطنين الذين يعبرون عن آرائهم بخصوص حقوق الإنسان والإصلاح.

وقالت «هيومن رايتس ووتش»: إنه منذ عام 2014 حاكمت السلطات السعودية كل المعارضين تقريبا في المحكمة الجزائية المتخصصة، محكمة قضايا الإرهاب في السعودية.

ولفتت المنظمة إلى أن الرياض اعتقلت وحاكمت جميع الناشطين المرتبطين بجمعية «الحقوق المدنية والسياسية» (حسم) في السعودية، إحدى أولى المنظمات المدنية في السعودية، التي كانت تدعو إلى إصلاح سياسي واسع في تفسيرات الشريعة الإسلامية.

كما حلت محكمة سعودية المجموعة رسميا وحظرتها في مارس/آذار 2013، وواجه أعضاؤها اتهامات غامضة مماثلة، بما فيها ذم السلطات وإهانة القضاء وتحريض الرأي العام وإهانة الزعماء الدينيين، والمشاركة في تأسيس جمعية غير مرخص لها، وانتهاك قانون جرائم المعلوماتية.

  كلمات مفتاحية

السعودية الزهراني الشبيلي المحكمة الجزائية المتخصصة اعتقال حسم

ناشطون: «العريفي» و«العودة».. «الرجال مواقف» عند الاعتقال

«العهد الجديد»: «حبيب العادلي» يعمل في أمن الدولة بالسعودية