لماذا تحرص السعودية على توسيع التعاون مع (إسرائيل)؟

الأحد 17 سبتمبر 2017 10:09 ص

ذكرت صحيفة «ميكور ريشون» الإسرائيلية، أن المملكة العربية السعودية حريصة على توسيع دائرة التعاون مع (إسرائيل).

وقالت الصحيفة اليمينية المقربة من ديوان رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو» إن الموقف السعودي يعكس يأسا عربيا من الفلسطينيين ومواقفهم من التسوية، إضافة إلى التقاء المصالح بين الجانبين بشأن مواجهة المشروع النووي الإيراني، فضلا عن الإحباط من سياسات الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما».

وأوضح المحلل السياسي للصحيفة «أرئيل كهانا» في تحليل نشر، أمس السبت، أن بعض المحافل الرسمية الإسرائيلية ترى أن السعودية والدول الخليجية يمكن أن توافق على حضور مؤتمر التسوية الإقليمية الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بدون الحصول على موافقة الفلسطينيين أو حتى حضورهم.

وتطرق «كهانا» إلى تاريخ تطور العلاقات السعودية - الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه خلال عام 2010 كشفت وسائل إعلام أمريكية النقاب عن قيام رئيس الموساد حينها «مئير داغان» بزيارة السعودية، إلى جانب قيام مساعديه بعقد لقاءات دورية مع مسؤولين أمنيين واستخباراتيين سعوديين للتنسيق بشأن سبل مواجهة المشروع النووي الإيراني في الكثير من عواصم العالم.

وكان الكاتب بصحيفة «معاريف»، «يوسي ميلمان» قد كشف في يوليو/تموز الماضي، أن علاقة (إسرائيل) والسعودية تعززت في السنوات الأخيرة، رغم أنهما رسميا في حالة حرب.

وبرغم أن الرياض تعتبر الحركة الصهيونية معتدية، فإنها تعتقد أنه يمكن إيجاد مصالح مشتركة معها، لهذا ليس غريبا أن تقف خلف مبادرات لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وأضاف «ميلمان»، وهو خبير بالشؤون الأمنية الإسرائيلية، أنه رغم تجاهل (إسرائيل) لهذه الخطط، فإن مصالح الرياض وتل أبيب بدت متشابهة، بل إنها تعاظمت حول المصلحة الأساسية المشتركة بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وكبح جهودها في السيطرة الإقليمية.

وعلى هذه الخلفية، التقى موظفون إسرائيليون رفيعو المستوى نظراءهم السعوديين، وأجرى عدد من رؤساء «الموساد» محادثات مع شخصيات سعودية كثيرة، بينهم رئيس الاستخبارات ورئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأسبق الأمير «بندر بن سلطان» الذي التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق «إيهود أولمرت» عام 2007.

وجرى لقاء بين رئيس «الموساد» السابق «مائير داغان» ومسؤولين في السعودية، وبحثت تل أبيب مع الرياض إمكانية تحليق طائراتها في الأجواء السعودية إن قررت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وفقا لمصادر غربية.

في السياق ذاته، أوضح «ميلمان»، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه حين يتحدث رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو» ووزير الدفاع «أفيغدور ليبرمان» ووزراء آخرون عن العلاقة بين (إسرائيل) والعالم العربي، فكل واحد يعرف من يقصد، حيث ذكرت أوساط غربية أن زيارات قام بها رجال أعمال إسرائيليون لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعن وجود ما يعرف بالتجارة الأمنية بين تل أبيب وأبوظبي، كما أن «الموساد» يتعاون مع البحرين.

وأضاف أن كل ما تقدم يشجع الخطة التي اقترحها وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلية «يسرائيل كاتس» عن إقامة سكة حديد تربط (إسرائيل) مع العالم العربي، بحيث تكون قطارات مباشرة من (إسرائيل) إلى الأردن، ومنه إلى باقي العالم العربي، بما فيها السعودية والإمارات.

في السياق ذاته، أوضح «ميلمان» أنه يجرى الحديث في (إسرائيل) عن إرسال البضائع التجارية في اتجاهين، من (إسرائيل) إلى العالم العربي، ومن الدول العربية إلى (إسرائيل)، ناقلا عن أوساط لم يذكرها أن هناك نفطا من السعودية يمر في (إسرائيل)، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن هناك صفقات تتم من خلال طرف ثالث، كالتجار ورجال الأعمال من السلطة الفلسطينية والأردن وقبرص وكردستان، فإن هناك صفقات تتم مباشرة.

كما تحدثت محافل غربية مؤخرا عن وجود اتصالات لتمكين طائرات «العال» الإسرائيلية من دخول المجال الجوي السعودي أثناء توجهها إلى الشرق الأقصى، وبهذا يتم تقليص مدة الرحلة.

وأوضحت تقارير أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع مع (إسرائيل) بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع تل أبيب، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.

  كلمات مفتاحية

السعودية فلسطين إيران أمريكا إسرائيل تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية

مغردون عرب يدينون تطبيع «بن سلمان» مع (إسرائيل)