«دينيس روس» يدعو السعودية لإرسال وفد رسمي لـ(إسرائيل)

الاثنين 18 سبتمبر 2017 09:09 ص

دعا الدبلوماسي الأمريكي السابق «دينيس روس» السعودية لإرسال وفد رسمي إلى (إسرائيل) في إطار مبادرة تساعد على بدء عملية السلام المجمدة.

وقال «روس» الذي عمل مبعوثا لعملية السلام في عهدي الرئيسين «بيل كلنتون» و«باراك أوباما» إن «إسرائيل لن تقدم أي تنازلات للفلسطينيين إلا إذا حصلت على شيء من السعوديين أو الدول العربية».

وأضاف «روس»، أن الخطوة الأولى التي يتوجب على السعودية القيام بها تتمثل بوجوب إرسال وفد رسمي بشكل علني لزيارة (إسرائيل).

وخلال كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي الذي نظمه مركز عرفا في مستوطنة (كتيورا)، القريبة من إيلات، ونقلت أهم ما جاء فيها صحيفة «جيروزاليم بوست»، أوضح «روس»، أن التسوية التي سيتعاون السعوديون والأمريكيون في دفعها قدما يجب أن تضمن اعتراف الفلسطينيين بأن اليهود هم الشعب صاحب الحق الحصري في تقرير المصير في هذه البلاد.

وتابع «روس»، وهو يهودي تولى أيضا إدارة مؤسسات تابعة للوكالة اليهودية، أن مبادرة السعوديين لإبراز العلاقة مع (إسرائيل) للعلن يعد شرطا لإنقاذ عملية السلام من الجمود الذي تعاني منه، معتبرا أن الغطاء العربي مهم جدا لإقناع كل من (إسرائيل) والفلسطينيين بالمضي قدما نحو التوصل لتسوية للصراع».

واستدرك قائلا إن «(إسرائيل) لا يمكنها أن تقدم أي تنازل للفلسطينيين في حال لم يقدم السعوديون على تطبيع علاقاتهم معها».

وأضاف أن زيارة الوفد السعودي إلى (إسرائيل) ستعتبر مرحلة كبيرة وهامة ويمكن أن تبرر ما وصفه بالتنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين.

واقترح روس أن تتخذ (إسرائيل) بعض الخطوات تجاه الفلسطينيين، من بينها تجميد جميع بناء المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية في أرجاء الضفة الغربية إلى جانب سماح تل أبيب للفلسطينيين بالبناء في المناطق الريفية في الضفة الغربية، والتي تم تصنيفها حسب اتفاق أوسلو مناطق (ج).

والأراضي (ج) تشكل حوالي 61% من الضفة الغربية، وبموجب اتفاقات أوسلو، تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية لـ(إسرائيل).

وتحدث «روس» عن الطريقة التي يمكن بها لإدارة «دونالد ترامب» الاستفادة من التعاون بين (إسرائيل) والدول العربية السنية فيما يتعلق بالتهديد الإيراني.

وقال «روس» إن «السعوديين يمكن أن يقودوا وفدا إلى إسرائيل (...) لبحث التهديدات الأمنية المشتركة في المنطقة».

تنازلات لـ(إسرائيل)!

واعتبر أن البادرة السعودية سيتبعها تقديم (إسرائيل) تنازلات للفلسطينيين. ثم يتخذ السعوديون خطوة نحو إسرائيل بناء على هذه التنازلات وعلى التأكيدات الأمريكية بالدعم الإقليمي. وكجزء من الصفقة، سيقدم الفلسطينيون تنازلات لـ(إسرائيل)».

وأضاف أنه «يتعين على الإسرائيليين أن يؤمنوا بأنهم سيتلقون شيئا من أجل تقديم تنازلات للفلسطينيين».

وقال «روس» إن ذلك يجب أن يأتي من الدول العربية خصوصا من السعوديين.

وأضاف أن هؤلاء القادة العرب يحتاجون إلى محفزات من الولايات المتحدة لاتخاذ هذه الخطوات.

ودعا «روس» الإدارة الأمريكية إلى توظيف مخاوف السعودية من تبعات انسحاب واشنطن من المنطقة، من أجل الضغط على الرياض للموافقة على تطبيع علاقاتها مع (إسرائيل).

وأضاف: «يجب أن يشعر السعوديون بأن الولايات المتحدة ترى في هذا الأمر مصلحة كبيرة، فلدى السعوديين خوف كبير من إمكانية أن تنسحب أمريكا من المنطقة وتتنصل من مهمة احتواء إيران».

وأردف قائلا: «القادة العرب المتحالفون تاريخيا مع الولايات المتحدة كانوا ينطلقون من افتراض مفاده أن واشنطن لن تتخلى عنهم وستضمن أمنهم، ويتملكهم الخوف حاليا من إمكانية أن تتوقف الولايات المتحدة عن لعب هذا الدور».

وحسب «روس»، فإنه في حال نجحت الولايات المتحدة في طمأنة حكام الدول السنية، وتحديدا السعودية، بأنها لن تتخلى عنهم، فإنه سيكون بإمكانها أن تطلب منهم تطبيع علاقاتهم مع (إسرائيل).

زيارات رسمية لـ(إسرائيل)

وأوضح أن شروع السعودية في تنظيم زيارات رسمية لـ(إسرائيل) سيمثل دفعة قوية لعملية التسوية، وسيساعد قادة تل أبيب على تقديم تنازلات من أجل التوصل لحل للصراع.

وأكد «روس» أن إدارة ترامب نجحت في دفع كل من السعودية وإسرائيل لتعزيز التعاون بينهما، ولا سيما في كل ما يتعلق بمواجهة البرنامج النووي الإيراني، مشددا على أن التعاون السري بين الرياض وتل أبيب لم يكن في يوم من الأيام أعمق مما هو عليه الآن.

وشدد على أن الحل الذي يمكن التوصل إليه حاليا هو حل تدريجي ومؤقت، مشددا على أن الحديث عن إمكانية تحقيق حل كامل للصراع مجرد وهم وتضليل، بسبب الفجوة النفسية التي تفصل الفلسطينيين والإسرائيليين.

وحذر من تبعات المبالغة في تعليق الآمال على التحركات التي يمكن أن تقدم عليها إدارة «ترامب» لحل الصراع، مشيرا إلى أن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين يرون أنه من المستحيل أن يقبل كل طرف بعض مطالب الطرف الآخر.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في نيويورك الإثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» ورئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» لإجراء مباحثات على هامش الاجتماع السنوي الجمعية العامة للأمم المتحدة.

من جانبه، قال «إليوت أبرامز»، الذى كان مساعدا خاصا للرئيس الأمريكى الأسبق «جورج بوش»، لعملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، لا أرى أي أساس للتفاؤل فى عام 2017».

واستبعد «أبرامز» أن يقدم «نتنياهو» و«عباس» تنازلات ضرورية للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن تقدم «عباس» في العمر حيث يبلغ 82 عاما يجعله أكثر تعرضا للهجمات السياسية، بينما ينخرط «نتنياهو» في قضايا قانونية داخلية.

وتعليقا على تصريحات «روس»، أعاد الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» نشر رابط على حسابه بـ«تويتر» لمقال له بعنوان «هل تحتاج السعودية إلى علاقات مع (إسرائيل)؟

وأكد «خاشقجي» في مقاله أن السعودية لا تحتاج إلى علاقات ولا إلى تطبيع مع (إسرائيل)، معتبرا أن أوليات السعودية تدور حول مسألتين مصيريتين لها، هما «الإصلاح الاقتصادي» ومواجهة «التهديد الأمني» المتمثل بالتمدد الإيراني وحال انهيار الدول حولها، وليس لـ(إسرائيل) دور مباشر ولا ينبغي أن تكون شريكا في هذين الأمرين.

وقال إن (إسرائيل) ستكون عبئا لنا، ونحن نجمع من حولنا تحالفات إسلامية وعربية، حتى الدول التي طبعت مع (إسرائيل)، كمصر وتركيا والأردن، وأخرى فتحت مع (إسرائيل) علاقات ومكاتب، فعلت ذلك في صورة ثنائية ولمصالح متبادلة، ولم تدخل مع الإسرائيليين بصفة حليف ضد طرف ثالث، بخاصة لو كان مسلما، مثل إيران.

وتابع «أسوأ شيء تفعله الرياض في معركة علاقاتها العامة حول العالم الإسلامي، أن تظهر بمظهر المتحالف مع «الكيان الصهيوني» ضد إيران، بل ستكون هذه الهدية التي ينتظرونها في طهران، لذلك حبذا لو يتوقف الزملاء السعوديون عن تصويب الرصاص إلى أقدامهم وأقدامنا، فما فينا يكفينا.

علاقات غير مسبوقة

وخلال الشهر الجاري، كشف «نتنياهو»، عن وجود علاقات «غير مسبوقة» بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بـ«الأمر الهائل».

وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين (إسرائيل) وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، أن (إسرائيل) والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في (تل أبيب).

وشهدت الفترة الأخيرة، تقاربا اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.

كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.

ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).

وتداولت صحيفتان عبريتان مؤخرا تقارير تشير إلى أن «بن سلمان» زار (إسرائيل) سرا الشهر الجاري، والتقى «بنيامين نتنياهو».

لكن اللواء «أنور عشقي» رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» في جدة، الذي سبق له زيارة (إسرائيل) ومعروف أنه منسق التطبيق السعودي الإسرائيلي، نفى هذه الأنباء، وقال إنها عارية تماما عن الصحة.

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل محمد بن سلمان خاشقجي فلسطين

«جيروزاليم بوست»: (إسرائيل) تأمل أن يتخذ «السيسي» خطوات جريئة نحو التطبيع

خسائر العرب فى التحالف مع (إسرائيل)

السعودية تبحث عن التحالف مع إسرائيل